البلدة القديمة بنابلس.. أسواق أعياها الحداد

يجلس الحاج “أبو أحمد الكخن” أمام محله وسط البلدة القديمة، يضرب يدًا بيد، وهو يشاهد السوق خالياً من المارّة والمتسوّقين، ويتحسّر على ما حل في مدينة نابلس، بعد مقتل المواطن أحمد حلاوة ضربًا على يد عناصر أمن السلطة، مؤكداً أن البلدة تشهد وضعاً اقتصادياً صعباً في هذه الأيام.
ففي الوقت الذي كانت فيه أسواق مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، تنتظر اقتراب العام الدراسي الجديد، لتكسر حالة الركود في الأشهر الماضية، إلا أن إغلاق المحال لليوم الثالث على التوالي، حدادًا على “حلاوة” كان السمة البارزة، فيما يخيم الحزن والنقمة على سكان المدينة؛ لفظاعة الحادثة وتداعياتها المجتمعية.
خيبة أمل! ويقول “أبو أحمد”، لمراسلنا، “كنا ننتظر افتتاح العام الدراسي الجديد بفارغ الصبر، لتعويض حالة الركود، لكن حالة الحداد التي تعم البلدة القديمة حالت دون ذلك”، وأكد أن الوضع الذي تعيشه البلدة القديمة مأساوي، “ونطالب بتوفير الأمن والأمان للتجار والأسواق؛ فالمواطنون خائفون، ولا يأتون إلى السوق”.

من جهته قال التاجر علي إبراهيم “حال هذا السوق من سيئ إلى أسوأ.. ننتظر العام الدراسي الجديد من أجل تعويض الخسارة التي تشهدها الأسواق في الأيام العادية، إلا أن حالة الحداد، طغت على مدينة نابلس قبيل افتتاح العام الدراسي، وأصبح الأهالي يفضلون شراء حاجياتهم من المدن الأخرى”.
أما التاجر أبو خالد، الذي يملك محلاً لبيع الحقائب المدرسية والقرطاسية منذ 37 عاماً، فلا يفتح محله التجاري في ظل الحداد، لكنه يمر من أمامه قاصدا الصلاة في المسجد، ولسان حاله: “كل يوم أسوأ من الذي يسبقه؛ فهذا السنة لم أربح سوى القليل”.
الخوف
وفي وسط المدينة، يرتب الحاج جميل عثمان يومياً بضاعته أمام محله (لبيع الجلابيب)، ويقول لمراسلنا، “الحركة التجارية شبه معدومة بسبب الأوضاع التي تعيشها المدينة منذ ثلاثة أيام؛ فأهالي المدن المجاورة والداخل يتخوفون من الوصول للبلدة في هذه الأيام”.
للحاج جميل وأولاده خمسة محلات تجارية في سوق البلدة القديمة لبيع المستلزمات المدرسية والمناديل والجلابيب، يتابع “اضطررت أنا وأبنائي إلى إغلاق محالنا؛ لأنه لا يوجد حركة بالمطلق، كما أن الوضع الأمني في البلدة صعب للغاية”.

ويمثل سوق البلدة القديمة أو “السوق المعتم” كما يطلق عليه القرويّون، والذي بناه الوزير العثماني مصطفى باشا عام 1563، على طراز سوق الحميدية في العاصمة السورية دمشق، المركز التجاري الرئيس لنابلس، ويعدّ من أكثر الأماكن التي يرتادها زائرو المدينة وسكانها للتسوق واقتناء ما يحتاجونه من محلات الألبسة والحلويات والعطارين.
وتعد الأيام التي تسبق بدء العام الدراسي من المواسم الجيدة للتجار في المدينة، حيث تنتعش محلات الملابس والأحذية والقرطاسية والشنطات والمكتبات، وينعكس على جوانب أخرى ذات صلة كالمطاعم والمركبات العمومي والبسطات.
يذكر أنه من المقرر بدء العام الدراسي في الضفة الغربية يوم الأحد القادم (28 آب) من الشهر الجاري.

الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قطر ترفض تصريحات نتنياهو: تحريضية وغير مسؤولة
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام عبرت دولة قطر عن رفضها لاتهامات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفت تصريحاته بأنها تحريضية وغير...

إصابات واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامشنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الأحد- حملة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية....

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...