السبت 13/يوليو/2024

لأول مرة منذ 20 عاماً.. مهرجان الأقصى في خطر يغيب عن أيلول

لأول مرة منذ 20 عاماً.. مهرجان الأقصى في خطر يغيب عن أيلول

لطالما تربّع شهر أيلول/ سبتمبر على عرش الأشهر التي لا تغيب سنوياً عن ذاكرة الشعب الفلسطيني؛ فقد ارتبط بمسيرة نضال شعب هبّ في ثاني انتفاضاته ضد الاحتلال مع نهاية هذا الشهر عام 2000، كما ارتبط كذلك بمهرجان “الأقصى” الذي أصبح مع مرور الأعوام، منبراً للدفاع عن القدس وفضح كل المخططات “الإسرائيلية” التي تستهدفها.

مهرجان “الأقصى في خطر” الذي انعقد سنويا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، على مدى عشرين عاماً، أطلقته الحركة الإسلامية في مدينة أم الفحم عام 1996 لأول مرة، عقب اكتشاف الحفريات “الإسرائيلية” أسفل الأقصى، الّتي شكلت خطرًا حقيقيًّا على بُنيةِ المسجد وأساساته، وفي الوقت نفسه، افتتح الاحتلال نفقاً أسفل المدرسة العمرية المطلة على الأقصى، ما أدى إلى تصاعد حدَّة الغضب الفلسطينية.

المهرجان، الذي شكل علامة فارقة في مسيرة القدس والأقصى، لم ينعقد هذا العام، وغاب عن أيلول، وذلك بعدما قررت سلطات الاحتلال في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015، حظر الحركة الإسلامية وإخراجها عن القانون، فأغلقت مؤسساتها وحظرت جميع نشاطاتها.

ويقول رئيس “لجنة الحريات” المنبثقة عن لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال خطيب، الذي كان في كل عام أحد أبرز المتحدثين خلال المهرجان، إن عدم إقامته هذه السنة، “هو تحصيل حاصل في ظل القرار الظالم الذي اتخذته سلطات الاحتلال بتاريخ 17/11/2015 والقاضي بحظر الحركة الإسلامية”.

الشيخ كمال خطيب

وأضاف الشيخ خطيب في تصريح لـ “قدس برس”، أنه مع قرار حظر الحركة أغلقت 25 مؤسسة وجمعية كانت ضمن ما تقدمه الحركة الإسلامية من أعمال خيرية واجتماعية، كما توقف تنظيم المهرجان بعدما حظرت الجمعيات التي تعد له، و”بالتالي المؤسسة الإسرائيلية لا شك أنها كانت تريد الوصول إلى هذه النتيجة ضمن خطتها بحظر الحركة”، كما قال.

وتابع “صحيح أنه لم يقَم هذا المهرجان، ولكن أقول حتى وإن غاب، فلن يغيب المسجد الأقصى عن مشاعر ووجدان وأفئدة أهلنا في الداخل الفلسطيني وشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية”.

وأشار الشيخ خطيب إلى أن المهرجان أصبح خلال العشرين سنة الماضية، حدثا عالميا ينتظره الفلسطينيون والعرب والمسلمون، وغيابه هذا العام ليس معناه أن قضية الأقصى والقدس ستنتهي وتوضع جانبا.

ورأى الشيخ خطيب الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها، أنه كان لمهرجان الأقصى دور فعال في رفع مستوى وعي وإدراك المسلمين بالمخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى، ولذلك كان عنوانه مهرجان “الأقصى في خطر”، ليعبر عن مضمون قضيته التي لم يعد بالإمكان تركها أو سلبها.

وفي رسالته للاحتلال، قال: “إن غياب مهرجان الأقصى في دورته الحادية والعشرين، لن يجعلكم تعيشون نشوة الفرح بقرب بناء هيكلكم؛ فلن يكون الأقصى إلا المسجد الأقصى، غير قابل للقسمة ولا مشاركة زمانيا ولا مكانيا، لا فوق الأرض ولا تحت الأرض”.

إنجاز الهدف
من  جانبه، أكد الخبير في شؤون القدس والمسجد الأقصى المحامي خالد زبارقة، أن مهرجان الأقصى أنجز دوره وحقق الهدف المنشود منه، وهو إحياء قضية الأقصى في قلوب المسلمين في العالم وتسليط الأضواء على المخاطر التي تحدق به نتيجة سياسات الاحتلال.

المحامي خالد زبارقة

وأضاف مدير مؤسسة “قدسنا” لحقوق الإنسان في تصريح لـ”قدس برس”، “نشعر الآن على المستوى العالمي أن ما أدّته الحركة الإسلامية، وأن شعار “الأقصى في خطر” الذي رفعته قبل 20 عاما هو شعار حقيقي، ويعكس الواقع بشكل دقيق”.

وشدد زبارقة على أن المهرجان لم يكن الهدف وإنما كان وسيلة لتحقيق هدف، وباعتقادي الوسيلة أدّت بدورها، والجميع الآن يدرك المخاطر، وبتنا نسمع ونرى بالبث الحي والمباشر الانتهاكات المتواصلة بحق المسجد الأقصى ومحاولات الاحتلال تغيير الواقع القائم في المسجد الأقصى، ومحاولات فرض واقع تهويدي جديد.

وأشار إلى أن المهرجان كشف عن “مشروع صهيوني عالمي” يستهدف الأقصى، ويحظى بدعم أنظمة دولية وعالمية بدأت تعلن تأييدها لهدم المسجد وبناء “الهيكل”.

ورأى أن غياب المهرجان سيكون له تأثير معنوي على الفلسطينيين وأحباب الأقصى في كل مكان، عادًّا أن “حب الأقصى ليس حدثًا موسميًّا، بل هو مغروس في وجدان ووعي وقلوب الأمة، وبالتالي لن يؤثر هذا الغياب على المشهد العام، بل على العكس سيكون هناك إضافة تتمثل في أن على عاتق جميع مركبات الأمة تحمل مسؤولياتها تجاه الأقصى، وأن تهب للدفاع عنه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات