السبت 03/مايو/2025

جنوب نابلس.. 10 قرى ما بين التراب ومكعبات الإسمنت

جنوب نابلس.. 10 قرى ما بين التراب ومكعبات الإسمنت

لليوم الرابع على التوالي، والاحتلال يواصل إغلاق مداخل عشرة قرى جنوب مدينة نابلس، بالسواتر الترابية والمكعبات الاسمنتية، بحجة تعرض مركبات مستوطنيه للرشق بالحجارة، مانعاً آلاف المواطنين من التنقل بحرية من جامعاتهم وأعمالهم وإليها.

إلا أن الهدف الأبرز الذي يسعى له الاحتلال جراء هذا الإغلاق؛ ضرب الواقع الاقتصادي لهذه البلدات التي تعدّ أنشط مناطق نابلس اقتصادياً لوقوعها على أهم شوارع الضفة والتي تربط شمالها بوسطها وجنوبها.

10 قرى
عينابوس وجماعين وعوريف وحوارة وبورين ومادما وعصيرة القبلية وعورتا وأودلا وبيتا، عشر بلدات وقرى جنوب مدينة نابلس، أصبحت ما بين شوارع ترابية ومعكبات اسمنتية تغلق عليها الحياة اليومية، مانعة المواطنين الدخول والخروج بمركباتهم، ما اضطر الكثير منهم لسلوك طرق ترابية وعرة والتفافية للوصول إلى جامعاتهم وأعمالهم في المدينة.

ويصف الشاب منذر دويكات، في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، الحال قائلا: “إغلاق الاحتلال للقرية لم يعد يطاق؛ فسلوك الطرق الالتفافية الوعرة مرهق جداً لما فيها من مطبات وتعرجات، علاوة على الغبار الذي يملأ الأجواء، لنصل بعدها إلى مرادنا في حالة يرثى لها من التعب، والاتساخ بالغبار”.

فيما يشير جاسر الحج محمد أنه منذ ساعة وهو يسير بمركبته في السهول للوصول إلى قرية حوارة، وقال بحسرة: “كلما أصل إلى طريق أجده مغلقا، فأضطر إلى العودة من حيث دخلت، ومنذ نصف ساعة وأنا أدور حول ذات النقطة”.

وقد عمل الاحتلال حتى على إغلاق الطرق الالتفافية التي سلكها المواطنون بين حقول الزيتون، وهو ما دفعهم للبحث عن بدائل أخرى.

عقاب جماعي
ويدعي الاحتلال أن إغلاق مداخل القرى جاء بعد رشق بعض مركبات المستوطنين بالحجارة المارة على شارع نابلس رام الله.

ويرى المواطن إبراهيم الحواري في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “الاحتلال يأخذ ادعاءات المستوطنين بشكل مسلّم به، دون التحقق منها، ليحوّل قرى بأكملها إلى سجون كبيرة، وعشرات آلاف المواطنين إلى سجناء”.

ويؤكد الحواري أن “الاحتلال يعتقد واهماً أن مثل هذه السياسة ستردع الشبان عن أعمال المقاومة، لكن العكس هو ما سيحصل؛ لأن حالة الغضب في نفوس المواطنين كبيرة على هذا المحتل، الذي يستهتر بحياة المواطنين والنساء والأطفال، ويحرمهم من الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم، وحتى إلى المستشفيات للعلاج”.

فيما يشير الفتى خالد شحادة أن “الاحتلال هو من يستفز المواطنين يوميًّا على الشارع الرئيس (نابلس – رام الله) بركن جيباته بين تجمعات المواطنين وترجّل الجنود منها بكامل أسلحتهم”.

دمار اقتصادي
ويعدّ شارع نابلس رام الله أهم شوارع الضفة الغربية؛ كونه يصل بين مدن شمال ووسط وجنوب الضفة، وتقع على ضفافه في منطقة جنوب مدينة نابلس عشرات المحال التجارية، وعشرات المحلات الأخرى على تفريعاته الواصلة إلى القرى المجاورة.

وهو جالس أمام ملحمته يتحدث “سامي عودة” قائلا لمراسلنا: “في كل يوم أبقى في ساعات الظهيرة واقفاً على رجلي أحضر طلبيات المواطنين التي أتلقاها عبر الهاتف لنقلها مع المركبات العمومية المارة من الشارع إلى منازلهم، لكن اليوم.. تحولت كل المركبات إلى الطرق الالتفافية وقطعت هذه المكعبات الاسمنتية التي أغلقت الشارع أرزاقنا”.

لكن المَعْلم التجاري الأبرز جنوب مدينة نابلس هو “الحِسبة” في بلدة بيتا، والتي تعد السوق المركزي للخضار والفواكه، والتي يأتيها التجار والمزارعون من مختلف مناطق الضفة والأراضي المحتلة عام 1948 لبيع وتسويق خضارهم، أصبحت تعاني من هذه الإجراءات.

ويقول رئيس بلدية بيتا واصف أبو معلا لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “بات واضحاً أن غاية الاحتلال من هذا الإغلاق هو العقاب الجماعي، والعقاب الاقتصادي؛ على اعتبار أن سوق خضار بيتا المركزي يخدم الضفة الغربية، وتعتاش من ورائه مئات العائلات الفلسطينية من التجار والمزارعين”.

وعن الأضرار الناتجة عن الحصار؛ قال معلا: “إن هناك كمية كبيرة من بضاعة التجار قد تلفت من الخضار والفواكه، لعدم تمكن التجار من نقلها للتسويق، وذلك لمنع الاحتلال السيارات القادمة من خارج البلدة الدخول للسوق رغم أن حسبة الخضار لا تبعد سوى 150 متراً عن مدخل البلدة المغلق”.

وناشد رئيس بلدية بيتا الجهات المسؤولة والدولية التدخل لدى الجانب الصهيوني لرفع هذا الاعتداء السافر على حقوق المواطنين المكفولة بكل الشرائع بالتنقل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...