الأسير القاضي يصارع الموت

أكدت جهات حقوقية تدهور الحالة الصحية للأسير المضرب عن الطعام مالك القاضي، بشكل خطير، وأنه بات يصارع الموت، ولم يعد يستطيع السمع.

وقالت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى، في بيانٍ اليوم الأربعاء، تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخةً منه، أن الحالة الصحية للأسير القاضي تدهورت بشكل كبير، مبينة أنها شهدت انتكاسة كبيرة؛ بسبب إصابته بتلوث في جسده؛ ما يحتاج لأن يبقى في الغيبوبة القسرية لمدة أسبوع على الأقل.

وحذرت بأنه مهدد بفقدان حياته بأي لحظة، وذلك بحسب أطباء الاحتلال في مشفى ولفسون.

وأفادت المؤسسة أن ما تسمى المحكمة العليا الصهيونية رفضت أمس لتماساً جديدا يقضي بالإفراج عن الأسير مالك القاضي؛ نظرا للتدهور الحاد الذي أصاب حالته الصحية.

وهذا الالتماس الثاني على التوالي الذي ترفضه المحكمة، في حين استجابت بصيغة “التفافية وخبيثة” لالتماس سابق، ولكنها أصدرت قرارا بتجميد أمر الاعتقال الإداري الصادر بحق الأسير القاضي لحين تحسن حالته الصحية؛ “ما يعني أن باستطاعة مخابرات الاحتلال أن تجدد اعتقال الأسير الإداري في حال تحسنت حالته الصحية”.

ولفتت إلى أن القرار فرض شرطًا أن يبقى الأسير مقيمًا دائمًا في المشفى لحين تحسن حالته الصحية؛ ما يضع الفرصة مجددا للمخابرات الصهيونية لتجديد اعتقاله الإداري، بل واستصدار أمر جديد.

وأضافت المؤسسة أن الأسير القاضي دخل في غيبوبة قسرية منذ سبعة أيام؛ بسبب تدهور حاد في حالته الصحية نتيجة استمراره في الإضراب المفتوح عن الطعام منذ شهرين تقريبا احتجاجا على اعتقاله الإداري التعسفي.

وحذرت مؤسسة مهجة القدس من استشهاد الأسير القاضي في أي لحظة، محملة سلطات الاحتلال وجهاز المخابرات الصهيوني، وما تسمى المحكمة العليا الصهيونية المسؤولية الكاملة عن حياته.

جدير بالذكر أن الأسير مالك القاضي ولد بتاريخ 04/06/1996م، وهو أعزب من مدينة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة، واعتقلته قوات الاحتلال في 22/05/2016، وحولته للاعتقال الإداري دون أن توجه إليه أية تهمة تذكر، وسبق أن اعتقل لمدة أربعة أشهر، وأفرج عنه في أبريل الماضي قبل أن يعيد الاحتلال اعتقاله مجددا.

وفي السياق ذاته، أكدت محامية الأسير القاضي، أحلام حداد، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن حالة الأسير تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

وأشارت إلى أن نائب مدير مستشفى ولفسون أخبرها صباح اليوم الأربعاء، أن وضع مالك الصحي خطير؛ “فوضع القلب عنده خطير جداً، وهذا سيضطرهم لزيادة عيار التنويم لديه، وإبقائه في الغيبوبة لأكثر وقت”.

وبيّنت أن “عينيه منتفختان، ولا يستطيع السمع”، وأكدت أنه نقل أمس إلى غرفة معقمة؛ بعد تعرض جسده للتلوث.

وكانت ما تسمى بالمحكمة العليا للاحتلال رفضت أمس الالتماس الذي قدمته المحامية حداد لوقف قرار الاعتقال الإداري بحق الأسير القاضي بعد تدهور وضعه الصحي.

وأشارت إلى أن “المحكمة رفضت الالتماس لاعتبارها قرار الاعتقال الإداري معلقاً؛ وبالتالي هو غير ساري المفعول، ما يعني أن الأسير غير معتقل باعتبار المحكمة”.

ويواصل الأسرى مالك القاضي والأخوان محمد ومحمود البلبول إضرابهم المفتوح عن الطعام؛ رفضا للاعتقال الإداري منذ تموز/ يوليو الماضي، رغم تردي وضعهم الصحي بعد تخطيهم عتبة الشهرين من الإضراب.