الثلاثاء 02/يوليو/2024

انتفاضة القدس إرادة الانتصار

محمد مصطفى شاهين

بعيدا عن أفكار الاستسلام والتطبيع التي يدعو لها البعض، وبعيدا عن التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني الذي أضاع على القضية الوطنية الكثير الكثير.. فإن الخيار الحقيقي لكل الفصائل الوطنية والإسلامية هو رعاية انتفاضة القدس وتنميتها ودعمها سياسيا وعسكريا، وتطوير تكتيكاتها الميدانية لتصبح عمليات مقاومة أكثر تنظيما وتأثيرا من العمليات الفردية التي يقوم بها فرسان الانتفاضة.

إن المقاطع المصورة التي تظهر اعتداءات قوات الاحتلال على المدنيين الفلسطينيين العزل الأبرياء وعمليات الإعدام الميدانية المتكررة التي يقوم بها جنود دولة الكيان الصهيوني، شكلت دافعا جديدا وإضافيا للشباب الفلسطيني للانخراط في أعمال انتفاضة القدس ومواجهة الغطرسة الصهيونية.

تعيش الآن المدن الفلسطينية المحتلة ومدينة القدس المحتلة نهضة نضالية وثورية ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه، وتقف انتفاضة القدس اليوم كسدٍّ منيع أمام الاحتلال وسياساته التي تحاول محو المواطن الفلسطيني وانتزاعه من أرضه ومقدساته.

إن انتفاضة القدس دليل على فشل محاولات السيطرة الأمنية الصهيونية على إرادة الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه، ودليل جديد على فشل العملية الوهمية للسلام المساة اتفاقية أوسلو، ويأتي ذلك كبرهان أن العقيدة النضالية للشعب الفلسطيني ترفض التفريط بحبة تراب من الوطن، وأن الجيل الجديد أصبح على يقين أن الحق ينتزع بالمقاومة والنضال في ظل الدلائل الدامغة على استهانة العدو الصهيوني بالقانون الدولي وكل اتفاقيات حقوق الإنسان، وإرهاب الدولة الذي تمارسه دولة الكيان الصهيوني في محاولات ممنهجة منهم للاستيلاء على مزيد من أراضي وحقوق الشعب الفلسطيني بالتزامن مع صمت دولي قاتل يصل لحد التواطؤ من بعض الدول الداعمة للكيان الصهيوني.

إن إرادة البقاء التي يتمتع بها  المجتمع الفلسطيني جعلت الشعب الثائر يشرع في إدارة صراع استنزاف أمني لدولة الاحتلال الصهيوني وصراع عقول بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني المحتل للأرض المستولي على خيرات وطننا وقاتل أطفالنا.

تطورات فعاليات الانتفاضة يوحي للمتابع لأحداثها أنها إرادة بقاء لأن تحركات شباب الانتفاضة أصبحت أكثر ذكاء واحترافا في التعامل مع الأحداث، مما دفع بدولة الكيان الصهيوني بالدفع بالمزيد من القوات الأمنية والعسكرية  لتعزيز الجبهة الداخلية التي باتت منهارة أمنيا بفعل ضربات شباب الانتفاضة الذين نجحوا في ترسيخ الرعب في قلوب الاحتلال ومستوطنيه من خلال عمليات الطعن والدهس للمستوطنين وجنود دولة الكيان الصهيوني، مما عزز صورة الحكومة الصهيونية أمام جمهورها بأنها عاجزة عن إيقاف عجلة عمليات انتفاضة القدس، مما يدفعها لتوزيع التهديدات على المواطنين الفلسطينيين الأبرياء في كل مناسبة.

وذلك نابع من حالة العجز الأمني عن التنبؤ بعمليات الانتفاضة الذي جعل الأجهزة العسكرية والأمنية الصهيونية  لا تجد لها قدرة على فهم وإدراك طبيعة العمليات الفردية التي يقوم بها  المناضلون الفلسطينيون في مواجهة آلة القمع الصهيونية، والتي تنفذ عمليات اعتقال إدارية بحق المواطنين الفلسطينيين، إضافة لمحاكمة وسجن من يتعاطف وينشر دعما لانتفاضة القدس من خلال الإعلام واتهامه بالتحريض على قتل الصهاينة، والتواصل مع مواقع التواصل الاجتماعي وتعاونها مع دولة الكيان الصهيوني في حذف حسابات لمواطنين فلسطينيين يدعمون انتفاضة القدس، يأتي ذلك ليؤكد على فشل الإرهاب الصهيوني في قمع أو كبح عمليات الانتفاضة التي باتت متصاعدة في العدد والأداء مقارنة بالسابق.

إن حالة الفشل التي يعيشها المجتمع الصهيوني من غياب الأمن بالمنطقة رسخ في عقولهم أن الاستقرار في هذه المنطقة بات مغامرة كبرى تستهدف وجودهم، مما دفع بالعديد منهم للعودة إلى دولهم الأصلية التي قدموا منها أول مرة، وهذه المعادلة الجديدة في الصراع الفلسطيني الصهيوني ستحسم لأصحاب الحق الأصيل في وطنهم وهم الفلسطينيون، وأن الانتصار مسألة وقت لا أكثر، والشعب الفلسطيني برهن ولأكثر من مرة أنه على قدر التحدي والصمود حتى نيل كل حقوقه الوطنية وبالمقاومة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات