عاموس 6 .. حلم صهيوني تحطم على منصة الإطلاق

ضربة تكنولوجية جديدة تلقاها قطاع الاتصالات في الكيان الصهيوني؛ بانفجار القمر الصناعي عاموس 6، الذي يعد أقوى قمر صناعي من سلسلة الأقمار الصناعية الصهيونية، التي تستخدم لغرض التجسس وتزويد المنظومة الأمنية بالبيانات المهمة، والحماية من الخطر “السبراني”.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع وقع هذا الانفجار وردود الأفعال المختلفة عليه.

حدث نادر
صحيفة “يديعوت احرنوت” العبرية، ذكرت أن انفجارًا ضخمًا وقع الخميس الماضي، في قاعدة كيب كنافيرال الفضائية في ولاية فلوريدا الأمريكية، لافتة إلى أن الانفجار الذي سبق إطلاق القمر الصناعي عاموس 6 من القاعدة SpaceX كان شديدا لدرجة أن المباني التي تبعد عن القاعدة بكيلومترات تصدعت.

ولم يعرف سبب الانفجار، وفق وسائل الإعلام العبرية، فيما تقدر تكاليف إنتاج القمر الذي كان مقررا أن يصل مداره حول الأرض السبت بنحو مائتي مليون دولار.

وأضافت الصحيفة أن رئيس وكالة الفضاء “الاسرائيلية” اسحاق بن إسرائيل وصف الانفجار بالحدث النادر وغير المألوف، قائلا: “لا تذكر إسرائيل خللا فنيا كهذا بشكل عام، وفي منصات الإطلاق على وجه الخصوص، حيث انفجر الصاروخ فيما كان القمر الصناعي منصوبا على مقدمته”.

وتابع “هذا الحدث الخطير سيؤثر سلبا على قطاع الاتصالات الفضائية الإسرائيلية، والمشكلة أكبر من فقدان قمر، ومن أموال التأمين؛ إذ أن لدينا أقمار اتصالات في الفضاء ولها عمر محدد، وهذا يضطرنا إلى إطلاق أقمار بديلة قبل انتهاء خدمة هذه الأقمار، والآن لن نستطيع ذلك، إذ نحتاج إلى عامين ونصف العام حتى نتمكن من بناء قمر صناعي جديد”.

خسارة اقتصادية وتكنولوجية
وأضاف اسحاق “فيما يخص صناعة أقمار الاتصالات الصناعية الإسرائيلية؛ يعتبر ضربة قوية جدا قد تجعل مستقبل الصناعة محل شك إذا لم يتم انتشالها من الوحل، هذه ضربة قوية جدا، والقمر الصناعي التالي قد يأتي خلال ثلاث سنوات أو نحو ذلك إذا ما تمكنت شركة الاتصالات الفضائية من تجاوز الأزمة التي سوف تواجهها وقررت طلب صنع قمر آخر”.

فيما علق رئيس فيسبوك مارك زوكربيرج على الحدث قائلا: “في أفريقيا يشعرون بخيبة أمل عميقة لسماع فشل إطلاق “سبيس اكس” وتدمير القمر الصناعي الذي كان سيوفر الاتصال للعديد من رجال الأعمال ولجميع القارة السمراء”.

وفور الانفجار انخفضت أسهم الشركة المزودة بالقمر عاموس بنحو 9% في بورصة “تل أبيب”، مدير شركة تزويد “yes” قال: “كان صعود عاموس 6 الذي سيبث في العام 2017 سيعمل تغيرا كبيرا على قنوات البث الفردية ويوفر لشركتنا أفضل بث تلفزيوني”.

كما أشارت الشركة إلى أنها قد تضطر إلى تقليص بعض قنواتها في المستقبل بعد أن خططت لنقلها بواسطة هذا القمر الاصطناعي”.

ضربة قاسمة
صحيفة “إسرائيل اليوم” أشارت إلى أن القمر الصناعي عاموس 6 “يعتبر ذروة التكنولوجيا التي وصلت إليها الصناعة الجوية الإسرائيلية”، لافتة إلى أن قائمة المتضررين من تدمير القمر الصناعي طويلة، وأولهم الصناعات الجوية الإسرائيلية التي تكبدت خسائر مادية هائلة، وستحتاج إلى أموال طائلة من أجل بناء قمر صناعي جديد”.

وأكدت الصحيفة أن شركة الفضاء “الإسرائيلية” “سبيس كوم” التي كانت مسؤولة عن تشغيل القمر الصناعي وتسويق خدماته، تلقت ضربة قاضية، فقد كان من المتوقع أن تباع الشركة لمجموعة صينية “بيجينغ اكس إنوي” بمبلغ يقدر بـ 285 مليون دولار، شرط نجاح إطلاق عاموس 6 إلى الفضاء.

من جهة أخرى، دعا وزير العلوم “الإسرائيلي” أوفير أكونيس قادة صناعة الفضاء في “إسرائيل” إلى اجتماع طارئ غدا الأحد (4-9) لإجراء تقييم للوضع في أعقاب الحادث، مؤكدا أن حكومته “ستواصل دعم صناعة الطيران “الإسرائيلية”، من أجل الاحتفاظ بها في طليعة التكنولوجيا، والحفاظ على استقلال إسرائيل في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية”.

يذكر أن هذه هي الخسارة الثانية التي تتلقاها صناعة “الأقمار الصناعية” الإسرائيلية، بعد فقدان الاتصال بالقمر “عاموس 5” في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، الذي أطلق عام 2011 ويغطي عملاء في افريقيا.

ما هو عاموس 6
قمر صناعي من سلسلة الأقمار الصناعية يطلق عليها “عاموس” التي سمحت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية لشركةSpacecom “الإسرائيلية” بتزويدها بقمر عاموس، وكان يهدف إلى استبدال أجهزة الاستقبال لعاموس 2 وعاموس 3 وخدمة الزبائن في أوروبا وإسرائيل وخدمة العملاء في القارة الأفريقية جنبا إلى جنب مع عاموس 5، لغرض مشروع الاتصال الاجتماعي في بلدان أفريقيا لشبكة الإنترنت من دون بنية تحتية مادية مثل كابلات الاتصالات.

وعاموس 6 يأتي تطويرا لسلسلة من الأقمار الصناعية “الإسرائيلية” التي بدأت بعاموس 1 وهو أول وسيلة للإعلام “الإسرائيلي” حيث أطلق في 16 مايو عام 1996 وقد بيع لإنتل سات في 2009.

وفي 28 ديسمبر كانون الاول عام 2003، أطلق عاموس 2 لخدمة العملاء في الشرق الأوسط بما فيها “إسرائيل” وأوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة، بهدف تقديم خدمات البث والاتصالات السلكية واللاسلكية، والبث التلفزيوني والإذاعي في مراكز الكوابل، وتقديم خدمات الإنترنت ونقل البيانات وشبكات الاتصالات.

وفي 28 أبريل عام 2008 أطلق عاموس 3 وكان الهدف منه استبدال عاموس 1 الذي انهى خدمته، وزيادة قدرات الاتصالات الفضائية.

وفي 31 أغسطس عام 2013، أطلق عاموس 4 لتغطية منطقة جنوب آسيا.

وعقب ذلك جاء عاموس 5 الذي تم تطويره من قبل شركة روسية وكذلك بنيت أجزاء منه في ايطاليا، وتم إطلاقه من كازاخستان في 11 ديسمبر كانون الاول 2011، وكان مصمم لتغطية انشطة وخدمة العملاء بشكل رئيسي من افريقيا.

كما كانت تخطط الصناعات الجوية “الإسرائيلية” لبناء عاموس 7  في حال نجاح إطلاق عاموس 6، بهدف خدمة العملاء في أمريكا الجنوبية، إلا أن انفجار عاموس6 قد يؤجل عملية بناء عاموس7 وهو ما يعني مزيدا من الخسارة للصناعات “الإسرائيلية”.