الخميس 08/مايو/2025

مستوطنون يمسحون قرية أثرية غرب سلفيت

مستوطنون يمسحون قرية أثرية غرب سلفيت

أفاد شهود عيان من سلفيت وبلدة بروقين أن مستوطنين؛ قاموا بوضع علامات مساحة وترقيم على صخور أثرية تقع في قرية “قرقش” الواقعة بجانب مصنع حديد ضخم، تابع للمنطقة الصناعية “اريئيل”.

ولفت الشهود أن الزحف الاستيطاني قد يطال القرية الأثرية التي هي عبارة عن كهوف وزخارف ورسومات وغرف وبرك وممرات منحوتة بالصخر.

بدوره أكد الباحث في شؤون الاستيطان د. خالد معالي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المنطقة الصناعية التي تتبع مستوطنة “اريئيل” قامت في وقت سابق بتجريف آثار قديمة وبناء المصانع فوقها، وهي عبارة عن برك صغيرة “مقر” وكهوف صغيرة ومعاصر عنب وزيتون كانت منحوتة فوق الصخر، وكذلك بيوت من الحجارة؛ يطلق  عليها المزارعون اسم “قصر”.

وطالب معالي  لجنة مواقع التراث العالمي في اليونسكو بالموافقة على إدراج  منطقة خربة قرقش أو مغر الشمس والقمر، وهي من أجمل مناطق محافظة سلفيت الأثرية، في لائحة التراث العالمي، داعيا إلى إصدار نشرات تعريفية بها.

وأكد معالي أن القانون الدولي لا يجيز عمليات التجريف حول القرية الأثرية  “قرقش”؛ وأن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ينص على أن التدمير المتعمد للمباني التاريخية يشكل جريمة حرب.

وأضاف بأن منظمة اليونسكو تعتبر أن حماية الأرواح وحماية الثقافة أمران أساسيان ومترابطان في فترات النزاع، وفي الحالات التي يكون فيها التراث الثقافي معرضاً للخطر.

ورصد الباحث معالي وجود 400 موقع أثري في محافظة سلفيت، منها ما جرفه الاحتلال، ومنها ما عزله، ومنها ما يدعي أنه يعود لأنبيائهم من بني “إسرائيل” مثل مقامات كفل حارس التي تعود لحقبة صلاح الدين الأيوبي، وكان أهالي كفل حارس يقومون بمهرجان سنوي في ساحة المقامات، وتوقفت المهرجانات مع ادعاء ومزاعم المستوطنين أنها تعود لأنبيائهم، وتكرار تدنيسهم لها بحماية جيش الاحتلال.

ويضيف معالي: ما يميز خربة قرقش أنها عبارة عن لوحة فنية نحتت في الصخر بصبر وتأني؛ فخرجت لوحة غاية في الجمال خاصة مع ساعات الصباح الباكر، حيث تقابلها أشعة مباشرة.
وعن تاريخ خربة قرقش يقول معالي: “هي من العصر الروماني المسيحي القديم، وتقريبا تعود للقرن الرابع بعد الميلاد”.

ودعا معالي إلى ترسيخ الوعي بأهمية تاريخ الآثار لدى الجمهور الفلسطيني، وإحداث نقلة نوعية في نظرة الناس للتراث من خلال إبراز قيمته التاريخية، وسرعة الحفاظ على المواقع الأثرية خاصة قرب المستوطنات، قبل نهبها منهم؛ وفضح انتهاكات الاحتلال بحق المواقع الأثرية والحضارة والتاريخ الفلسطيني، وتسيير رحلات مدرسية جماعية إليها.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات