في الأقصى.. القوة الكامنة للانتفاضة

هو الشرارة والشعلة.. حكاية الثورة.. وبداية الانتفاضة بأزمنة عدة، على أبوابه صرخت الحرائر “وامعتصماه”، فرد عليهن شبانٌ بـ”الروح بالدم نفديك يا أقصى”.

المسجد الأقصى الذي يريد الاحتلال له أن يتحول إلى “هيكل” ويدثر تاريخه وهويته كما فعل بكثير من حملات التهويد والاستيطان، لا يزال يشكل “قوة كامنة” و”إلهاماً” للانتفاضة على اختلاف مراحلها ومسمياتها.

وبتزامن الذكرى الـ 16 لانتفاضة الأقصى (28 سبتمبر 2000)، مع مرور العام الأول لانتفاضة القدس (1 أكتوبر2015)، ترى شخصيات دينية ووطنية بأن التداعيات ما تزال موجودة، وأنه بعد مرور هذه المدة الطويلة عليها، ما تزال الأسباب موجودة من خلال الاقتحامات المستمرة للمستوطنين والانتهاكات لحرمة وقدسية المسجد.

خطر قائم
الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا يتحدث لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” بالقول إن “الأقصى كان في خطر، واليوم هناك أخطار متعددة، وإن شرارة الانتفاضة التي اندلعت عام 2000 جاءت لتؤكد مدى تمسك المقدسيين بحقهم في حمايته، وفي سبيل ذلك قدم أهل فلسطين قافلة من الشهداء”.

ويؤكد صبري أن “الاحتلال طامع في الأقصى بقرار رسمي سياسي”، موضحاً أن “الأخطار لا تتعلق بالجماعات اليهودية المتطرفة فقط؛ بل بسياسات الحكومة”.

بدوره، يقول الشيخ عبد العظيم سلهب، رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية: “في كل يوم يستبيح المستوطنون وبحماية شرطية وبتأييد من حكومة الاحتلال حرمات المسجد وينتهكون قدسيته، ما يؤذي المسلمين في مسجدهم ويمنعهم من الوصول إليه”.

ويوضح أن الاحتلال يعتقل الحراس والمصلين، ويمنع الأوقاف الإسلامية من ممارسة دورها الطبيعي في إدارة المسجد وأداء واجبها بترميمه، كل ذلك مؤشر خطير يدلل على الاستهداف المستمر للأقصى والمقدسيين.

مصدر إلهام
من جانبه، يقول حاتم عبد القادر، وزير شؤون القدس السابق لـ” المركز الفلسطيني للإعلام”، إن “الشعب الفلسطيني ما يزال عاقدا العزم على استمرار النضال ضد الاحتلال بالأشكال والوسائل كافة”.

ويضيف في حديثه، إن ذكرى الانتفاضة يجب أن تكون مصدر تأكيد “للإسرائيليين” بأن المسجد الأقصى خط أحمر، وأنه عصب حساس لن نقبل بأي شكل من الأشكال محاولات المس به أو فرض أمر واقع عليه.

ودعا عبد القادر “الإسرائيليين” إلى أخذ العبرة والدرس، وأن يكفوا عن محاولاتهم المستمرة لخلق أمر واقع جديد بالأقصى.