الأحد 18/أغسطس/2024

عباس يشارك ونواب الكنيست العرب يقاطعون جنازة بيريس

عباس يشارك ونواب الكنيست العرب يقاطعون جنازة بيريس

أعلنت النائب في الكنيست “الإسرائيلي” عايدة توما، اليوم الخميس، أن النواب العرب من القائمة العربية المشتركة، لن يشاركوا في جنازة رئيس الاحتلال السابق شمعون بيريس التي ستقام غدا الجمعة بالقدس المحتلة، متّخذين بذلك موقفا وطنيا على نقيض رئيس السلطة محمود عباس الذي قرر المشاركة في الجنازة.

وأوردت توما، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، ثلاثة أسباب رئيسة لامتناعهم عن المشاركة، وهي أن بيريس “راعي الاستيطان اليهودي في الأراضي المحتلة، وصاحب فكرة مفاعل ديمونا والتسلح النووي، وارتكب مجزرة قانا عام 1996 في جنوب لبنان”.

ووصفت بيريس بأنه “شخصية مركبة، ومن المبالغ فيه أن نكون جزءًا من الحزن القومي (الصهيوني)”.

وقالت توما من القائمة العربية المشتركة: “أنا أستغرب أن يتوقع منا أحد المشاركة في جنازة بيريس أو بما يسمى الحداد القومي”.

عايدة توما

وأضافت توما، وهي من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، “لم يكن هناك أي قرار منا في القائمة المشتركة بمقاطعة الجنازة، لم نجتمع لنقرر عدم المشاركة، كان مفهوما ضمنا من الجميع أننا لن نشارك في مراسم الوداع أو الجنازة”.

من جهته، قال عضو الكنيست من الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي) مسعود غنايم: “بيريس لم يفعل شيئا لصالح الشعب الفلسطيني، في حين قام بالكثير من الأعمال لصالح الحركة الصهيونية وبناء إسرائيل”.

واستذكر النائب غنايم العضو أيضا في القائمة العربية المشتركة مواقف بيريس، فقال “هو مؤسس المشروع الاستيطاني، وكان وزيرا للدفاع عام 1976 في يوم الأرض عندما سقط لدينا شهداء، لذلك لا يوجد ما يدعونا للمشاركة في تأبينه وجنازته”.

وأضاف: “صحيح أنه صاحب مشروع حل الدولتين، والمطالب بمساواة المواطنين العرب باليهود، لكنها محطات قليلة في مسيرته”.

مسعود غنايم

وللقائمة العربية المشتركة المؤلفة من الأحزاب العربية 13 مقعدا في الكنيست، 12 لعرب، ومقعد يحتله يهودي، وهي القوة الثالثة من حيث عدد النواب، وعدد أعضاء الكنيست العرب 17 من أصل 120 عضوا.

ويقدر عدد فلسطينيي الداخل المحتل بمليون و400 ألف نسمة ينحدرون، من 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد قيام “إسرائيل” عام 1948، وهم يشكلون 20% من السكان، ويعانون من التمييز خصوصا في مجالي الوظائف والإسكان.

وجاء الموقف الوطني للنواب العرب في الكنيست “الإسرائيلي” مناقضا لموقف رئيس السلطة الذي قدم طلبا وافق عليه الاحتلال بالمشاركة في الجنازة على رأس وفد يضم: ماجد فرج، وصائب عريقات، وحسين الشيخ، ومحمد المدني.

من هو بيريس؟

وتوفي بيريس عن عمر ناهز (93 عامًا)، قضاها في توسعة “إسرائيل” عبر ادعائه السلام؛ في حين أنه يعدّ مؤسس البرنامج النووي “الإسرائيلي”، ومسؤول المفاوضات مع منظمة التحرير التي أفضت لتوقيع اتفاقيات “أوسلو”.

وبيريس ذو الـ 93 عامًا من “الجيل الصهيوني” المؤسس لدولة الاحتلال، استطاع بحنكته ودهائه أن يتولى عدة مراكز مهمة؛ كانت عسكرية في بداية مشواره، حيث شغل منصبًا رفيعًا في “وزارة الدفاع” وهو في الـ 29 من عمره، وأصبح فيما بعد مسؤولًا عن صفقات الأسلحة في “الميليشيات الصهيونية” التي عُرفت باسم “الهاغاناه” نواة جيش الاحتلال.

ويعدّ بيريس في الأدبيات العبرية “أبو القنبلة النووية الإسرائيلية”، وأحد مؤسسي مفاعلها الشهير في ديمونا بالنقب المحتل (جنوب فلسطين المحتلة)، تمكن من إبرام صفقة مع فرنسا لإمداد دولة الاحتلال بطائرات ميراج المقاتلة، ويعد أيضًا من مهندسي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

في عام 1959 انتقل بيريس للحلبة السياسية؛ فدخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بصفته نائبًا عن حزب “مباي” الحاكم آنذاك، وفي عام 1965 ترك الحزب ليؤسس مع بن غوريون حزب “رافي”؛ قبل أن يعود ويعمل على توحيد الحزبين عام 1968 تحت مسمى حزب “العمل الإسرائيلي”.

وكان بيريس في نظر المجتمع الدولي رجل سلام؛ فمنحه جائزة نوبل لدوره الأساسي في إبرام اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 واتفاقية وادي عربة مع الأردن عام 1994، ولكنه بقي في أعين الفلسطينيين ثعلبًا مخادعًا نما الاستيطان في عهده وازدهر أكثر من أي “ليكودي” آخر، في حين كان في نظر اللبنانيين مجرد قاتل اقترن اسمه بعملية “عناقيد الغضب”، حيث دمرت الطائرات “الإسرائيلية” المؤتمرة بأمره ملجأ تابعًا للأمم المتحدة في قانا (جنوب لبنان) فوق رؤوس عشرات الأطفال والنسوة.

شغل “الثعلب” على مدى خمسة عقود مناصب نيابية ووزارية مختلفة، وهو الوحيد الذي تولى منصبي رئاسة الوزراء ورئاسة الكيان الصهيوني بين عامي 2007 و2014، وكان آنذلك أكبر الرؤساء سنًّا في العالم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد، حملة دهم واعتقالات في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وسط...