السبت 10/مايو/2025

عرب الكعابنة.. المدرسة المهملة تتحدى الاحتلال

عرب الكعابنة.. المدرسة المهملة تتحدى الاحتلال

ما أن ترى مدرسة عرب الكعابنة الأساسية المختلطة والواقعة في المعرجات شرق أريحا، حتى تخالها منسية من القرن الماضي، بلا أية عناية أو رعاية.

عشر (كرفانات) من الحديد اصطفت كضلعي مربع، يتوسطهما ساحة نصفها ترابية وغطى الخرسان ما تبقى منها بشكل عشوائي، تعيش بإهمال كامل من الجهات المسؤولة وحتى بلا كهرباء أو ماء صالح للشرب، تتصدى وحيدة لإخطارات الاحتلال بهدمها.

تأسست المدرسة في العام 1967 وتطورت ببطء حتى صارت على ما هي عليه الآن، وتخدم المواطنين البدو في المنطقة، وفيها 70 طالباً وطالبة يتلقون تعليمهم من الروضة حتى الصف التاسع.

وتقع في الجهة الغربية من مدينة أريحا في منطقة الأغوار شديدة الحر صيفاً، ومع هذا فالمدرسة بلا كهرباء كافية، سوى من بضعة خلايا شمسية بالكاد تكفي بضعة صفوف لتشغيل مراوح الهواء فيها.

ولقدم هذه الخلايا، ينقطع التيار الكهربائي أكثر مما يصل، حيث تقول الطالبة في الصف الثالث شفاء مليحات، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن الحرارة العالية للكرفانات تجعل رؤوسنا تؤلمنا وجباهنا تتصبب عرقاً مع انقطاع الكهرباء، ما لا يدع لنا مجالاً لاستيعاب شيء من كلام المعلم”.

أما الطالبة في الصف التاسع آسيا محمد مليحات فتقول:” إن المدرسة حارة جداً صيفاً وباردة جداً شتاءً بسبب الكرفانات الحديدة، غير مهيأة بتاتاً للتعليم، علاوة على انتشار الذباب الذي يزيد من إزعاجه لنا مع انقطاع الكهرباء”.

وتشير آسيا: “أن ما يضاعف عبء انقطاع التيار الكهربائي عدم وجود ماء مناسب للشرب، فماء الشرب هو من الخزانات والحنفيات، وهو أسخن من الماء الفاتر، ما يسبب لنا بزيادة الحرارة بدل تخفيفها”.

بلا أية مقومات
فيما يؤكد عبد الله مصطفى كعابنة معلم التربية الإسلامية لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أن هذه الأجواء ترهق المعلم وتقلل من إنتاجيته، وتزيد من إرهاق الطلبة وتضعف تركيزهم، ما يضاعف من المجهود المطلوب من المعلم في هذه الأجواء لإيصال المعلومة للطلبة”.

في حين تؤكد معلمة العلوم أسماء العمور لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” “أن معاناتي مضاعفة وتكمن، بافتقار المدرسة لمختبر للعلوم، ما يضطرني للحصول على بعض العناصر للتجارب من مدارس أخرى، أو الحصول عليها من مصادر خاصة وعلى حسابي الشخصي، ونتوجه لإجرائها في الهواء الطلق”.

وتضيف: “وفي أحيان أخرى لا نستطيع إجراء التجارب لعدم وجود مكوناتها، ما يؤثر على مدى استيعاب الطلبة للمادة”.

وذات المعاناة يشاطرها فيها معلم تكنولوجيا المعلومات يوسف دراغمة الذي يؤكد: “أن في المدرسة خمسة أجهزة حاسوب قديمة جداً، وهي في الأغلب لا تستخدم لعدم كفاية الكهرباء، ويؤكد: “وإن أردنا تشغيلها نفصل التيار الكهربائي عن جميع المدرسة ونشغلها”.

إهمال وملاحقة من الاحتلال
ويشير مدير المدرسة محمود الجرمي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن المدرسة ينقصها الكثير من المقومات لترقي للحد الأدنى المقبول والمناسب لإعطاء وتلقي الطلبة العلم”.

وطالب الجرمي السلطة: “بتوفير خط كهرباء مناسب وكاف لحاجة المدرسة منها، وتوفير ثلاجات كافية لمياه الشرب”، مؤكداً: “لكن أهم شيء هو ضرورة بناء مبنى من الخرسانة للصفوف، لتكون مناسبة لتقي الطلبة حر الصيف وبرد الشتاء”.

وفيما يتعلق بالاحتلال، أكد محمود الجرمي أن الاحتلال أخطر المدرسة بأربعة عشر إخطاراً لهدم مرافقها، وطال الإخطار حتى أشجار حديقة المدرسة التي زرعناها للتفيؤ في ظلالها”.

وشدد أننا “على هذه الأرض قبل الاحتلال، وسنظل بعده ولن نخرج من هذه المدرسة ولن نتركها للاحتلال مهما كان الثمن، لكن صمودنا بحاجة لوقفة جادة من السلطة الفلسطينية لتعزيزه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...