الأحد 11/مايو/2025

مدينة نابلس تحفل بعادات خاصة بالعيد.. تعرف عليها

مدينة نابلس تحفل بعادات خاصة بالعيد.. تعرف عليها

هناك في مدينة نابلس شمال الضفة، أو ما يطلق عليها جبل النار، عادات متوارثة وطقوس اجتماعية، يحرص عليها الأهالي، لعل أبرزها اقتناء الأضحية وذبحها، وإعداد الحلويات، والأكلات الشعبية.

ففي صبيحة يوم العيد يتوجه الناس صوب المساجد والمصليات لأداء صلاة العيد، مرتدين ملابسهم الجديدة، قبل أن يعودوا إلى منازلهم لمباشرة نحر الأضحية سواء بأنفسهم أو الاستعانة باللحام، في أجواء تكون مفعمة بالسرور والانبساط.

وانتشرت سابقا أداء الصلاة في الساحات العامة مثل المجمع الشرقي أو الملاعب، لكنها كانت تتعرض للتغييب بسبب الأوضاع الأمنية تارة وأحيانا بسبب التقلبات الجوية.

أطباق رئيسية
يعد الافطار بكبدة الخروف في اليوم الأول من عيد الأضحى، من السنن التي اعتاد أهالي المدينة التشبث بها، وهي فرصة مناسبة لجمع شمل العائلة، والتقاء الكل على مائدة واحدة، هذا الاجتماع الذي يقل في الأيام العادية.

“فالعيد لا يكتمل إلا بذبح الأضحية” هذا ما تقوله الحاجة أم محمود، وتضيف “الجميل هو لمة الأقارب في توزيع اللحمة على الجيران والأحبة والفقراء”.

وتجتمع صباح عيد الفطر عائلة أم محمود بعد أداء صلاة العيد لتناول وجبة الفطور وهي عبارة عن كبد الخاروف أو العجل وهي أيضاً تقليد اعتادت الأسرة أن يجتمع عليها الأبناء والأحفاد.

ورغم أن أم محمود كبيرة في السن إلا أن إصرارها على إعداد “الفوارغ” كطبق لتناول الغذاء في ثاني أيام العيد لا يمكن أن تلغيه، مؤكدة أن الجميع يجتمع لتناول الفوارغ التي تقوم بطبخها في المنزل مع اللبن.

وتشير مي عواد وهي ربة أسرة لأربعة أبناء أن أكثر ما يطلبه الزوج والأبناء هي الشواء بالهواء الطلق والعيش بين اللحوم، كونه عيد الذبح والتضحية.

ثم تبدأ الجولة الصباحية بزيارة الأقارب والأهل ومعايدتهم، وعن هذه العادة تقول رؤى خضر إن “أجمل ما في العيد هو زيارة الأهل والأقارب وصلة الرحم، فرغم أننا مثقلون بالهموم إلا أن الفرحة هي واجبة على جميع المسلمين”.

ويقول شقيقها إن العادة التي يرى البعض أنها تثقل كاهلهم، هي المعايدة المالية لجميع فروع الرحم (الإناث) مهما طال، خلال أيام العيد والتي أحيانا تكلف موظف بسيط جميع راتبه الشهري.

ومن أكثر العادات اجتماع البنات المتزوجات عند والدتهن ثالث أو رابع أيام العيد مع الأحفاد والأبناء؛ مما يعد تمكينا للعلاقات الأسرية وربط الجيل القديم بأصله ودوما تكون حكايات التراث هي المادة المتداولة، كما يقول النابلسيون في حواديتهم.

من جانبه اعتبر غسان ذوقان أستاذ علم النفس والخبير في العلاقات الأسرية والاجتماعية، أن مناسبة العيد لدى شرائح المجتمع الفلسطيني عموما بما فيها مدينة نابلس تعد مناسبة للالتقاء وتبادل أطراف الحديث، مما يمتن العلاقة الأسرية ويجددها في ظل الانشغالات والتباعد في الأمكنة والأزمنة.

ويضيف أن الكثير من حالات الخصام والفرقة يتم تجاوزها بمناسبة العيد مما يشجع رجال الإصلاح على استغلالها لإنهاء حالة الانفصال والفراق بين أفراد العائلة أو الحمولة الواحدة أو حتى بالعلاقات مع الجيران.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات