السبت 10/مايو/2025

ماذا يجرى داخل مستوطنة ألون موريه شرق نابلس؟

ماذا يجرى داخل مستوطنة ألون موريه شرق نابلس؟

لم تخف الأحراش المحيطة بمستوطنة ألون موريه شرقي مدينة نابلس حالة الامتداد والزحف الاستيطاني، على مزيد من أراضي بلدات دير الحطب وعزموط، بسبب المشاهد البادية خلال ساعات النهار للبنايات الجديدة بدلا من البيوت الجاهزة، وأعمدة الإنارة المضاءة في ساعات الليل.

وكشف شهود عيان تقع منازلهم في الحارة الشمالية في بلدة دير الحطب الواقعة إلى الشرق من مدينة نابلس، أن هناك استبدالا للبيوت الجاهزة (كرفانات) ببيوت من الحجر وعدة طبقات شيّدت مؤخرا، بحيث أصبح منظر أحياء المستوطنة تختلف عن المشهد الذي اعتادوا عليه منذ سنوات طويلة.

بنايات جديدة
ويقول المواطن محمد عودة، في العقد الخامس من عمره، من سكان الحي القريب من أسوار المستوطنة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، إنه منذ نحو 30 عاما، ومشهد المستوطنة لم يتغير، وهو مجموعات كرفانات متناثرة هنا وهناك وقلة في عدد السكان، لكن الأيام الأخيرة أبرزت مشهدا لبنايات جديدة من البناء الحجري، وعدة طبقات مكان البيوت الجاهزة، ما أثار تساؤلات بين الأهالي.

أحد سكان المنطقة: المستوطنة لم يتغير مشهدها منذ 30 عاما، لكن في الأيام الأخيرة هناك مشاهد لبنايات جديدة ومنازل مكونة من عدة طبقات.

وكانت مستوطنة “ألون موريه” قد أقيمت داخل معسكر لجيش الاحتلال في أواخر عام 1978م، وذلك بتركز 25 عائلة من حركة “غوش أمونيم” جنوب شرق نابلس، بالقرب من قرية روجيب، وفي عام 1979م قررت حكومة الاحتلال، وبعد مقاومة فلسطينية وعالمية واسعة، نقل المستوطنة إلى منطقة الجبل الكبير أو جبل الشيخ بلال، الذي يقع إلى الشرق من مدينة نابلس، قرب قرية دير الحطب؛ وفي 9 كانون أول 1979م، شرع في العمل بإقامة المستوطنة رسميًّا في موقعها الجديد على الجبل الكبير، كما تشير معطيات مركز أبحاث الأراضي.

ويقول المواطن عبد الرحمن الجمال، المقيم في الحارة الجديدة في دير الحطب، أن هناك أصوات تجريف وقدومًا لناقلات الباطون الجاهز على مدار الساعة، ما يعطي تفسيرا أن هناك توسيعا بالمستوطنة دون إعلان مسبق. كما لوحظ نصب أعمدة إنارة جديدة في أماكن خارج الحدود المعروفة للمستوطنة، ما يؤكد معلومات الأهالي بوجود توسع جديد على حساب أراضي القرى المجاورة، والأراضي التي يطلق عليها أملاك دولة “أراضٍ جبلية وحرجية”.

أنشئت مستوطنة ألون موريه عام 1978م داخل معسكر لجيش الاحتلال، وعام 1979م نقلت إلى جبل الكبير شرق مدينة نابلس

تخوفات مع دخول موسم قطف الزيتون
وكشف مزارع من عائلة حسين يمتلك قطعة أرض متاخمة لأسوار المستوطنة، عن تخوفات المزارعين في الأسابيع المقبلة مع دخول موسم قطف الزيتون، بسبب تنظيم المستوطنين مسارات بيئية في محيط المستوطنة وصلت إلى شرقي بلدة بيت دجن المجاورة، وهذا يعني تواجدهم في الموسم القادم بين العائلات القروية وتنفيذ اعتداءات بحقهم.

وكان العشرات من سكان بلدات شرق نابلس قد عملوا سابقا في المنطقة الصناعية التابعة لمستوطنة ألون موريه، لكن أمن المستوطنة ومخابرات الاحتلال أنهت عقود عملهم قبل سنوات عديدة؛ خوفا من تنفيذهم عمليات فدائية. وقال أحد العمال السابقين إن هناك عمليات توسعة تجرى داخل المستوطنة، بعيدا عن الأضواء خاصة في السفوح الجبلية التي تطل على الأغوار، والتي لا تشاهد من أحياء مدينة نابلس وقراها الشرقية، وهناك امتدادات استيطانية باتجاه فروش بيت دجن والجفتلك من الجهتين الشمالية الشرقية أيضا.

استهداف لأراضي المواطنين
ويؤكد رئيس المجلس القروي في قرية دير الحطب عبد الكريم حسين لمراسلنا، وجود استهداف للأراضي في البلدة؛ فالمستوطنون يمارسون أبشع الطرق والوسائل في ضرب قطاع الزراعة في القرية، ناهيك عن التهديدات المستمرة من قطعان المستوطنين للمزارعين في القرية ومصادرة أراضيهم الزراعية لصالح توسيع مستوطنة ألون موريه.

وتبلغ مساحة الأراضي المصادرة من أراضي دير الحطب وحدها لصالح ألون موريه 8 آلاف دونم من أصل 12 ألف دونم هي مساحة البلدة الإجمالية.

تبلغ مساحة الأراضي المصادرة من بلدة دير الحطب لصالح مستوطنة ألون موريه حوالي 8 آلاف دونم من أصل 12 ألفًا هي مساحة البلدة الإجمالية

ويشير المهندس محمود الصيفي، مدير مركز أبحاث الأراضي بمحافظة نابلس، إلى أن هناك مزيدًا من مصادرة الأراضي لصالح المستوطنة، واعتداءات من المستوطنين على البلدات المجاورة، حيث طالت هذه الاعتداءات المزارعين، كذلك نفذ المستوطنون عمليات تكسير للأشجار وسرقة ثمار الزيتون، بالإضافة إلى ضخ مياه الصرف الصحي في موسم الزيتون، والانتهاء بمصادرة الأراضي، وتهويدها في القرية لصالح تلك المستوطنة ومطاردة رعاة الماشية في أراضيهم إلى احتجاز رؤوس الماشية، ثم منع المزارعين من الاستفادة من أراضيهم الزراعية في المنطقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات