القدس تحت التهويد الجدي فمن لها؟

يحلم اليهود من آلاف السنين بالعودة إلى القدس “أورشليم” كما يزعمون، فهم يدعون أنهم يعودون لأرض كانت لأجدادهم، ولوطن كان تاريخهم، ويدعون أنهم يعودون إلى أقدس مكان لهم على وجه الأرض، تم تدميره بفعل الغزاة، ونتيجة ضعف ممالك اليهود.
ما سبق من أكاذيب سياسية لا يرقى إليها الشك لدى معظم اليهود، ولا مجال لمناقشتهم بصحة زعمهم من عدمه، ولاسيما أن الأصل في وجودهم المسلح فوق هذه الديار، هو حسن العبادة، والالتزام بتعاليم المعتقد، إذ لا تصح عباداتهم إلا إذا عادوا إلى هذه الأرض المقدسة، وأعادوا بناء الهيكل في المكان نفسه الذي كان قائماً قبل آلاف السنين، كما يزعمون.
لذلك هم يحضرون للحدث الديني المهم منذ سنوات؛ حيث قامت جماعات دينية برسم المخطط العام للهيكل، وتقوم جماعات دينية منهم بجمع الحجارة المقدسة التي سيبنى منها الهيكل، وتعطي كل حجر رقما، وتحدد مكانه في المبنى، وهنالك منظمات يهودية تقوم بنسج البسط الحمراء التي ستفرش في حجرات الهيكل وساحاته، وهناك مزارع في الجليل تدعي أنها عثرت على البقرة الحمراء التي ستذبح على أبواب الهيكل؛ لتطهير اليهود قبل دخولهم المكان المقدس، ويشرف على تربية البقرة المقدسة مجموعة من اليهود المتدينين، وهنالك المعاهد الدينية الخاصة التي تعمل على إعداد مجموعة من الحاخامات المكلفين بعلوم الدين والإرشاد في الهيكل المزعوم.
قبل أيام، كشفت بعض المواقع الإعلامية العبرية التابعة لـ”ائتلاف منظمات الهيكل المزعوم”، عن خطة عمل تهدف إلى هدم المسجد الأقصى في غضون ثلاثة أعوام، وهو الموعد المحدد لبناء الهيكل المزعوم.
بعد ذلك كشفت القناة العبرية الثانية عن مؤسسات ومنظمات يهودية تجهز نفسها لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وأنها بانتظار قرار سياسي رسمي في ذلك، بعدما تم وضع خرائط للهيكل المزعوم ومدة البناء لن تزيد على ثلاثة أعوام، وأن هذه المنظمات بدأت في نقل المعدات والأدوات اللازمة لتنفيذ هذه الخطة، التي باتت جاهزة بكل تفاصيلها ومكوناتها.
وأزعم أن القرار السياسي لن يتأخر في ظل الانشغال الفلسطيني بأحداث شمال الضفة الغربية، وفي ظل الصراعات الداخلية الفلسطينية، وغياب استراتيجية العمل الفلسطيني الموحد ضد المخططات الصهيونية، التي كشف عنها رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، رجل المخابرات “آفي ديختر” حين قال: لن نسمح للمسلمين في المسجد الأقصى بأن يحظروا دخول غير المسلمين لهذا المكان المقدس للجميع، لن نسمح للمسلمين بحرماننا من دخول القدس مثلما يحدث في مكة والمدينة في السعودية، ولن نسمح لهذا الفكر بأن يتحقق.
إن ترك المسجد الأقصى تحت رحمة اليهود ومخططاتهم دون مواجهة فلسطينية عربية إسلامية شاملة فيه تهديد للمقدسات الإسلامية؛ التي لا يدافع عنها عملياً إلا حماة الأقصى، أولئك المرابطون في ساحات المسجد ليل نهار للدفاع عنه، وهؤلاء الرجال والنساء لهم طاقة محدودة في المقاومة والمواجهة، وهم بحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي، وهذا لا يقدر عليه سكان القدس وحدهم، والذين يبلغ عددهم 360 ألف مواطن فلسطيني، لديهم الاستعداد للدفاع عن مقدساتهم الإسلامية، والتضحية بالروح دفاعاً عن عقيدتهم.
القدس تستصرخ قوة العرب والمسلمين، ولا تنتظر التصريحات التي يهزأ منها اليهود.
فحين ولد بنيامين بن إلعازر في العراق قبل ثمانين سنة، سماه والداه من الخوف “فؤاد”، في الوقت الذي كان اسمه الحقيقي “بن يامين” ومعناها بالعربية، “ابن البركة”.
ظل فؤاد يهودياً مؤدباً متواضعاً محترماً متسامحاً حتى عاد إلى أرض الميعاد، كما يزعمون، ووسط الضعف العربي والتفكك كبر “فؤاد” وكبرت معه “إسرائيل” وصارت قوة عسكرية غاشمة، وصار فؤاد ملك القتل والذبح والمجازر ضد العرب والفلسطينيين، صار فؤاد بطلاً من أبطال “إسرائيل”، وصار وزيراً للحرب، واسمه الجنرال بن يامين العازر.
قوة العرب والمسلمين فقط هي قادرة على أن تجعل اسم بنيامين نتنياهو فؤاد عطا الله.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ103
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ103 على التوالي، ولليوم الـ90 على مخيم...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

استطلاع: نتنياهو يحصل على 48 مقعدًا والمعارضة 62
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام كشف استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف، اليوم الجمعة، أن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحصل على 48 مقعدًا في...

الاحتلال يعترف بمقتل جنديين في اشتباكات رفح ويكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، تفاصيل ثقيلة لخسائر صفوف جنوده خلال اشتباكات وقعت يوم أمس في...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...

صدمات نفسية تحول دون التحاق الاحتياط بجيش الاحتلال
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت دراسة إسرائيلية، أن نحو 12 بالمئة من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، الذين شاركوا بحرب الإبادة في...

الحوثي: أولويتنا إسناد غزة والعدو فشل باستهداف قدراتنا
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكد قائد جماعة "أنصار الله" اليمنية عبد الملك الحوثي، يوم الخميس، أن أمريكا و"إسرائيل" فشلتا في مواجهة القدرات...