عاجل

الأحد 04/مايو/2025

باسل فليان.. تحقيق عارٍ بسجون السلطة بتهمة العمل النقابي

باسل فليان.. تحقيق عارٍ بسجون السلطة بتهمة العمل النقابي

لم يكن بوسع الشاب العشريني باسل فليان أن يتحدث لأحد عما تعرض له على مدار يومين متتالين من إهانة وتعذيب في سجون الأمن الوقائي، إلا لأن ما كان يدور حوله التحقيق فقط، هو حول طبيعة عمله النقابي في مجلس طلبة جامعة بيرزيت برام الله.

من هو باسل
باسل الحسن عثمان فليان (21 عاماً)، هكذا عرف نفسه ذاك الشاب المقبل على الحياة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، وهو يدرس المحاسبة في جامعة بيرزيت، وعضو مجلس طلبة الجامعة، وسكرتير لجنة التخصصات في المجلس.

باسل لم يكن يخفي أنّه كان يسعى بكل جهده هو وهو طاقم المجلس من أجل تقديم أفضل خدمة للطلبة على اختلاف انتماءاتهم وأطيافهم الحزبية.

عملية الاعتقال
كانت الساعة تقترب من منتصف الليل يوم الثلاثاء الماضي (23-8) عندما اقتحمت قوة من جهاز الأمن الوقائي منزله الكائن في قرية بيرزيت لتعتقله بلا أي سابق إنذار أو أي تهمة يعرفها.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتم اعتقال “باسل”؛ فقد جرى اعتقاله قبل عام لليلة واحدة في ظروف مختلفة، كما يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”.

ظروف الاعتقال
وبحزنٍ وأسى يكشف “باسل” عن ظروف الاعتقال التي تعرض لها، وهو يلاقي أشد أنواع الإهانة والتعذيب في سجون الأمن الوقائي.

من ليلة الثلاثاء حتى ليلة الخميس الذي يليه، كان باسل مشبوحاً إلا من ساعات قليلة لم يؤدِّ فيها إلا فريضتين -كما يقول- وكان المحققون معه يرفضون أن يؤدّي الصلاة حين يطلبها، بل ويصل الأمر لينهالوا عليه بسب الذات الإلهية.

ويصف “باسل” ظروف اعتقاله بـ”السيئة جداً”؛ حيث لم يتمكن من النوم إلا 5 ساعات فقط خلال يومين، مبيناً أنّ التحقيق كان متواصلاً على مدار الساعة بطرق شبحٍ مختلفة.

ويضيف: “كنت كلما أطلب الماء لأشرب أتوا بماءٍ باردٍ ويصبونه على رأسي وأنا مشبوح، ولا يسقونني”، موضحاً أنّ أساليب التعذيب كانت مهينة.

ويكشف فليان، أنّه تعرض خلال التعذيب إلى تجريدٍ كامل من ملابسه لساعات، ليبين أنّ كل عملية التحقيق كانت تتعلق بطبيعة عمله النقابي والخدمي للطلاب داخل جامعة بيرزيت.

ويمضي: “كان لديّ التهاب في أصبع قدمي، وعندما رآه أحد المحققين أخذ يدعس إليه ويفركه بقدمه؛ ما زاد من معاناتي”.

ويبين أنّه تحدث للمحققين عن قلقه من عملية الزايدة التي كان أجراها قبل عدة أسابيع، فكان ردهم حرفياً كما يقول: “أنت مش أول واحد تفتح عنده الزايدة عنا، ولما يصير لك اشي بنتصل على المستشفى”.

ويشير “باسل” إلى تعرضه للضرب الشديد أثناء عملية الشبح، مبيناً أنّ الإنهاك وصل به إلى حد كبير خلال فترة الاعتقال إلى أنّ خرج إلى بيته يوم الخميس (25-8)، ومن ثم ذهب للمستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة.

تقديم شكوى
ويوضح أنّ أهله لم يكونوا يعرفون عنه أي شيء خلال فترة اعتقاله سوى أنّه معتقل لدى الأمن الوقائي.

وبعد أنّ خرج قرر الشاب الجامعي، تقديم شكوى لكل من يعرفه من مؤسسات حقوقية؛ فقدم شكوى إلى مؤسسة الضمير، والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، ومؤسسة شاهد في لبنان، وإحدى الهيئات في بريطانيا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات