منشورٌ على فيسبوك يستنفر الاحتلال لاعتقال صاحبه

أحبّ جواد أبو ميالة، أن يرتاح قليلاً من ضغوط الحياة، وينتقل من القدس إلى مدينة خليل الرحمن لأيام قليلة، لكنه قبل ذلك وضع منشوراً عبر صفحته الشخصية على “الفيسبوك” مدوناً “أستودعكم الله .. وسامحونا” ووضع صورة للآية الكريمة “كل نفس ذائقة الموت..”، وغادر.

خرج أبو ميالة (50 عاماً) وهو أحد تجّار بلدة سلوان شرقي القدس المحتلة يوم السبت الماضي (3-9) من المدينة متوجّهاً للخليل، حيث قضى يومه بين أسواقها وأزقّتها، وقرّر أن يُقيم هذه الليلة فيها علّه يخفف ضغوط الحياة عنه.

المطاردة تبدد الرحلة
يقول أبو ميالة لـ”قدس برس”: “بتّ الليلة في إحدى فنادق الخليل، ولم أحمل معي حينما خرجت من المنزل سوى هاتف صغير لا علاقة له بالهواتف الذكيّة، وفي صباح اليوم التالي (الأحد) اتّصلت بزوج ابنتي وأبلغته بأنني في الخليل، ولن أعود اليوم أيضاً، فأنا أريد الراحة”.

ولم يكن يعلم أبو ميالة في حينها أن شرطة الاحتلال داهمت منزله بسلوان في الليلة ذاتها التي قضاها في الخليل، وعبثت بمحتوياته، ودبّت القوات الرّعب في قلوب أطفاله وزوجته دلال (39 عاماً) التي استدعتها الشرطة للتحقيق مراراً خلال ساعات الفجر عبر اتصالات متكررة.

وصباح الأحد، خضعت دلال للتحقيق في مركز شرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين بالقدس، حيث سئلت حول زوجها ومكانه، وفي هذا الوقت كانت شرطة صلاح الدين قد اتّصلت على جواد تستجوبه عبر اتصال هاتفيّ، مبلغةً إياه بتسليم نفسه لأقرب نقطة عسكرية إسرائيلية في الخليل.

يقول جواد: “طلبوا مني الوصول إلى مركز تابع لهم في مستوطنة “كريات أربع” لكنّني رفضت، وقرّرت العودة للقدس وتسليم نفسي لشرطة صلاح الدين، حيث حقّق معي حول منشور عبر “الفيسبوك”، معتقدين بأنني كنت أنوي تنفيذ عملية ضدّهم، وهو ما نفيته”.

تهديد بالمعاقبة
ويُضيف أن المحقق هدّده بالمساءلة والمعاقبة في حال نشر مثل هذه المنشورات في المستقبل، قائلاً: “ستدفع 30 ألف شيقل (الدولار 3.77 شيقل) كغرامة إن فعلت ذلك، فأنت استنفرت القوات الإسرائيلية للبحث عنك”.

يذكر أن المؤسسات العاملة في شؤون الأسرى قد وثّقت أكثر من 200 حالة اعتقال منذ تشرين أول/ أكتوبر 2015 وحتى نهاية آب 2016، على خلفية المنشورات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، معظمها في مدينة القدس المحتلة.