في جنين.. عندما يفتح العيد بابا من الرزق للكثيرين

يثبت أبو حامد يحيى أركان أرجوحته الخشبية تماما مثلما يفعل في كل عيد أملا في أن تدر عليه دخلا جيدا خلال أيام العيد من خلال الأطفال التي يرتادونها كل عام.

وعلى الرغم من أن مدن الألعاب انتشرت في جنين إلا أن أرجوحة أبو حامد الخشبية ظلت صامدة على الدوام ما يجعل العيد بالنسبة له مصدر رزق موسمي لا غنى عنه.

وفي الوقت الذي أوثق أبو حامد حبال أرجوحته وثبتها بمسامير كبيرة إيذانا ببدء الموسم القصير؛ فإن أم أحمد اعتادت على أن تصنع الكعك”المعمول” بأشكاله المختلفة لتبيعه في جنين حسب التواصي في العيد وبات لها ولغيرها هذا العمل مصدر رزق موسمي يجعل من العيد بابا للتكسب.

وترى أم أحمد أن بيع المعمول في العيد بات عملا رائجا، وبالنسبة لها يمتزج الأمر بين المتعة وطلب الرزق ويسعدها أن يكثر المتصلون قبيل العيد يطلبون حاجتهم منه، حيث تبيع كل كيلوغرام ب”35″ شيقل.

عمل موسمي يجلب الرزق

وتتنوع أشكال العمل الموسمي المرتبط بالعيد لتشمل عشرات المجالات، فأكثر من مائتي مواطن يهرعون قبيل العيد إلى إقامة بسطات لوقفة العيد يبيعون عليها كل ما يرتبط بالعيد، وسرعان ما يزيلون بسطاتهم ويعودون لأعمالهم التقليدية بعد العيد.

وتغض الجهات الرسمية في جنين كما باقي المدن الطرف عن البسطات العشوائية خلال فترة العيد لأنها مصدر رزق مؤقت لكثيرين حيث تملأ البسطات جنبات الطرق الرئيسية داخل المدينة، وبالنسبة للمواطنين فإن هذا أحد المشاهد التقليدية للعيد.

ودأب محمد السعدي والذي يعمل في قطاع البناء في وقفة كل عيد على إقامة بسطة يبيع عليها الألعاب فيكسب خلال أيام قليلة دخلا إضافيا يجعله يتدبر مصاريف العيد لأسرته وكذا الأمر لكثيرين.

ويرى السعدي لمراسلنا وهو يقف بجانب بسطته أن القانون الحقيقي هو قانون العيش الكريم الحلال للجميع وبعد ذلك تأتي باقي القوانين الناظمة.

ويتسع الأمر خلال أيام العيد لأصحاب المركبات الخاصة ليكسب بعضهم مالا، وبالرغم من أن النقل العام للمركبات الخاصة ممنوع ومخالف للقانون، إلا أن مئات المركبات الخاصة تعمل بالأجرة خلال وقفة العيد، وتغض شرطة المرور الطرف أحيانا لأن أعدادا كبيرة من المواطنين تتنقل في آن واحد، وغدت هذه المخالفات الموسمية جزءا من مشهد كل عيد.

فرصة يقتنصها البعض
ويعتبر حسن خمايسة وهو صاحب مركب خاصة من نوع فورد أن موسم العيد بالنسبة له وكثيرين من أصحاب المركبات باب رزق يجب اقتناصه، مشيرا إلى أنه عمل في وقفة العيد بمقدار عمله عشرة أيام قبلها، إضافة إلى تنقل المواطنين لزيارة أرحامهم سيما بين القرى والمدن المختلفة.

ويشير خمايسة لمراسلنا إلى أنه وفي الضائقة الاقتصادية التي يعيشها الشعب الفلسطيني فإن العيد يشكل فرصة لحراك اقتصادي داخلي هام للجميع ويستفيد منه الجميع كل على قدر عمله.

وبحسب الإحصاءات الأولية فإن نحو 800 مركبة خاصة في محافظة جنين تعمل في النقل العمومي خلال فترة العيد ما يشكل قطاعا واسعا عدا عن قطاع النقل العمومي الرسمي.