العائق الأرضي حول غزة.. سجال التكلفة المادية والجدوى الفعلية

عارضت الهيئة القيادية في جيش الاحتلال إنشاء جدران من الخرسانة المسلحة تحت الأرض لمحاربة الأنفاق (العائق الأرضي)، مفضلين تنفيذ عمليات مركزة تحت الأرض للبحث عن تلك الأنفاق وتدميرها، وفق ما ذكر موقع “والا” العبري.

وقال موقع “والا” إنه رغم أن العطاء الذي تقدمت به وزارة الحرب من أجل مشروع العائق في القطاع قريب من نهايته، إلا أن ضباطا كبارا في جيش الاحتلال قالوا إن تكلفة المشروع نحو مليار شيكل، ولن يوفر خط دفاع كافٍ.

وتابع الموقع العبري سرده، بأن نقاشا معمقا ومهنيا جرى داخل قيادة الجيش فيما يخص مشروع تطويق القطاع بجدار إسمنتي لمحاربة الأنفاق.

فقد أوصى ضباط كبار في الجيش المستوى السياسي بدراسة تنفيذ عمليات مركزة على الأرض في قطاع غزة للكشف عن الأنفاق وتدميرها، كبديل عن إنشاء العائق؛ كونه لن يوفر خط حماية كافية علاوة عن التكلفة الباهظة له.

وفي المقابل أبلغ المستوى السياسي في “إسرائيل” المستوى العسكري أنه لا حدود للميزانية المخصصة لمحاربة الأنفاق، ومنذ نهاية الحرب (عدوان 2014) حولت الحكومة لهذا الغرض مئات ملايين الشواكل من أجل امتلاك تكنولوجيا متقدمة وتجارب وعمليات هندسية، والمشروع الضخم الحالي الذي يشمل إقامة جدران في عدة أماكن حول القطاع.

القيادة العليا في جيش الاحتلال قالت إن نفقات الجدار قد تبدأ بمئات الملايين وتتخطى فيما بعد المليار، ويفضلون عمليات على الأرض للقضاء على الأنفاق.

وقالوا إن الأنفاق التي دمّرت في السنتين الأخيرتين، هي أنفاق قديمة وتفرعات عن أنفاق اكتشفت فترة الحرب ولم تدمّر، والجدار الذي سيُبنى لن يشكل حلاً ناجعاً للأنفاق.

ورغم تلك النقاشات المعمقة والطويلة، إلا أن المستوى السياسي قدم العطاء وقرر الاستمرار في المشروع الهندسي، حيث إن العطاء في جزئه الأكبر يبقى سريًّا.

وهناك جزء من العطاء مخصص لشركات أجنبية مختصة بالحفر عميقاً في الأرض وبناء جدران اسمنتية سميكة، وتقدمت 20 شركة للعطاء، ومن المقرر أن يتم رسو العطاء هذا الأسبوع واتخاذ قرار فيه.