الأحد 30/يونيو/2024

لن يقبل بوتين طبخة حصى إسرائيلية!!

مازن حماد

وصلت الأمور بالقضية الفلسطينية حداً دفع محمود عباس إلى الموافقة على ملاقاة نتانياهو في موسكو برعاية بوتين، فيما يقول رئيس الحكومة الإسرائيلية إنه ما زال يفكر بالموضوع.

إذلال جديد لرئيس السلطة وإهانة لعموم الفلسطينيين والعرب جراء هذه الغطرسة وذلك اللف والدوران ومحاولات التملص من أي استحقاق قد يفتح بوابة السلام المغلقة. وتفرض صورة عباس المتهافت ونتانياهو المتحفظ ذات المعادلة غير المتكافئة، في غمرة سعي “إسرائيل” لتحويل استضافة بوتين المحتملة للقاء المقترح، إلى أداة لقطع الطريق على المؤتمر الدولي الذي تريد فرنسا عقده قبل نهاية العام لحل القضية الفلسطينية.

وكما لا يخفى على أحد فإن نتانياهو لا يريد مؤتمرات ولا حلولا، على الإطلاق.. ويزعجه أن ينطوي الدعم الروسي المتواضع لفلسطين هذه الأيام، على تعارض مع الرؤى الصهيونية الهزيلة للحل، والتي لا تقارن بالطبع مع الالتزام السوفياتي السابق بمقابلة الدعم الأميركي لـ”إسرائيل” بثقل وازن طويلاً ما بين الجانبين.

ويبقى بوتين رغم كل مساوئه وتناقص دعمه للفلسطينيين عن دعم السوفيات، أفضل مليون مرة من ترؤس عبد الفتاح السيسي اجتماعاً بين نتانياهو وعباس. فالمبادرة المصرية المستنسخة عن الموقف الإسرائيلي ذاته ولدت ميتة مما منع نتانياهو من الاستمتاع بها بعد إعلانه اعتباره لها بأنها أفضل من مبادرة فرنسا التي تضطرها سمعتها الدولية على الأقل، للسعي جدياً إلى إحياء المفاوضات التي دفنها الإسرائيليون بوقاحة نادرة.

ومعروف في جهات الأرض الأربع أن السيسي طبعة إسرائيلية تذكرنا بالطبعة الساداتية، وإنْ كان أنور، أقدر على المناورة والحديث باحتراف، وبمقابل يعجز السيسي عن تحصيله.

وتبدو الخشية الفلسطينية من تحويل لقاء نتانياهو ــ عباس مع بوتين إلى حفل علاقات عامة، في محلها، لأن آخر ما تريده “إسرائيل” في هذه المرحلة المتقدمة من استكمال إطباقها على كامل فلسطين، هو فتح أفق سياسي يدعو لإنهاء الاحتلال والسعي من جديد لحل الدولتين.

المبادرتان الروسية والفرنسية تحظيان بإطار قانوني وسياسي لا يستطيع السيسي توفيره، وإذا قدر لبوتين الحريص على سمعته وهيبته، أن يجمع الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة روسية، فإنه يرفض قطعاً أن يكون الاجتماع مجرد طبخة حصى أو زوبعة في فنجان، أو أن يكون هو مطية لنتانياهو.

لذلك فإن إصرارا سياسيا قويا بحجم بوتين على توفير قدر كبير من الجدية، لن يرضي الإسرائيليين الذين تتركز جهودهم منذ شهور على نهب الأرض نهباً عبر استيطان غير مسبوق الكثافة، وهو ما يقضي ــ إن لم يكن قضى فعلاً ــ على فرص الحل التي يبحث عنها الفلسطينيون الرسميون بعد فوات الأوان، وهذا أيضاً ما لا يرضى به بوتين أيضاً.

المصدر: الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات