208 أسرى استشهدوا في سجون الاحتلال.. والجريمة مستمرة

بجسدها الذي أنهكه طول الانتظار، جلست والدة الأسير فارس بارود، على كرسيٍّ جاءت به خصيصاً لتقف أمام وسائل الإعلام أمام مقر المندوب السامي في غزة، لتناشد العالم والمجتمع الدولي بالإفراج عن ابنها قبل أن تفقد روحها أيضاً.

والدة الأسير فارس بارود والمحكوم مؤبد مدى الحياة في سجون الاحتلال، ليست الوحيدة التي عانت وتعاني فقد كانت تمثل في ملامحها صورة أم الأسير ياسر حمدوني الذي توفي بسبب الإهمال الطبي في سجون الاحتلال الصهيوني.

208 أكفان
كانت أم الأسير بارود تحتضن أحد الأكفان من بين 208 أكفان وهو عدد شهداء الحركة الأسيرة، أعدتها جمعية واعد للأسرى والمحررين خصيصاً لتسليمها للمفوض السامي كأحد هيئات الأمم المتحدة للفت أنظار العالم حول حجم الإهمال الطبي في سجون الاحتلال.

كما سلمت جمعية واعد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته اليوم الخميس (29-9) أمام مقر المندوب السامي، رسالة مكتوبة بخط اليد على أحد الأكفان.

وجاء في نص الرسالة التي حصل مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” على نسخة منها: “نرسل لكم رسالتنا هذه المرة عبر أكفان الموت، لأنّ ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية يعد تطهيراً عرقياً”.

وأضافت الرسالة: “لا تزال إسرائيل الدولة الاحتلالية تقوم بسلوك ممنهج لقتل وتصفية الأسرى داخل سجونها وتعتمد بشكل كبير على سياسة الإهمال الطبي، حيث قضى 208 أسرى شهداء داخل سجونها بفعل هذه السياسة الإجرامية”.

وطالبت الرسالة بضرورة تشكيل فريق طبي من هيئة الأمم المتحدة بصفتها الدولية لمعاينة الأوضاع الكارثية والحالات المرضية الخطيرة جداً التي يعاني منها الأسرى المرضى.

وعبر أهالي الأسرى الذين وقعت الرسالة باسمهم، عن أملهم أن يكون للأمم المتحدة موقف، وأن تشكل مؤسساتها ضغطاً حقيقياً وجاداً على الاحتلال “الإسرائيلي” لإنهاء هذه السياسة.

حرب موصولة
أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة، أكّد أنّ ما تعرض له الأسير الشهيد ياسر حمدوني قبل أيام هو جزء موصول من سياسة الإهمال الطبي الذي يمارسه الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين.

وتساءل القدرة عن حقوق الأسرى بشكلٍ عام والطبية منها بشكلٍ خاص، وقال: “هل خرجت إسرائيل من عباءة المجتمع الدولي؟!”.

وأضاف: “اليوم نودع الأسير الشهيد ياسر حمدوني، ليؤكد للعالم أن هناك حربا موصولة ضد الأسرى من سياسة الإهمال الطبي، إلى رفض العلاج”.

وأوضح الناطق باسم الصحة، أنّ أكثر من 70 أسيراً يعانون من مرض السرطان بأنواعه المختلفة، بالإضافة إلى 70 آخرين يعانون من إعاقات مختلفة.

وأشار إلى أنّ 10 أسرى محررين استشهدوا خارج سجون الاحتلال بعد فترة قصيرة من الإفراج عنهم، وذلك نتيجة ما تعرضوا له من إهمال طبي في السجون، لافتاً إلى أنّ 1500 مريض في سجون الاحتلال يعانون من أمراض مختلفة.

وطالب القدرة، المجتمع الدولي بمنح الفرصة لوزارة الصحة لتقديم الفرصة العلاجية اللازمة للأسرى في سجون الاحتلال والتوقف أمام حالاتهم وما يتعرضوا له من إهمالٍ طبي.

سياسة ممنهجة
بدوره؛ وصف ياسر صالح عن لجنة الأسرى للقوى الوطنية، ما يحدث بحق الأسرى “سياسة ممنهجة”، مطالباً الكل الفلسطيني بالوقوف عند مسؤولياته أمام يحدث للأسرى.

وأشار صالح، إلى أنّ الأسرى يتعرضون لمخاطر كثيرة، وأنّ هناك خشية لدى كل أم وزوجة وأبناء بأنّ يرجع أبناؤهم محملين على الأكتاف.

واختتم قوله مخاطباً المجتمع الدولي: “أسرانا يقتلون في السجون”.