الأربعاء 07/مايو/2025

الخليل .. ما الذي يدفع شبّانها لتنفيذ العمليات الفدائية؟

الخليل .. ما الذي يدفع شبّانها لتنفيذ العمليات الفدائية؟

مع اقتراب اكتمال العام الأول لانتفاضة القدس، لا تزال الخليل، جنوب الضفة المحتلة، تتصدر قائمة الشهداء والعمليات منذ اندلاع انتفاضة القدس، لتشكل أيقونة الثوار، واللغز الذي يحيّر الأمن الصهيوني، في بسالة شبابها وإصرارهم على مقارعة الاحتلال.

ستة شهداء، منذ يوم الجمعة الماضية ارتقوا في المدينة، خلال محاولات بطولية لتنفيذ عمليات فدائية متحدّين الإجراءات الأمنية الصهيونية، وسياسات العقاب الجماعي، التي يجمع الخبراء أنها كانت الوقود الذي أبقى شعلة الغضب ملتهبة.

سياسات عنصرية
ويرى المناضل بدران جابر (67 عاما) وهو قيادي بارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأسير محرر، أن الاحتلال الغاشم هو المسؤول عن كل ما يجري على الأرض؛ جراء السياسية العنصرية الظالمة التي ينتهجها ضد الشعب الفلسطيني.

ويؤكد جابر في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن من حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه أمام جرائم الاحتلال، وهو حق مشروع كفلته المواثيق والمعاهدات الدولية وخاصة اتفاقيات جنيف الرابعة”.

ويشير جابر إلى أن الاحتلال يدمر البيوت ويهدم المساكن ويلقي الناس في العراء ويغلق الحوانيت كما الحال في البلدة القديمة من الخليل ويعتقل الشبان دونما مبرر ويروع العائلات ويحاصر المحافظة وأرجاء الوطن الأمر الذي ولّد الانفجار.

والخليل هي كبرى المحافظات الفلسطينية من حيث المساحة التي تقدر بحوالي 970 كم2، وهي الأعلى كثافة بوجود حوالي 950 ألف نسمة يقطنون فيها، فيما تتعرض وسكانها لحصار واعتداءات متكررة من قوات الاحتلال والمستوطنين.

اعتداءات المستوطنين
ويوضح جابر أن حكومة الاحتلال الصهيوني جيّرت سياساتها لليمين المتطرف، حتى بات العنصري المتطرف افيغدور ليبرمان، وزيرا للجيش، الذي يشكل صباح مساء درعا حاميا للمستوطنين الذين يعيثون فسادا في قلب مدينة الخليل.

وتساءل: “أمام هذه السياسات العدوانية والغادرة: ماذا ينتظر الاحتلال من شعبنا؟”.

ويعاني سكان الخليل بشكل خاص من اعتداءات المستوطنين، فيما تحاصر قوات الاحتلال العديد من الأحياء والتجمعات مثل شارع الشهداء، وحي تل الرميدة، والبلدة القديمة، لحماية مستوطني “كريات أربع” المقامة عنوة على أراضي قلب المدينة، وتمثل عنصر تفجير وإرهاب مستمر.

أيقونة الانتفاضة
الأسير المحرر محمد علي القواسمي (46 عاما) الذي أمضى في سجون الاحتلال العديد من السنوات يؤكد بأن ما يجري في محافظة الخليل نتاج لسياسات الاحتلال ووجوده غير الشرعي على أرضنا.

وقال القواسمي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ليس غريبا على أشبال في عمر الورود أن يتدافعوا نحو المقاومة والشهادة دون أن يبالوا لما سيحصل لهم”.

ومن بين 248 شهيدًا ارتقوا خلال انتفاضة القدس في الضفة والقطاع مطلع أكتوبر/ تشرين أول الماضي، هناك 77 شهيدًا من الخليل، بما يمثل 31 % من الشهداء خلال هذه المدة.

ويضيف القواسمي: “الاحتلال يعتقل شهريا من محافظة الخليل نحو 180 شابًّا، وأحيانا تطال الاعتقالات النساء والفتيات علاوة على الأطفال، ويحول غالبيتهم للاعتقال الإداري، يمضون الأشهر الطوال في الاعتقال دونما سبب، وبعضهم لقيامه بنشاطات اجتماعية وطلابية لا علاقة لها بالأمن”.

وتابع “البعض الآخر يعتقل بسبب حصوله على مخصصات وحقوق مالية له وليست تنظيمية، ومع ذلك يقاد للاعتقال من الاحتلال والسلطة أيضًا”، مؤكدًا أن كل ذلك يدفع الشبان إلى الانتقام والتصعيد.

الإذلال في رحاب “الإبراهيمي”!
أما الحاج عبد المعطي أبو اسنينة (79 عاما) الذي لا يفارق المسجد الإبراهيمي في صلاته من الفجر حتى العشاء، يسلط الضوء على قضية مهمّة تتعلق بمنع وحرمان الشبان من الصلاة في المسجد، فيقول في حديث خاص لمراسلنا: “أنا شاهد على إجراءات الاحتلال على مداخل المسجد الإبراهيمي؛ حيث يمنع الجنود الصهاينة الشبان من الدخول للصلاة، ويحتجزون الفتيات، ويعتدون عليهن أمام الجميع”.

وأشار إلى إجراءات التفتيش المذلة والمهينة والاحتجاز لساعات، وسط إهانات من المستوطنين بما في ذلك البصاق تجاهههم.

وباللهجة الخليلية يضيف: “والله يا عمي إشي بطير العقل.. وبخلي الإنسان يخرج عن طوعه!!؟”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...