لأول مرة منذ 20 عاماً.. مهرجان الأقصى في خطر يغيب عن أيلول

لطالما تربّع شهر أيلول/ سبتمبر على عرش الأشهر التي لا تغيب سنوياً عن ذاكرة الشعب الفلسطيني؛ فقد ارتبط بمسيرة نضال شعب هبّ في ثاني انتفاضاته ضد الاحتلال مع نهاية هذا الشهر عام 2000، كما ارتبط كذلك بمهرجان “الأقصى” الذي أصبح مع مرور الأعوام، منبراً للدفاع عن القدس وفضح كل المخططات “الإسرائيلية” التي تستهدفها.
مهرجان “الأقصى في خطر” الذي انعقد سنويا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، على مدى عشرين عاماً، أطلقته الحركة الإسلامية في مدينة أم الفحم عام 1996 لأول مرة، عقب اكتشاف الحفريات “الإسرائيلية” أسفل الأقصى، الّتي شكلت خطرًا حقيقيًّا على بُنيةِ المسجد وأساساته، وفي الوقت نفسه، افتتح الاحتلال نفقاً أسفل المدرسة العمرية المطلة على الأقصى، ما أدى إلى تصاعد حدَّة الغضب الفلسطينية.
المهرجان، الذي شكل علامة فارقة في مسيرة القدس والأقصى، لم ينعقد هذا العام، وغاب عن أيلول، وذلك بعدما قررت سلطات الاحتلال في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015، حظر الحركة الإسلامية وإخراجها عن القانون، فأغلقت مؤسساتها وحظرت جميع نشاطاتها.
ويقول رئيس “لجنة الحريات” المنبثقة عن لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال خطيب، الذي كان في كل عام أحد أبرز المتحدثين خلال المهرجان، إن عدم إقامته هذه السنة، “هو تحصيل حاصل في ظل القرار الظالم الذي اتخذته سلطات الاحتلال بتاريخ 17/11/2015 والقاضي بحظر الحركة الإسلامية”.

وأضاف الشيخ خطيب في تصريح لـ “قدس برس”، أنه مع قرار حظر الحركة أغلقت 25 مؤسسة وجمعية كانت ضمن ما تقدمه الحركة الإسلامية من أعمال خيرية واجتماعية، كما توقف تنظيم المهرجان بعدما حظرت الجمعيات التي تعد له، و”بالتالي المؤسسة الإسرائيلية لا شك أنها كانت تريد الوصول إلى هذه النتيجة ضمن خطتها بحظر الحركة”، كما قال.
وتابع “صحيح أنه لم يقَم هذا المهرجان، ولكن أقول حتى وإن غاب، فلن يغيب المسجد الأقصى عن مشاعر ووجدان وأفئدة أهلنا في الداخل الفلسطيني وشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية”.
وأشار الشيخ خطيب إلى أن المهرجان أصبح خلال العشرين سنة الماضية، حدثا عالميا ينتظره الفلسطينيون والعرب والمسلمون، وغيابه هذا العام ليس معناه أن قضية الأقصى والقدس ستنتهي وتوضع جانبا.
ورأى الشيخ خطيب الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها، أنه كان لمهرجان الأقصى دور فعال في رفع مستوى وعي وإدراك المسلمين بالمخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى، ولذلك كان عنوانه مهرجان “الأقصى في خطر”، ليعبر عن مضمون قضيته التي لم يعد بالإمكان تركها أو سلبها.
وفي رسالته للاحتلال، قال: “إن غياب مهرجان الأقصى في دورته الحادية والعشرين، لن يجعلكم تعيشون نشوة الفرح بقرب بناء هيكلكم؛ فلن يكون الأقصى إلا المسجد الأقصى، غير قابل للقسمة ولا مشاركة زمانيا ولا مكانيا، لا فوق الأرض ولا تحت الأرض”.
إنجاز الهدف
من جانبه، أكد الخبير في شؤون القدس والمسجد الأقصى المحامي خالد زبارقة، أن مهرجان الأقصى أنجز دوره وحقق الهدف المنشود منه، وهو إحياء قضية الأقصى في قلوب المسلمين في العالم وتسليط الأضواء على المخاطر التي تحدق به نتيجة سياسات الاحتلال.

وأضاف مدير مؤسسة “قدسنا” لحقوق الإنسان في تصريح لـ”قدس برس”، “نشعر الآن على المستوى العالمي أن ما أدّته الحركة الإسلامية، وأن شعار “الأقصى في خطر” الذي رفعته قبل 20 عاما هو شعار حقيقي، ويعكس الواقع بشكل دقيق”.
وشدد زبارقة على أن المهرجان لم يكن الهدف وإنما كان وسيلة لتحقيق هدف، وباعتقادي الوسيلة أدّت بدورها، والجميع الآن يدرك المخاطر، وبتنا نسمع ونرى بالبث الحي والمباشر الانتهاكات المتواصلة بحق المسجد الأقصى ومحاولات الاحتلال تغيير الواقع القائم في المسجد الأقصى، ومحاولات فرض واقع تهويدي جديد.
وأشار إلى أن المهرجان كشف عن “مشروع صهيوني عالمي” يستهدف الأقصى، ويحظى بدعم أنظمة دولية وعالمية بدأت تعلن تأييدها لهدم المسجد وبناء “الهيكل”.
ورأى أن غياب المهرجان سيكون له تأثير معنوي على الفلسطينيين وأحباب الأقصى في كل مكان، عادًّا أن “حب الأقصى ليس حدثًا موسميًّا، بل هو مغروس في وجدان ووعي وقلوب الأمة، وبالتالي لن يؤثر هذا الغياب على المشهد العام، بل على العكس سيكون هناك إضافة تتمثل في أن على عاتق جميع مركبات الأمة تحمل مسؤولياتها تجاه الأقصى، وأن تهب للدفاع عنه”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

16 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...