السبت 10/مايو/2025

شباك عيسى تصطاد عصافير الحدود

شباك عيسى تصطاد عصافير الحدود

لا شيء يؤنس وحدة صيّاد العصافير عيسى ياسين على حدود غزة سوى أصوات الطيور التي تبشر باقتراب وقوعها في شباكه السحرية التي يلازمها مع ساعات الصباح الأولى.

ويتنقل الشاب عيسى ياسين (23 عامًا) صبيحة كل يوم بين المناطق الحدودية خلف هواية تحولت إلى مهنة لا يستطيع تغييرها بعد أن أصبحت تشغل كامل وجدانه.
 
وتفرض قوات الاحتلال على طول حدود غزة غرب السلك الفاصل منطقة عازلة يصل عمقها إلى 300 متر تمنع فيها المزارعين والمواطنين من ممارسة أعمالهم والوصول إلى مزارعهم فتطلق عليهم النار بشكل يومي.
 
عصافير الحدود

في نهاية مجرى وادي غزة من الجهة الشرقية ولمسافة تقارب 150 مترًا، يحتمي عيسى بظل شجرة “إثل” من قيظ الظهيرة بعد أن ينصب شباك الصيد منتظرًا قدوم سرب العصافير الذي يراقب حركته من عدة أيام.

يقول عيسى لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “من سنوات طويلة بدأ الصيد يجري في دمي، فأصبحت أركب هذه الشباك السحرية وألاحق طيور الشنّار النادرة والحمام البري والعصافير وأبيعهن، وأفضل ما اصطدته مؤخرًا زوج شنار ثمنه 280 شيكلا”.

يواصل عيسى حديثه -وهو يراقب عدة عصافير أوشكت على الاقتراب من شباكه التي نصبها في بطن الوادي- مبديًا أسفه على بدء انقراض طيور الشنّار بسبب الحروب والصيد الجائر.

ويتابع: “الشنّار يحب الأرض الطينية ويستوطن بها وأنا لدي خبرة في حركة الطيور عامةً؛ فأراقبها أحيانًا لأسبوع ثم أنصب شباكي في طريقها فأصطاد أحيانًا العشرات من العصافير دفعةً واحدة”.

يشير عيسى بسبابته إلى قفص خشبي بجواره يرقد فيه طير الحمام الذي اصطاده قبل دقائق، وقد تناثر حوله ريش طائر الحمام التي يفخر بصيد 30 منها في ما أسماه صفقة الأسبوع الماضي.

موسم الشتاء

على فوهة الوادي أوقف عيسى دراجته النارية “توكتوك” التي تحمل أدوات الصيد وأهمها الشباك والأخشاب والتي يتنقل بها بين المناطق الحدودية بدءًا من بلدة القرارة ودير البلح ومخيمات البريج والمغازي وأحيانًا بيت حانون لو أغراه الصيد هناك.
 
ويتابع: “أتنقل في المناطق، وأقترب كثيرًا من الحدود، وأشهد المناطق التي يكون فيها خطر وإطلاق نار، لكني أيضًا أعاني من الناس الذين يطمعون في مقاسمتي الصيد إذا اصطادَت الطيور بجوار أراضيهم، وبعضهم طردني مؤخرًا ومزق شباكي”.
 
ويستبشر عيسى باقتراب فصل الشتاء الذي يعد الموسم الأفضل لصيد الطيور خاصة عصافير “الجردي” التي تحلق بأسراب تشبه أسراب الجراد باحثةً على الحبوب فيلاحقها هو لتقع في شباكه.

ورغم أن هواية عيسى بدأت بملازمته لخاله الذي تعلم منه صيد الطيور إلا أن برنامجه اليومي الآن يبدأ بالتنقل بين المناطق الحدودية بحثًا عن الطيور البريّة والتي لا تخلو من خطر التعرض لرصاص الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات