السبت 06/يوليو/2024

هاشم الهجين.. رحل والد الشهداء والقساميّ التقيّ

هاشم الهجين.. رحل والد الشهداء والقساميّ التقيّ

بشيء من السكون والطمأنينة، والابتسامة المرسومة على وجهه، يجلس الحاج هاشم الهجين في حلقة ذكر في مسجد علي بن أبي طالب بحي الزيتون شرق مدينة غزة، موجها أشبال المسجد وشبابه لضرورة الالتزام في صلوات الجماعة في المسجد، وأن يكونوا دعاة لدينهم الحنيف.

تلك النصائح والإرشادات التي أرسلها الحاج الهجين (59 عامًا)، لمشرفي مركز تحفيظ البيان لتعليم القرآن والسنة وأشبال المسجد، لم يعلموا أنها ستكون آخر المواقف الجميلة التي يعيشها برفقتهم، ليعم الألم قلوبهم وقلوب أهالي حي الزيتون، حزناً على رحيله.

ويعد الهجين أحد رجال أهل الخير والإصلاح بحي الزيتون، والذي توفاه الله الأحد الماضي، بعد وعكة صحية ألمّت به.
                                              
وزفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، المجاهد الهجين والذي التحق بصفوفها منذ عام 2007.

وقالت الكتائب في بيان لها إن المجاهد الهجين مضى إلى ربه بعد حياةٍ مباركةٍ حافلةٍ بالعطاء والجهاد والتضحية والرباط في سبيل الله، قائلة: “نحسبه من الشهداء الأبرار الأطهار، ولا نزكي على الله أحداً”.

مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” تجول في بيت عزاء المجاهد الهجين، والتقى بأهله وعدد من جيرانه، تعرف خلال الحديث معهم عن أبرز مناقب الشهيد، ومدى الحب الذي يتمتع به الفقيد بين أهله وجيرانه.

 


رجل العزيمة

محمد نجل المجاهد هاشم يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن والده أفنى حياته في سبيل الله، قائماً طائعاً لله، مربياً لأهله تربية صالحة، ومقدماً روحه وأهله في سبيل الله.

ويوضح أن والده كان يبحث عن البيوت المحتاجة في منطقته، وينفق ماله على الفقراء منها وبشكل شهري، قائلاً: “كان أبي يأخذ راتب ابنه الشهيد وينفقه بشكل شهري كاملاً على المحتاجين والفقراء، ونادراً ما يعود بجزء منه إلى البيت”.

وتنوعت حياة الهجين بين عمله الدعوي في رحاب مسجده مسجد علي بن أبي طالب والعمل الدعوي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” منذ عقود من الزمن، إضافة إلى عمله خادماً لأهله وجيرانه محباً لهم، يرافقهم في أفراحهم وأحزانهم.

والد الشهداء
وبعزيمة الرجال وروح الشباب التحق القسامي الهجين بصفوف كتائب القسام رغم كبر سنه: “كانت رغبة والدي أن يرضى الله عنه ويكون شهيداً في سبيل الله بعد أن جنّد إخوتي مجاهدين في كتائب القسام”، كما يقول نجله محمد.

وقدم اثنين من فلذات كبده شهداء، بعد التحاقهم بكتائب القسام، حيث ارتقى نجلاه وليد وأحمد شهداء في ريعان شبابهم بمهمات جهادية، فنجله وليد (21 عاماً) استشهد بتاريخ 18/5/2007 إثر قصف صهيوني ارتقى خلاله برفقة 3 من مجاهدي القسام، أما نجله أحمد (18 عاما) فارتقى بتاريخ 23/4/2010 خلال مهمة جهادية.

 

الإيثار على النفس
ومن أبرز ما يوصف به المجاهد الهجين أنه يؤثر الآخرين على نفسه، ويقدم الغالي والرخيص ابتغاء مرضات الله، ويتحسس، ويقدم ماله لفقراء الحي والعمال الفقراء بمنطقته.

ويروي مؤذن المسجد أبو علاء بلال ورفيق المجاهد منذ 17 عاماً أن الفقيد عمل في مهنة الخياطة، وأنه كان يبحث عن الفقراء من العمال ويقدم لهم المال فكان سبيا في تيسير حياتهم، وسداد بعض الديون عنهم.

وأوضح أنه أنفق على أحد الفقراء 1700 شيكل دفعة واحدة، بعد أن تعرف على وضعه المعيشي الصعب.

يوم الرحيل
ويقول بلال خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن الحاج الهجين أتى له بعد صلاة فجر يوم وفاته، وأبلغه بأنه سيغادر هذه الحياة موصياً إياه بالصلاة عليه.

ويوم رحيله صلى الهجين العشاء جماعة في مسجده، وأنهى صلاته، وسلم على رواد المسجد وأشباله الذين يحبهم ويشجعهم على فعل الخيرات.

وفي منتصف الليل شعر أبناء المجاهد الهجين بوعكة صحية ألمت بوالدهم، لينقلوه على إثرها إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ليوصي أبناءه قبل رحيله بالطاعة والمضي في طريق الجهاد والمقاومة، وليختم حياته رافعاً أصبع السبابة، والابتسامة ترتسم على وجنتيه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات