عاجل

السبت 13/يوليو/2024

سبتمبر..موسم الاعتداءات السنوي على الأقصى

سبتمبر..موسم الاعتداءات السنوي على الأقصى

أظهر فحص أجراه المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى “كيوبرس” أن شهر سبتمبر (أيلول)، يعدّ موسماً متميزاً لاعتداءات الاحتلال الصهيوني على المسجد الأقصى بشكل سنوي، منذ سني الاحتلال الأولى، لكنه تصاعد في السنوات الأخيرة.

وأظهر الفحص أيضا، أن تصعيد الاعتداءات يعود إلى تزامن هذا الشهر وما يليه (أكتوبر/تشرين أول) مع موسم الأعياد اليهودية السنوية؛ إذ يعدّ شهر “تشري” العبري شهر الأعياد اليهودية لكثرتها وتنوعها، مثل “عيد رأس السنة العبرية” و”عيد العرش العبري”.

وأشار “كيوبرس” إلى أن أغلب موسم الأعياد اليهودية في السنوات العشر الأخيرة تزامن في شهر أيلول أو في شهري أيلول وتشرين الأول، ووقعت فيهما أبرز الاعتداءات على المسجد الأقصى، وتصاعدت الاقتحامات حدة وعددا، ووقعت المجازر، كمجزرة الأقصى الأولى، ما أدى إلى ردود أفعال فلسطينية غاضبة على انتهاكات الاحتلال للمسجد الأقصى، أبرزها انتفاضة القدس 2015، وهبّة أبو خضير 2014، ومن قبلها انتفاضة الأقصى الشهيرة عام 2000.

وأشار “كيوبرس” إلى أن الاحتلال يتعمّد ربط وتزامن أحداث وقرارات مشهورة بمسميات ومواعيد ترتبط بالبعد الديني التوراتي والتلمودي، كما يحدث في تسمياته الحروب والمعارك، أو في أسماء الشوارع والمدن والتجمعات السكانية والأبنية العامة.

وبحسب التقويم العبري؛ فإن أعياد تشري اليهودية تتنوع، ففيه عيد رأس السنة العبري، وعيد “كيبور- الغفران” – ويعد يوم صيام -، وأيام التوبة العشرة، وصيام “جدليه”، وعيد العرش” وتمتد هذه الأعياد بداياتها وخاتمتها على نحو 16 يوما، ما جعلهم يسمونه شهر الأعياد.

توسع رقعة الاقتحامات واعتداءات غير مسبوقة

ففي عام 2015 تعرّض المسجد الأقصى لحملة اقتحامات واعتداءات واسعة من المستوطنين والجماعات اليهودية، ومن قوات الاحتلال، واعتُدي على المصلين وأبنية المسجد التاريخية بشكل غير مسبوق، على مدار ثلاثة أيام 13-19 من شهر أيلول/سبتمبر بالتزامن مع عيد رأس السنة العبرية.

فيما شهد مطلع شهر أكتوبر/تشرين أول اقتحامات واسعة للمستوطنين بمناسبة عيد العرش العبري، وهي الاعتداءات التي أدت إلى مواجهات ميدانية في المسجد الأقصى والقدس القديمة وحولها، بين الفلسطينيين/المقدسيين وقوات الاحتلال، ثم تطورت إلى مواجهات أوسع بما سمي بـ”انتفاضة القدس”.

وفي العام 2014 شهد المسجد الأقصى نهاية شهر أيلول حملة اقتحامات واعتداءات على المسجد الأقصى تزامناً مع عيد “رأس السنة العبرية”، وتكررت مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر بالتزامن مع عيد “العرش العبري”، وأعطت هذه الاعتداءات زخما للمواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي التي كانت انطلقت قبل نحو شهرين بسبب جريمة حرق الفتى محمد أبو خضير.

وشهد شهر أيلول من العام 2103 اقتحامات واسعة من المستوطنين، وكذلك من القوات الخاصة، على امتداد أيامه، منذ بدايته وحتى نهايته، بسبب موسم الأعياد اليهودية الذي تركز في شهر أيلول/سبتمبر، وتوزعت أحداث عام 2012 على شهري أيلول وتشرين الثاني، بسبب توزع الأعياد اليهودية على الشهرين.

أما في عام 2009 فوقعت اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بالتزامن مع الأعياد اليهودية، واندلعت مواجهات بسبب هذه الاعتداءات، وكانت اقتحامات 2009 محطة بارزة وانطلاقة واضحة نحو تصعيد الاقتحامات بالتزامن مع الأعياد اليهودية للسنوات القادمة.

مجازر إسرائيلية

وقال “كيوبرس” إن من بين الأحداث والمجازر البارزة لاعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى، الاقتحام المشهور لـ”أريئيل شارون” -رئيس حزب الليكود آنذاك- بتاريخ 28 أيلول من العام 2000، بحماية مئات جنود الاحتلال، وما تلاه في اليوم الثاني من مواجهات كان أبرزها في المسجد الأقصى ووقوع مجزرة فيه، ارتقى فيها عدد من الشهداء بالإضافة إلى عشرات الجرحى، الأمر الذي أدى إلى نشوب “انتفاضة الأقصى”.

وفي العام 1996، وبالتزامن مع الأعياد اليهودية (امتدت من 15 أيلول/سبتمبر إلى 4 تشرين أول/أكتوبر) وبالتحديد يوم الأربعاء الموافق 25 أيلول افتتح الاحتلال الإسرائيلي باباً ومخرجا رئيسا للنفق الغربي للمسجد الأقصى، يمر أسفل وبمحاذاة المسجد الأقصى، وسط اعتراض وغضب مقدسي وفلسطيني عارم، ما أدى إلى وقوع مواجهات اتسعت وامتدت على مدار عدة أيام، وسمّيت بـ”هبة النفق”، حيث ارتكب الاحتلال مجازر عدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة راح ضحيتها أكثر من 68 شهيدا، كما وارتكب مجزرة في المسجد الأقصى بتاريخ 27/9/1996 سقط على إثرها 4 شهداء وعشرات الجرحى.

وفي العام 1990 وقعت مجزرة المسجد الأقصى الأولى، بالتزامن أيضا مع موسم الأعياد اليهودية (من 19 أيلول – عيد راس السنة العبرية،  وحتى 12 تشرين الأول – ختام عيد العرش العبري).

ففي صبيحة يوم الاثنين الموافق 8 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1990، وقبيل صلاة الظهر، بالتزامن مع “عيد العرش العبري”، حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة أمناء جبل الهيكل وضع حجر الأساس لما يسمى للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، فهبّ أهل القدس على عادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك، فوقعت اشتباكات بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف وبين المتطرفين اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص دون تمييز، ما أدى إلى استشهاد 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً، وأعاقوا حركة سيارات الإسعاف، وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يخلَ الشهداء والجرحى إلا بعد 6 ساعات من بداية المجزرة.

سبتمبر/ أكتوبر 2016: هل يتجدد موسم الاعتداءات الكبير على الأقصى؟

لوحظ في هذه السنة 2016 وفي موسم الأعياد والمناسبات اليهودية، توسع أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى، كما حدث في ذكرى خراب الهيكل المزعوم في شهر آب، وكذلك الاقتحام الواسع في شهر تموز، وسبقه اقتحام شهر نيسان في عيد الفصح العبري، وسط عزل كامل للمسجد الأقصى وتقييد ومنع المصلين من دخوله لإفساح المجال للاقتحامات بشكل مريح.

ومنذ أيام بدأت حملة إعلامية وإعلانية من نشطاء ومنظمات الهيكل المزعوم للحديث عن أمسيات وأيام وحلقات دراسية، تتمحور حول أهمية بناء الهيكل المزعوم وارتباطه بمنسوب وتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى، ضمن برنامج تمهيدي وتهيئة الأرضية لاقتحامات جماعية للمسجد الأقصى، قد تكون الأوسع على الإطلاق، بالتزامن مع الأعياد اليهودية التي تنطلق هاذ العام بتاريخ 2 تشرين الأول/ أكتوبر بعيد رأس السنة العبرية وتنتهي بـ 25-10 يوم اختتام عيد العرش العبري.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات