الأحد 04/مايو/2025

الضفة.. الأضحية الأسترالية تزاحم المحلية بالأسواق

الضفة.. الأضحية الأسترالية تزاحم المحلية بالأسواق

جلس الحاج جبر محمد عيسى شارداً في سوق الحلال الذي يعقد يومي الخميس والاثنين في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، وهو يمسك بمجموعة من خرافه، ينتظر زبوناً يجبر عنه بعضا منها ويشتريها.

وهذا هو الموسم السنوي لسوق الحلال قبيل عيد الأضحى المبارك، لكن الأضاحي المستوردة من أسترالياً هذا العام، قتلت آمال الكثير من مربي الأغنام بالبيع كما يقول.

ضربة للموسم
ويشير الحاج عيسى في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “مربّي المواشي يتلقون في كل عام ضربة من السلطة في موسمهم الذي ينتظرونه على مدار العام”.

ويلفت أنه “في هذا العام سمحت السلطة باستيراد الأضاحي من أستراليا علماً أن المواشي البلدية مكدّسة لدى المزارعين”.

أما عن أثر ذلك على الأسعار فقال الحاج عيسى: “لقد كنا نبيع الكيلو القائم بستة دنانير ونصف الدينار العام الماضي (الدينار الأردني يعادل دولارا وربعا)، وفي هذا العام يطلب منا المواطنون البيع بخمسة دنانير ونصف الدينار”، ومشيراً لماعز يجرها بيده: “فهذه الماعز يعادل ثمنها 300 دينار أردني، فهل يعقل أن المشتري يريدها بـ 240 ديناراً فقط”.

معاناة كبيرة
ويشير المزارع أشرف خيري دويكات من بلدة روجيب لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن المزارع يتكبّد الكثير من التكاليف لتربية مواشيه بلا أية عناية أو دعم من السلطة، علاوة على التزايد المستمر في أسعار الأدوية التي زادت أسعارها 50 بالمائة، وهذا موثق بالأرقام والفواتير، إضافة للضرائب التي تأخذها السلطة على الأعلاف.

ويشير الحاج جبر محمد عيسى الذي يربي مواشيه في منطقة الأغوار الشمالية: “أنهم يتعرضون لتنكيل الاحتلال وملاحقتهم في مراعيهم، وبدل أن نتلقى الدعم من السلطة، تكافئنا وتجلب لنا الأضاحي المستوردة”.

ويضيف غاضباً: “كيف للمزارع أن يقف على رجليه وسط كل هذه التحديات والسلطة تبيعنا طن الخلطة بـ 2000 شيكل (الدولار يعادل 3.75 شيكل) وطن الشعير بـ 1500 شيكل، ونضطر لشرائها بلا أي دعم من السلطة”.

فيما يرى دويكات “أن السوق راكد بسبب المستورد، وإدخال الأضاحي المستوردة، ومع هذا فالمستورد لم يجدِ نفعاً للمواطن فالأسعار بقيت كما هي، سوى أنها عملت على  تكسيد وإضعاف المزارع”.

تباين آراء
أما المواطنون فقد تباينت آراؤهم فيما يتعلق بشراء الأضاحي المستوردة، حيث يقول المواطن يعقوب شطارة من مخيم عسكر في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أسعار الأضاحي بالنسبة له مناسبة، وهي مثل العام الماضي، والمتسوق لم يشعر بفرق في السعر”.

وعن رأيه بالأضاحي المستوردة أكد “أنا بشكل عام لا أحب سوى شراء الخراف البلدية، فاللحم البلدي لا يوازي طعمه كل اللحم المستورد”.

وأكد المواطن إبراهيم عبد الفتاح من مدينة نابلس أنه قد يلجأ لشراء الأضاحي المستوردة والتي يبلغ ثمن الأضحية الواحدة منها 100 دينار فقط لا غير، مستدركا: “لكن الأضاحي المستوردة سيتم ذبحها في أستراليا وإرسال لحومها أو جزء منه بحسب ما يريد المضحي للأراضي الفلسطينية، وهذا الشيء لم نعتد عليه”.

دعم مفقود
ورأى مربي الأغنام عبد الفتاح ديرية أن السلطة إن أرادت دعم المواطنين فعليها دعم المزارع أولاً لتخفف عنه من نفقات تربية المواشي، وتلقائياً فالسعر سينخفض للمواطن، أما بما قامت به السلطة هذا العام من استيراد الأضاحي، فلا السعر انخفض، ولا التاجر باع مواشيه ككل عام”، وهو ما أجمع عليه أغلب المربين الذين التقيناهم.

وعدّ المربي لبيب عودة أن السوق الفلسطيني ليس بحاجة لاستيراد الأضاحي، والتخبط الذي تقوم به السلطة إزاء سوق الحلال سنوياً سيدمر هذه الثروة لدى المواطنين بالخسائر السنوية التي سيمنى بها، وسيترك المواطن فريسة لجشع بعض المستوردين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...