الكابتن أديب.. الاتصال المجهول هل يحرم البلديات من الكفاءات؟

هو يسمي نفسه “الكابتن أو الضابط أديب”.. لكن في الحقيقة لا يستطيع أحد التأكد من صدق شخصيته، أو هويته، إن فعلا ضابطاً في مخابرات الاحتلال، أم طرفا آخر يحاول أن يتقمص الشخصية لتحقيق ذات الهدف الذي يسعى له الاحتلال.
الإعلامية سوزان العويوي، كغيرها من المرشحين والمرشحات الراغبين في خوض غمار الانتخابات البلدية، لم تكن بمنأى عن التهديد والوعيد من خلال اتصال هاتفي يحمل رسالة من صاحب الصوت تحت مسمى “الضابط أديب”، وذلك في خطوة يرى فيها مراقبون محاولات للضغط على من يعتقد أنهم مقربون من حركة حماس للتراجع عن الترشح في الانتخابات البلدية التي ستجرى في الثامن من أكتوبر المقبل.
تتحدث سوزان عما جرى لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، موضحة أنه في ذات الليلة التي من المفترض أن تسجّل القائمة الانتخابية التي تشارك بها، وردها اتصال من رقم غريب يبدأ بمقدمة (053) وهي مقدمة معروفة بشركة اتصالات خلوية صهيونية، لكن استخدام خطوطها ليس حكرا على الاحتلال بل يسمح للفلسطينيين شراء خطوطها واستخدامها.
تضيف سوزان بالقول: “رنّ هاتفي للمرة الأولى، ونتيجة عدم المعرفة مصدر الاتصال قررت عدم الإجابة، وتكرر الأمر عدة مرات دون أن أجيب على الهاتف، لكن بعد وقت قصير وصلتني رسالة نصية على الهاتف يقول من أرسلها (سوزان.. أنا الكابتن أديب ردي ع الجوال أحسن لك)”.
هذه الرسالة التي وصلت كانت تحمل معاني كثيرة دفعت سوزان للإجابة على الاتصال في المرة التي تلتها، وتقول: “فتحت الخط فتحدث معي الشخص المتصل بطلاقة، وطلب مني أن أسحب ترشحي عن (حماس) علما بأنني مسجله في قائمة مستقلين التي تحمل اسم (أهل البلد المستقلة)، فقلت له هذه انتخابات محلية، وليست انتخابات إدارة مدنية، فقال لي: ممنوع ترشحي نفسك وأنا فش عندي مشكله في اعتقالك، ويجب أن تقلقي على أبنائك وزوجك وبيتك”.
فما كان من سوزان إلا الرد بالقول “ما هي استحقاقاتكم مقابل هذا الكم من التهديد، فقال دعينا نلتقي في نتانيا أو تل أبيب ونتفاهم؛ في تعبير واضح أنه يريد استدراجي لإلصاق ملفات أمنية وغير ذلك بي”.
ليست الوحيدة
سوزان لم تكن المرشحة الوحيدة التي تتعرض لهذا الاتصال؛ حيث تشير إلى أنها كانت ضمن قائمة مرشحين تضم 15 فرداً اضطر 7 منهم للانسحاب تحت كم التهديدات التي وصلتهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أن هذه التهديدات لم تقتصر على جانب الاحتلال؛ بل أيضا شاركت بها أجهزة أمن السلطة.
“الكابتن أديب”، شكل مصدرا لتهديد العديد من المرشحين الذين تمكن مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” من التواصل معهم؛ منهم من رغب بنشر حكايته وما تعرض له من تهديد، وآخرون فضلوا عدم النشر لأسباب عديدة، خاصة بعد تعرضهم لتهديد مباشر سواء فيما يخص عائلاتهم، أو ممتلكاتهم.
وفي وقت تبقى فيه هوية الكابت أديب “مجهولة”، كما يقول كل من اتصل به، سوى أنه يعرّف أنه ضابط في مخابرات الاحتلال، يتعرض مرشحون آخرون لتهديد واضح من ضباط بجهازي المخابرات والأمن الوقائي التابعين للسلطة الفلسطينية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...