الأردني العمرو.. الزائر المشتاق شهيدًا على عتبات الأقصى

“في الطريق إلى بيت المقدس إن شاء الله”.. كان هذا آخر ما كتبه الشهيد الأردني سعيد العمرو على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والذي تحول إلى الترحم عليه وتهنئته بالشهادة.

واغتالت يد الغدر الصهيونية الشاب العمرو يوم الجمعة الماضي على بوابات المسجد الأقصى، واتهم شقيقه عبد الله قوات الاحتلال بإعدامه، وقال: “يعمل سعيد في وزارة المياه، وهو غير متزوج، توجه إلى القدس في رحلة سياحية، عن طريق مكتب سياحي في عمان، وكان ينوي زيارة أصهار أخيه المتواجدين في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، متابعا أن “شقيقه كان لديه حلم دائم بأداء الصلاة في المسجد الأقصى”.

وأضاف شقيقه في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، اليوم الأحد، أن “شقيقه أُعدم بدم بارد؛ وذلك من خلال إطلاق عشر رصاصات من مجندة صهيونية باتجاه ظهره”، نافياً أن يكون بحوزة شقيقه أيّ أدوات حادة.

وأكد شقيق الشهيد إصرار العائلة على دفن نجلها في محافظة الكرك مسقط رأسه (جنوب العاصمة عمان 130 كلم)، والذي تقيم فيه بيت العزاء وعرس الشهيد، بعد استلام جثمانه من سلطات الاحتلال الصهيوني، حيث أبلغتهم وزارة الخارجية الأردنية باستلام جثمانه مساء اليوم الأحد من مستشفى البشير الحكومي، حيث سيتم التحضير لدفنه غدا الاثنين.

ووجّه العمرو رسالة إلى الحكومة الأردنية قال فيها إن “السياح الصهاينة يأتون إلى بلادنا، ويتجولون تحت حراسة الأجهزة الأمنية بالرغم من أن الشعب الأردني مسالم ولا يعتدي على أحد، لكن سعيد هو ثاني شهيد أردني يتم إعدامه بدم بارد خلال السنوات الثلاث الأخيرة بعد القاضي رائد زعيتر، فعن أي معاهدة سلام تتحدثون؟!”.

قتل متعمد
من جانبه نقل فادي الشواهين العمرو ابن عم الشهيد رواية قدمتها محامية من فلسطين المحتلة عام 1948، أكدت في اتصال هاتفي مع ذوي الشهيد أنها “شاهدت عملية قتل العمرو على يد مجندة صهيونية ذات أصول أفريقية، وقد طلبت منه فتح حقيبته، لكنه لم يفهم اللغة التي تتحدث بها، فأطلقت النار عليه فورًا، ما أدى لاستشهاده في حينه”.

وأضاف أن المحامية كانت موجودة في موقع الجريمة، وذلك خلال زيارتها للمسجد الأقصى المبارك، برفقة أحد الضيوف، موضحا أن هناك محامين فلسطينيين وأردنيين وآخرين، بدؤوا إجراءات قانونية، تدين قاتلة الشهيد، وجيش الاحتلال.

وكانت وسائل إعلام عبرية، نقلت عن متحدث باسم جيش الاحتلال أن العمرو “أصيب برصاص الجيش عند مدخل باب العامود في القدس المحتلة”، زاعما أنه “حاول طعن جنود”، وأن الجنود عثروا على سكين معه.

إدانة واسعة
من جهتها ندّدت فعاليات وطنية وحزبية ونقابية وحكومية أردنية بالجريمة التي ارتكبها جنود صهاينة بحق الشهيد العمرو، مطالبين حكومة بلادهم بالوقوف بحزم أمام الغطرسة الصهيونية واستباحة دماء الأبرياء، مؤكدين أن “إقدام الكيان الصهيوني على القتل دون عقاب دليلٌ على طبيعة هذا الكيان العدوانية التي لا تميز بين أحد”.

وأدان رئيس مجلس النقباء الأردنيين نقيب أطباء الأسنان الدكتور إبراهيم الطراونة الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيونية وأسفرت عن استشهاد المواطن الأردني سعيد العمرو، ودعا الحكومة لاتخاذ الإجراءات السياسية المناسبة؛ ردًّا على الجريمة النكراء، والتي تأتي في سياق الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق العرب والمسلمين.

وفي ذات السياق قال رئيس لجنة مقاومة التطبيع النقابية الأردنية مناف مجلي إن “إقدام الكيان الصهيوني على عمليات القتل دليل على أن هذا الكيان عدو للجميع، ولا يعرف إلا لغة الدم”، مؤكدا أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي تُرتكب ولا يُحقّق فيها.

وفي الجانب الرسمي؛ أدانت الخارجية الأردنية يوم أمس السبت، إعدام جيش الاحتلال الشهيد العمرو، ووصفت مقتله بـ”الفعل الهمجي”، مؤكدة أن الحكومة الأردنية تتابع القضية للوقوف على التفاصيل كافة، ليتسنى اتخاذ الإجراءات القانونية والدبلوماسية المتبعة دولياً بمثل هذه الحالات.

جدير بالذكر أن الشهيد يعمل في مؤسسة رسمية بمحافظة الكرك، وهو خريج جامعي، وغير متزوج، كان يقيم في منزل الأسرة ببلدة المغير، بحسب شقيقه عبد الله.