انتخابات بلدية نابلس.. هل تلجأ فتح لـخدعة اللحظة الأخيرة؟

ساعات قليلة ويتضح المشهد الانتخابي في مدينة نابلس وطبيعة القوائم المتنافسة على خوض انتخابات البلدية، بعد أكثر من عشرة أيام من الضبابية حول شكل التحالفات المتوقعة.
أبرز القوائم التي كان الحديث يجري حولها في الأيام الماضية، قائمة “نابلس للجميع” التي أعلن عنها رئيس البلدية الأسبق المهندس عدلي يعيش، والتي كان واضحا سعي حركة فتح الحثيث لدخولها باعتبارها صاحبة الحظ الأوفر بالفوز.
لكن هذه القائمة لم يتم تسجيلها حتى صباح اليوم الخميس (25-8)، وهو اليوم الأخير الذي حددته لجنة الانتخابات المركزية لتسجيل القوائم، مما فتح المجال للتكهنات والتخوفات من لجوء فتح إلى الخديعة، لتجاوز عقبة المهندس يعيش.
أحد السيناريوهات التي يثيرها مراقبون ومتابعون هو أن تتظاهر “فتح” بدعم التوجه الداعي لتأجيل الانتخابات، وفي نفس الوقت تكون لدى الحركة قائمة جاهزة بكل أعضائها من الحركة، وتدفع بها في الدقائق الأخيرة.
ما يعزز هذه المخاوف؛ طلب عدد من القيادات الفتحاوية، وآخرهم سرحان دويكات، من ممثلي القوائم للامتناع عن تسجيل القوائم، وسعيهم لفرض حالة إجماع على هذا التوجه، وإكراه الجميع على الالتزام به، عازفين على وتر حالة التردي بالأوضاع الميدانية في المدينة عقب المواجهات التي شهدتها مع أجهزة السلطة.
ويرى المتخوفون من هذا السيناريو، أن حركة “فتح” إذا نجحت بتمريره، فإنها تكون قد أصابت عصفورين بحجر واحد، الأول هو استبعاد يعيش وخوض الانتخابات بدون منافسة فعلية، والثاني هو تخطي حالة الرفض داخل صفوفها لدخول قائمة يعيش، أو حتى حالة لانقسام الداخلي بالحركة التي لم تستطع أن تتوافق على شخصيات محددة.
الخريطة الانتخابية
قبل انطلاق عملية تسجيل القوائم، كان يلوح في الأفق أربع قوائم انتخابية في طور النضوج، الأولى هي القائمة الشبابية المستقلة التي تضم عشرة مرشحين، ويقودها المحاضر الجامعي المهندس محمد دويكات، والذي بادر لتسجيلها فعليا يوم أمس الأربعاء.
والثانية قائمة مشتركة لخمس من القوى اليسارية، لكن هذه القائمة يبدو أنها لن ترى النور، لوجود خلافات بين تلك القوى حول تشكيلتها.
أما حركة فتح، فقد أعلنت في البداية عن نيتها خوض الانتخابات بقائمة كفاءات وطنية، وسعت لإقناع المهندس يعيش على ترؤس تلك القائمة، لكن يعيش قطع عليها الطريق بإعلان نيته تشكيل قائمة مهنية مستقلة دون محاصصة حزبية.
ولئن جاء إعلان حركة حماس نيتها المشاركة بالانتخابات المحلية مفاجئاً لحركة فتح، في ظل مقاطعتها لانتخابات عام 2012، فإن إعلان يعيش نيته الترشح لبلدية نابلس شكّل أسوأ ما كانت تخشاه فتح بالمدينة؛ فحركة فتح تدرك أنها لا قِبَلَ لها بمنافسة يعيش الذي ألحق بها هزيمة انتخابية مدوّية عام 2005، عندما فازت قائمة الإصلاح والتغيير التي ترأسها، والمحسوبة على حركة حماس، بـ13 مقعدا من مقاعد المجلس البلدي الخمسة عشر.
لذلك، وأمام ما تعانيه فتح من خلافات وصراعات داخلية في الوطن عموما، وفي نابلس بشكل خاص، انصب جهد الحركة على محاورة يعيش في محاولة لدخول قائمته ودعمها، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لمنع خسارة البلدية والانتخابات.
توجهات متباينة
لكن ما لم يكن بالحسبان؛ هو انقسام الحركة مجددا حول هذا التوجه، وظهر تيار داخل الحركة يرفض المشاركة بقائمة واحدة مع مرشحين محسوبين على حماس، فضلا عن أن يكون رئيس القائمة هو نفس الشخص الذي ألحق الهزيمة بالحركة سابقا.
وقاد هذا التيار الرافض لهذا الطرح العديد من القيادات الفتحاوية، أبرزهم أمين سر الحركة الأسبق بنابلس محمود اشتية.
في ذات الوقت، كان هناك تيار آخر من فتح يسعى وبكل جد لتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، وترأس هذه المهمة النائب عن فتح جمال الطيراوي ثم القيادي في الحركة سرحان دويكات.
وكانت مبررات هذا الفريق في البداية، أن الانتخابات في هذا الوقت تشكل تهديدا للمشروع الوطني، قبل أن تأتي الأحداث الدامية في نابلس لتدعم هذا الفريق الذي استغل هذه الأحداث للضغط باتجاه تأجيل انتخابات بلدية نابلس تحديدا.
ورغم رفض الفريق الأول للمشاركة بقائمة يعيش، وسعي الآخر لتأجيل الانتخابات، إلا أن قيادة فتح بنابلس وعضو لجنتها المركزية محمود العالول، واصلوا جهودهم للتفاهم مع يعيش، ودخل على الخط رئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله ومدير المخابرات ماجد فرج.
وتشير مصادر مطلعة لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنهم توصلوا فعلا إلى تفاهم على كل التفاصيل، وبقي أن تسمي حركة فتح شخصيات من طرفها لدخول القائمة، إلا أنها لم تفلح في الاتفاق داخلها على تلك الشخصيات.
وإزاء هذا الوضع المعقد، بدأت معلومات تتسرب حول احتمال تراجع يعيش عن تسجيل قائمته، بالتزامن مع تحركات لبعض الفصائل والمؤسسات للطلب من الحكومة تأجيل الانتخابات بذريعة الأوضاع غير المواتية في المدينة.
ورغم تأكيد يعيش عبر الإعلام إصراره على الترشح، إلا أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة وحبلى بالمفاجآت، وكل الاحتمالات واردة ما دام هناك إصرار لدى حركة فتح على عدم الخسارة بأي شكل من الأشكال، فهل تسعى إلى “خدعة اللحظة الأخيرة”؟.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...