الثلاثاء 13/مايو/2025

حوارة.. بوابة الشمال في قبضة الاحتلال

حوارة.. بوابة الشمال في قبضة الاحتلال

على مدار ثلاثة أسابيع ويزيد، تعاني بلدة حوارة إلى الجنوب من مدنية نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة إجراءات صهيونية جعلتها سجنًا كبيرًا، نتيجة إغلاق قوات الاحتلال لها بين الفينة والأخرى مستخدمة المتاريس الإسمنتية والسواتر الترابية ونشرها حواجزها العسكرية في أروقة البلدة وعلى مفارق الطرق المؤدية إليها.
 
وتعدّ بلدة حوارة بوابة الشمال؛ كونها المنفذ الإجباري لوصول المواطنين نحو المدن الشمالية، هذا إلى جانب كونها شريان حياة مهمًّا للقرى الجنوبية من المدينة، نتيجة احتضانها العديد من المكاتب الحكومية والمنشآت التعليمية والصحية، واحتوائها على العشرات من المحال التجارية والمصالح والمصانع.

معاناة مستمرة
وتدفع حوارة ضريبة باهظة، وتعاني الأمرّين نتيجة ممارسات وإجراءات الاحتلال وحصارها المستمر منذ عدة أسابيع، ما أثّر على مناحي الحياة لأهالي القرية كافة، وعرقلة حركة سفر الآلاف من العابرين للطريق الرئيس في البلدة، حسب ما يقول الناشط الشبابي سمارة حواري الذي يسكن القرية.

فتجاريًّا، وبحسب ما يقول حواري لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” فإن هناك أكثر من 300 محل تجاريّ تكبد خسائر فادحة نتيجة الإغلاقات المستمرة من قوات الاحتلال للقرية ومحيطها، وتابع: “نحن نتحدث عن العشرات من المطاعم والمحال التجارية والمصانع ومناشير الحجر، كلها يضطر إلى إغلاق أبوابه تحت تهديد  السلاح”.

ومع كل حالة منع تجوال أو انتشار مكثف لقوات الاحتلال، يعجز الآلاف من الطلبة والمعلمين من الوصول إلى آماكن عملهم سواء في داخل القرية أو باقي المناطق الأخرى جنوب المدينة أو داخلها، كما يؤكد “الحواري”.

حوارة .. أهمية تجارية ومؤسساتية
وتنبع أهمية بلدة حوارة كما يقول الحواري: “إلى جانب الأهمية التجارية الكبيرة للبلدة، فإن تواجد العديد من المكاتب التابعة للمؤسسات والوزارات الحكومية كوزارة الشؤون الاجتماعية ومكتب لوزارة الداخلية وآخر للتربية والتعليم ومركز للطوارئ والإطفاء جعل منها مركز حيويا بالسكان والخدمات طوال الوقت”.

وعلى الصعيد التعليمي، يكمل الحواري: “البلدة تحتوي على خمس مدارس تستقطب إلى جانب طلبة البلدة العشرات من سكان البلدات المجاورة لها، ويوجد على أراضيها مبنى كلية ابن سينا للعلوم الصحية، والتي هي الأخرى تعدّ صرحا علميا يضم المئات من الطلبة من سكان المدينة كافة وباقي المدن”.

معاناة بسبب عنصرية الاحتلال
 ويقول المواطن أبو محمد الحواري، الذي يسكن على الشارع الرئيس من البلدة، وصفا آخر لمعاناتهم نتيجة ممارسات قوات الاحتلال، قائلا: “الاحتلال يتعامل بعقلية عنصرية؛ فهو لا يتردد في اقتحام منازلنا وتخريبها وتحويلها ثكنات عسكرية ونقاط  مراقبة له دون الالتفات إلى وجود أي بشر داخل تلك البيوت”.

ويضيف: “أحيلت حياة العديد من سكان القرية إلى جحيم؛ فمع كل حدث يحصل على الشارع ينالون نصيبا وافرًا من الإذلال والإهانة والاحتجاز والاعتداء والإرهاب والرعب الذي لم يغادر القرية”.

وفي الوقت الذي يمنع فيه سكان البلدة في كثير من الأحيان من ممارسة حياتهم الطبيعة، يستفرد المستوطنون الصهاينة بالسير عبر الطريق الرئيس في البلدة، ويمارسون أشكال العربدة ضد الأهالي وممتلكاتهم تحت حماية جنود الاحتلال، الذين سرعان ما يكشرون عن أنيابهم عند إلقاء ولو حجر صغير تجاه جيب للاحتلال أو سيارة للمستوطنين، كما يقول الشاب أحمد عودة.

ويضيف عودة: “بتنا لا نأمن على أبنائنا في السير في الشارع، بل إننا نحاول أن نبقى داخل بيوتنا ونفضلها على الخروج منها؛ كي لا نكون ضحية جريمة مستوطن أو جندي من جنود الاحتلال”. 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات