الخميس 08/مايو/2025

الجمعيات الخيرية.. جهود جبارة في خدمة الفقراء والمحتاجين

الجمعيات الخيرية.. جهود جبارة في خدمة الفقراء والمحتاجين

في مثل هذا الوقت من كل عامٍ تتسابق المؤسسات والجمعيات الخيرية في تقديم المساعدات ولحوم الأضاحي لعشرات الآلاف من الأسر الفقيرة والمحتاجة على مستوى قطاع غزة.

فمع ساعات الفجر الأولى، وعلى مدار أربعة أيام، ينطلق جيش من المتطوعين يقدر عددهم بـ3 آلاف من أجل المشاركة في تجهيز وتغليف وتوزيع لحوم الأضاحي على الأسر المستورة.

جهود جبارة يبذلها القائمون على مشاريع الأضاحي في سبيل التخفيف من حدة الفقر المنتشرة بشكل كبير داخل محافظات الوطن.

متطوعون لخدمة الفقراء

محمود أبو طه (19 عامًا) أحد الشباب الذين يشاركون ضمن أسطول المتطوعين القائمين على مشاريع الأضاحي، يتوجه من الساعة الخامسة صباحًا إلى المسالخ الخاصة بذبح الأضاحي. ويضيف لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نقوم بهذا العمل من أجل خدمة الناس وتحصيل الأجر”.

وتنتظر العائلات الفقيرة والمحتاجة موسم عيد الأضحى المبارك بفارغ الصبر؛ علّهم يستطيعون تذوق طعم اللحوم الطازجة التي حرموا منها طول السنة بسبب ارتفاع أسعارها في الأسواق، والتي تصل إلى حوالي 45 شيكلا للكيلو.

ولم تُخفِ عائلة أبو محمد أبو مصطفي فرحتها بعد حصولهم على كمية جيدة من اللحوم هذا العام، والتي لم يتمكنوا من شرائها بسبب ارتفاع سعرها وضيق الأحوال المعيشية.

ويضيف أبو محمد، الذي يعيل 7 أبناء ووالدته في نفس البيت: “ليس بمقدوري شراء اللحم خلال العام لأبنائي، وتمر العديد من أيام الجمعة دون شراء غداء للأسرة، ونكتفي بالخبز والشاي”.

جمعية الرحمة الخيرية، جزء من اتحاد الجمعيات في محافظة خانيونس، التي لها دور كبير في تقديم المساعدات ولحوم الأضاحي على الأسر الفقيرة والمحتاجة.

استعدادات موسمية

ويقول محمد المصري، المدير التنفيذي للجمعية، إنه وفي كل عام تستعد الجمعية لموسم عيد الأضحى بمراجعة كشوفات الأسر الفقيرة من خلال الباحثين التابعين لها، وهي قاعدة بيانات موجودة يجهزها عدد من المتطوعين.

ويلفت المصري، الذي يتواجد منذ ساعات الصباح داخل المسلخ التابع للجمعية، إلى أن عملية ذبح الأضاحي تبدأ ثاني أيام العيد وتستمر حتى اليوم الرابع.

وتابع لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “يبدأ العمل في تمام الساعة الواحدة فجرًا بذبح العجول الخاصة بالأضاحي، ومع أذان الفجر يبدأ المتطوعون عملية التقطيع، ثم بعد ذلك تبدأ عملية التغليف، وفي تمام الساعة الثامنة ينطلق جيش المتطوعين للتوزيع على منازل الفقراء”.

وأضاف: “يتم إيصال حصة اللحوم -التي تقدر بكيلو ونصف لكل أسرة فقيرة- إلى مكان سكنها من فريق المتطوعين التابع للجمعية، والذي يقدر بـ100 فرد، وذلك حرصًا على راحة المحتاجين”.

وأوضح المصري أن نسبة الأضاحي الموزعة من اتحاد الجمعيات على مستوى قطاع غزة ستصل إلى ما يقارب 200 ألف أسرة، أي ما يقارب 800 عجل.

وحول نسبة المستفيدين من اتحاد الجمعيات على مستوى محافظة خانيونس؛ قال إنه من المتوقع أن تكون نسبة المستفيدين حوالي 25 ألف أسرة، أي ما يقارب 160 عجلاً، و90 خروفًا، لافتًا إلى وجود قرابة 500 متطوع على مستوى خانيونس.

وأشار إلى أن جمعية الرحمة الخيرية وزعت هذا العام لحوم أضاحي لـ 6 آلاف أسرة فقيرة، أي ما يقارب 30 عجلاً و40 خروفًا.

مأساة في غزة

وفيما يخص العقبات التي تواجههم كجمعيات خيرية، قال: “التضييق على حسابات المؤسسات الخيرية من خلال إقفال أرقام حساباتها وعمل قيود كبيرة على إدخال هذه المساعدات، من أبرز المعيقات التي تواجهنا”.

ولفت إلى أن وضع الأسر الفقيرة في قطاع غزة صعب جدًّا ومأساوية، بسبب سوء الأوضاع المعيشية، وبسبب الحصار المفروض على القطاع منذ 10 سنوات، مبينًا أن الكثير منها لا تستطيع تلبية احتياجاتها اليومية.

وقال إن هذه المساعدات تأتي في إطار التخفيف من معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني إذا توفرت له سبل العيش الكريم من فك للحصار وانفتاح على العالم، فإنه لن يكون بحاجة لمثل هذه المساعدات، لأنه يملك طاقات شابة وفتّية مؤهلة لخدمة مجتمعها ووطنها.

ودعا المصري كل الشرفاء في العالم للوقوف جنبًا إلى جنب مع الفقراء والمحتاجين في فلسطين عامة وقطاع غزة بشكل خاص.

وشكر كل الدول التي ساهمت وتساهم في تعزيز صمود أبناء شعبنا الفلسطيني، من خلال تقديم مثل هذه المساعدات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات