الأحد 04/مايو/2025

البلدة القديمة بنابلس.. أسواق أعياها الحداد

البلدة القديمة بنابلس.. أسواق أعياها الحداد

يجلس الحاج “أبو أحمد الكخن” أمام محله وسط البلدة القديمة، يضرب يدًا بيد، وهو يشاهد السوق خالياً من المارّة والمتسوّقين، ويتحسّر على ما حل في مدينة نابلس، بعد مقتل المواطن أحمد حلاوة ضربًا على يد عناصر أمن السلطة، مؤكداً أن البلدة تشهد وضعاً اقتصادياً صعباً في هذه الأيام.

ففي الوقت الذي كانت فيه أسواق مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، تنتظر اقتراب العام الدراسي الجديد، لتكسر حالة الركود في الأشهر الماضية، إلا أن إغلاق المحال لليوم الثالث على التوالي، حدادًا على “حلاوة” كان السمة البارزة، فيما يخيم الحزن والنقمة على سكان المدينة؛ لفظاعة الحادثة وتداعياتها المجتمعية.

خيبة أمل! ويقول “أبو أحمد”، لمراسلنا، “كنا ننتظر افتتاح العام الدراسي الجديد بفارغ الصبر، لتعويض حالة الركود، لكن حالة الحداد التي تعم البلدة القديمة حالت دون ذلك”، وأكد أن الوضع الذي تعيشه البلدة القديمة مأساوي، “ونطالب بتوفير الأمن والأمان للتجار والأسواق؛ فالمواطنون خائفون، ولا يأتون إلى السوق”.

من جهته قال التاجر علي إبراهيم “حال هذا السوق من سيئ إلى أسوأ.. ننتظر العام الدراسي الجديد من أجل تعويض الخسارة التي تشهدها الأسواق في الأيام العادية، إلا أن حالة الحداد، طغت على مدينة نابلس قبيل افتتاح العام الدراسي، وأصبح الأهالي يفضلون شراء حاجياتهم من المدن الأخرى”.

أما التاجر أبو خالد، الذي يملك محلاً لبيع الحقائب المدرسية والقرطاسية منذ 37 عاماً، فلا يفتح محله التجاري في ظل الحداد، لكنه يمر من أمامه قاصدا الصلاة في المسجد، ولسان حاله: “كل يوم أسوأ من الذي يسبقه؛ فهذا السنة لم أربح سوى القليل”.

الخوف
وفي وسط المدينة، يرتب الحاج جميل عثمان يومياً بضاعته أمام محله (لبيع الجلابيب)، ويقول لمراسلنا، “الحركة التجارية شبه معدومة بسبب الأوضاع التي تعيشها المدينة منذ ثلاثة أيام؛ فأهالي المدن المجاورة والداخل يتخوفون من الوصول للبلدة في هذه الأيام”.

للحاج جميل وأولاده خمسة محلات تجارية في سوق البلدة القديمة لبيع المستلزمات المدرسية والمناديل والجلابيب، يتابع “اضطررت أنا وأبنائي إلى إغلاق محالنا؛ لأنه لا يوجد حركة بالمطلق، كما أن الوضع الأمني في البلدة صعب للغاية”.

ويمثل سوق البلدة القديمة أو “السوق المعتم” كما يطلق عليه القرويّون، والذي بناه الوزير العثماني مصطفى باشا عام 1563، على طراز سوق الحميدية في العاصمة السورية دمشق، المركز التجاري الرئيس لنابلس، ويعدّ من أكثر الأماكن التي يرتادها زائرو المدينة وسكانها للتسوق واقتناء ما يحتاجونه من محلات الألبسة والحلويات والعطارين.

وتعد الأيام التي تسبق بدء العام الدراسي من المواسم الجيدة للتجار في المدينة، حيث تنتعش محلات الملابس والأحذية والقرطاسية والشنطات والمكتبات، وينعكس على جوانب أخرى ذات صلة كالمطاعم والمركبات العمومي والبسطات.

يذكر أنه من المقرر بدء العام الدراسي في الضفة الغربية يوم الأحد القادم (28 آب) من الشهر الجاري.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات