موجات الانتفاضة بين الاشتعال والهدوء.. أسباب القوة والضعف

أجبرت الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية وعودة عمليات الطعن وتكرار مشهد الإعدامات اليومية من الاحتلال الصهيوني، الكثير من المتابعين والمحللين على إعادة النظر في مجريات الأمور فيما يتعلق بانتفاضة القدس وديمومتها بعد عام كامل على انطلاقها.
ويُجمع الكثير من المتابعين والمحللين على أن عودة الزخم لانتفاضة القدس بين الفينة والأخرى يدلل على أن هذه الانتفاضة تختلف عن سابقاتها؛ كونها لا ترتبط بزمان، بالإضافة إلى أخذها الطابع الفردي أكثر من الفصائلي، الأمر الذي يصعب وقفه أو التكهن بمجرياته.
عجز السلطة
القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين زاهر الششتري رأى أن الانتفاضة تسلك طرقًا متعددة، وواضح أنها تخبو أحيانا وتتصاعد أحيانًا أخرى، وأن الاحتلال يتعامل مع الانتفاضة بآلية القمع المباشر من خلال سلوك الإعدام والتصفية لكي يوجه رسالة لشبان الانتفاضة ولشعبنا بأنه مصمم على إنهائها، خصوصًا أنه (الاحتلال) يتفاجأ من آليات استمرار الانتفاضة.

وأكد الششتري، خلال حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن للشباب الفلسطيني طرقه الخاصة بتطوير الانتفاضة، مضيفًا أن “استمرار العمل المقاوم من الشباب (وأقصد هنا العمليات الفردية) يدلل على ضعف الفصائل باستغلال هذا الانتفاضة وتطويرها من خلال عدم تشكيل أطر موحدة لقيادتها وإيجاد آليات لتطويرها وعدم قيام السلطة بصفتها التمثيلية بمتابعة عمليات الإعدام والتصفية المباشرة للمؤسسات الدولية والقضائية وعدم التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الاحتلال”.
ويرى الششتري أن عجز وصمت المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم يشجع الاحتلال على الاستمرار في جرائمه ضد شعبنا بالتزامن مع صمت من السلطة التي لم تتقن إلا لغة البيانات والتهديدات التي لا يخشاها الاحتلال، وفي ظل عجز من الفصائل واستمرار الانقسام، على حد تعبيره.
وشدد الششتري على أن “تمسك السلطة بالإبقاء على علاقاتها مع الاحتلال من خلال الالتزام بالاتفاقيات معه وخصوصا التنسيق الأمني وعدم تنفيذ قرارات المجلس المركزي الأخير سيوفر للاحتلال ذرائع لذبح شعبنا واستمرار جرائمه، وفي ذات الوقت سيكون ذلك سلاحًا لشعبنا لاستمرار نضاله وكفاحه وتطوير الانتفاضة بآليات جديدة”، على حد قوله.
توقعات بالحرب
الإعلامي والمحلل السياسي نواف العامر يرى أن استهداف الاحتلال المستمر للمسجد الأقصى واستهتاره بمشاعر المسلمين سبب كافٍ ليوتر الساحة الفلسطينية.
وتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “في فلسفة علم الاجتماع السياسي عند كل الشعوب، حتى الوثنية منها.. المساس بالمقدس يعني الجنون في حياتهم، واليوم يشاهد الفتية والشباب والكهول على حدٍّ سواء استهداف المقدس الديني متمثلاً بالقدس والأقصى مع فقدان الأمل بمسيرة التسوية وبؤس دعاتها مع ذكرى أوسلو.. يفقد هؤلاء الشباب الأمل مع غياب الدعم والاهتمام العربي واقتحام السلطة في مواجهة مشروع المقاومة لا يجدون سوى طرق أبواب الموت وافتتاح بازار تثوير الساحة من جديد”.

ويرى العامر أن الاحتلال لا يحتاج لقرارات ومسوغات لنشر الموت، وبالتالي أعطى جنوده الإذن للقتل بسرعة في كل زقاق وحي.. وتحديدًا في الخليل التي يراها أكثر قدسية من القدس.
وعن رؤيته للوضع القادم، وإذا ما كان هناك أي تصعيد شعبي؛ قال العامر: “لا أعتقد أن هناك تصعيدًا في الأفق، فهي حالة عادية لا تلبث أن تنطفئ، وربما المهم أن تشن حربًا على غزة مع نهاية العام، وهو ما يعطي الفرصة السانحة في الضفة ورغم أنها ليست في صالح السلطة مشروعها أقصد التصعيد في الضفة”.
موجات متعاقبة
ومن جانبه يقول الكاتب والمدون سري سمور إن “عمليات الطعن لم تتوقف؛ إنما هي موجات تشتد أحيانًا وتخف أحيانًا أخرى، ولا يبدو أنها لن تتوقف، ولكن حتى “الإسرائيليون” توقعوا أن شهر أيلول (سبتمبر) سيشهد تصعيدًا”.
واستبعد سمور أن يكون هناك توسع لطبيعة الحراك أو الفعل الانتفاضي الحالي قائلاً: “لا يبدو أن الأحداث ستتحول إلى حراك شعبي وجماهيري شامل ما دامت ضمن هذا المستوى، ولكن إذا حدث توسع كبير في عمليات القتل أو اعتداء دراماتيكي على الأقصى، فهذا وارد”.

ويعزو سمور تصاعد عمليات القتل اليومية والاستهانة بالدماء الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني إلى طبيعة الأوضاع في المحيط العربي، مضيفًا: “الاستهانة بالدم الفلسطيني من الاحتلال ليس جديدًا، ولكن ما يحدث في المحيط العربي جعل الكيان يشعر بنوع من حرية أكثر في القتل بعيدًا عن التغطية والاهتمام الإعلامي العالمي، وكأن لسان حاله يقول: “نحن لا نفعل شيئا مقابل ما يجري في الدول العربية مثل سورية والعراق”، ولن يرعوي عن هذه السياسة”.
وربط سمور أيضا حالة التصعيد وعدمها بالانتخابات الأمريكية القادمة، وتابع: “هناك نقطة مهمة جدا وهي أن الاحتلال سيحافظ على مستوى معين من التصعيد، بانتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الأمريكية في أوائل تشرين أول/نوفمبر”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...

27 شهيدًا و85 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 27 شهيدًا، و85 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

اتحاد نقابات عمال النرويج يقرر فرض المقاطعة الشاملة على الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام قرر الاتحاد العام لنقابات عمال النرويج (LO) فرض المقاطعة الشاملة على الاحتلال الإسرائيلي، وحظر التجارة والاستثمار مع...