الأحد 04/مايو/2025

شارع الشهداء بالخليل.. العيد محاصر

شارع الشهداء بالخليل.. العيد محاصر

هناك في شارع الشهداء بالخليل، ومنذ المجزرة الدموية التي اقترفها جولدشتاين بالحرم الإبراهيمي عام 1994، لا يعرفون للعيد طعما، ولا للحياة الكريمة لونا؛ فدخول وخروج 40 عائلة تقطن في هذا الشارع يجري عبر أرقام معينة تثبتها قوات الاحتلال على بطاقاتهم الشخصية.

شارع الشهداء له من اسمه نصيب؛ فهو شارع التضحيات الجسام منذ قدم التاريخ، وهو يصل شمال الخليل بجنوبها، وأرّخ المؤرخون له قصصا وحكايات.

فقد تناقل أهل الخليل رواية من عهد الصليبيين أن مجموعة من المسلمين حاصرهم الصليبيون على رأس تلة مرتفعة تطل على المسجد الإبراهيمي وحارات الخليل، وتعرف بتل الرميدة، حيث قتل الصليبيون أربعين مسلما في المكان وتدحرجت رؤوسهم من على التلة إلى أن وصلت المكان الذي بات يسمى بشارع الشهداء، وبني مكان استشهادهم وذبحهم مسجد يطلق عليه مسجد الأربعين.

ولا يزال شارع الشهداء شاهدا حتى اليوم على مسيرة الجهاد والتضحية في وجه الاحتلال؛ فعلى أعتابه استشهد المئات كان آخرهم في انتفاضة القدس الشهيدة هديل الهشلمون والشهيد فضل القواسمي والشهيد طارق النتشة والشهيد هاشم العزة وغيرهم الكثير.

حياة تحت الحصار

الحياة والعيش في شارع الشهداء لا يستطيع أن يستوعبها أحد كما يقول زهير البايض (55 عاما) الذي يعيش في المنطقة منذ عشرات السنين.

ويضيف البايض في حديث خاصّ لمراسلنا: “تصور أن تدخل إلى منزلك صباح مساء عبر ثلاث بوابات إلكترونية، وتحت رقابة الكاميرات، والتدقيق الحرفي في البطاقات، والانتظار الطويل”.

ويتابع “هذا بالنسبة لنا كسكان مقيمين، أما الضيوف والأرحام والأصدقاء فلا متسع لهم ولا يسمح الاحتلال لهم بالدخول إلى شارع الشهداء كونهم غير مسجلين من ضمن سكان المنطقة”.

ويؤكد البايض أنهم في العيد محرومون من الفرحة وصلة الأرحام، ولا يتمتع أطفالنا بالفرحة كغيرهم في المناطق الأخرى من المدينة.

فرحة الأطفال المنقوصة

ويذرف البايض الدمع على أطفال شارع الشهداء في العيد، فيقول: لا حوانيت مفتوحه لبيع الألعاب، ولا ساحات للترويح عن النفس، ولا مراجيح العيد، ولا متسع للأطفال حتى للعب على دراجاتهم الهوائية؛ فأطفال المستوطنين الذين يسكنون بجوارهم يمنعونهم، بل يلاحقونهم ويعتدون عليهم تحت حماية الجيش الصهيوني الذين لا يحرك ساكنا.

ويقول البايض: لا يتصور أحد حجم المعاناة التي نعانيها في شارع الشهداء ونحن نتقطع ألما وحزنا على حال أسرنا وأطفالنا في العيد، ولكننا لن ننهزم، وسنبقى في ثبات ورباط، وسنفرح في العيد رغم الحصار والإجراءات الأمنية المشددة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...