هآرتس: الجيش الإسرائيلي ارتكب جريمة قتل جماعي بحق أسرى عرب

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، النقاب عن جريمة “قتل جماعي” ارتكبها جنود الجيش الصهيوني بحق عشرات الأسرى العرب خلال “حرب سابقة”، و”تم التستّر عليها”.

وأوضحت الصحيفة في تقرير أعدّه رئيس تحريرها ألوف بن، أن هذه الجريمة التي انتهت بدفن الأسرى العرب في قبور جماعية تُستّر عليها ورُقّي القائد الذي أصدر أوامر القتل إلى “أعلى درجة عسكرية بالجيش الإسرائيلي”، دون التطرّق للكشف عن هويته أو عن تاريخ هذه الواقعة.

وجاء في التقرير، أن “عشرات الأسرى من الجنود العرب (لم تحدّد جنسيتهم) قد استسلموا وألقوا سلاحهم رسمياً للقوات الإسرائيلية؛ حيث كان من بينهم جرحى، ووُفّر الغذاء والعلاج الأولي لهم في الساعات الأولى التي أعقبت ذلك”.

وأضاف “بعد ساعات، غادرت الوحدة العسكرية المسؤولة عن تأمين الأسرى ووصلت وحدة أخرى للموقع؛ حيث جرى نقاش بين أفراد الوحدة وقائدها عن سبل معاملة الأسرى لأنهم كانوا يرفضون تولي مسؤوليتهم، ليصدر قائد الوحدة الميداني لجنوده أمراً عسكرياً بإعدام جميع الأسرى (لم يحدد عددهم)”، وفق الصحيفة العبرية.

وبحسب التقرير؛ فإن أحد أفراد القوة رفض تنفيذ الأوامر، فيما تطوع آخر لتنفيذ الأمر، وقسموا الأسرى العرب لمجموعات قوام كل منها ثلاثة أسرى، وألقوا النار عليهم، وبعد ذلك حفر الجنود بمساعدة آلية  للأسرى لدفنهم في قبر جماعي، كما أطلقوا النار من الخلف على أحد الأسرى الذي كان مُترجماً للجنود العرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة العسكرية في الجيش الصهيوني أجرت في البداية تحقيقاً في المذبحة، وقدمت قائد الوحدة للمحاكمة بتهم القتل؛ حيث حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، قضى منها سبعة أشهر فقط وأطلق سراحه بعد اعترافه بتلقي أوامر الإعدام من قائده العسكري الذي رُقّي لاحقاً لمنصب قيادي عال جداً في الجيش الإسرائيلي.

من جانبه، قال رئيس تحرير “هآرتس” إن “الكشف عن هذه المذبحة التي تشكل جريمة حرب من أخطر الجرائم في تاريخ جيش الاحتلال مهم اليوم أيضاً، بعد أن تستّر الجيش على الجريمة، وذلك لفهم تاريخ أخلاقيات الجيش، واستخلاص العبر القيادية والتربوية والعسكرية للمستقبل”.