الإثنين 05/مايو/2025

مهنة الصيد في غزة.. رحلة الخروج إلى المجهول

مهنة الصيد في غزة.. رحلة الخروج إلى المجهول

قرر الصياد الشاب إبراهيم العامودي (27 عاماً) أن يخوض تجربة والده وجده في ركوب البحر، بالرغم من إنهائه الحياة الجامعية وتخرجه من تخصص إدارة الأعمال.

ومع ساعات العصر يبدأ الشاب بتجهيز شباكه ومعداته الخاصة بالصيد، ليبدأ رحلة الخروج إلي المجهول علي حد وصفه.

“الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام فرص العمل دفعتني للالتحاق بمهنة والدي، لتوفير بعض النقود التي قد تساعدني في توفير لقمة العيش لعائلتي”، بهذه الكلمات بدأ إبراهيم حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“.

القتل أو الاعتقال

وعلي مركبه الصغير وبرفقه شقيقه وابن عمه يتناوب الصيادون لركوب البحر، ويبدأون عملهم المحفوف بالمخاطر من قوات البحرية الصهيونية.

ويصف العامودي الذي يعيل طفلين معاناته مع البحرية الإسرائيلية قائلاً: “لا يكاد يمر علينا يوم إلا ونتعرض فيه لإطلاق نار أو مصادرة شباك ومعدات صيدنا”.

ويضيف قائلاً: “نتفاجأ ومن غير إشعار مسبق أو تنبيه، بمهاجمتنا في عرض البحر واعتقالنا والاعتداء علينا بالضرب والإهانة، وإطلاق النار المتعمد في عرض البحر، وإتلاف أو سحب شباك الصيد، إلي جانب احتجازنا واستجوابنا وإخافتنا”.

وبالرغم من مطاردة جنود البحرية الصهيونية لهم في عرض البحر ومنعهم من مزاولة عملهم، وإجبارهم علي ترك أماكن الصيد بالأسماك إلي أماكن أخري، يبقي الصياد الخمسيني محمود الحناوي متمسكاً بمهنته من أجل تحصيل قوت أولاده المغمس بطعم الدم، علي حد تعبيره.

ويلفت الحناوي إلى أنه تعرض لمصادرة شباكه من قبل البحرية “الإسرائيلية” أثناء عمله في البحر، مبيننا أن الهدف الرئيسي للاحتلال هو تضييق مصادر الرزق على سكان قطاع غزة بكافة الطرق بحراً وجوا وبرا.

في حين أبدى الصياد خالد اللحام استياءه الشديد من الممارسات الصهيونية اليومية بحقهم، داعياً المؤسسات الدولية بضرورة الضغط علي الاحتلال والعمل علي إيقاف استفزازه المستمر للصيادين.

ويلفت إلي أنه تم مصادرة الغزل الخاص به 3 مرات، إلي جانب تعرضه لإطلاق نار من البحرية الصهيونية، ما يدفعه لترك شباكه الخاصة والهرب بالمركب خشية مصادرته.

وطالب اللحام بضرورة أن يكون هناك عائد شهري للصياد في حال عدم وجود موسم صيد، مضيفاً: “نطالب وزارة الشئون الاجتماعية الالتفات للصيادين في فترة الحصار، لأن الاحتلال خرج من قطاع غزة ما عدا البحر، وفي حال تقدم الصياد بطلب مساعدة من الشئون يتم رفض طلبه بحجه وجود مركب لديه”.

ويتابع بحسرة: “منذ 3 شهور لم أقم بدفع مركبي للبحر بسبب ندرة الصيد، وعدم مقدرتنا علي الصيد في المياه التي تتواجد بها الأسماك”.

أزمة تتفاقم

بدوره، أكد فؤاد العامودي رئيس نقابة الصيادين بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، أن أزمة الصيادين في قطاع غزة تتفاقم وتزداد معاناتهم يوما بعد يوم حتى باتت شبحا يهدد حياة الصيادين في كل حين، لا سيما وأن البحرية الصهيونية تطاردهم في رزقهم وحياتهم.

وقال لمراسلنا إن الاحتلال الصهيوني يرتكب العديد الممارسات التي ترتكب بحق الصيادين أبرزها: الإغلاق وفرض الطوق البحري، ومهاجمتهم بصورة فجائية في عرض البحر، إلي جانب اعتقالهم والتعدي عليهم بالضرب والإهانة، وإطلاق النار المتعمد عليهم في عرض البحر، وإتلاف أو سحب شباك الصيد، إضافة لاحتجازهم واستجوابهم وإخافتهم، ومصادرة قواربهم وأمتعتهم الخاصة بالصيد.

وبحسب العامودي فإن إطلاق النار يكون علي حسب مزاج الجندي الصهيوني داخل الطراد؛ حيث يقوم بقطع الشباك الخاصة بالصيادين ومصادرتها.

وأشار إلي أن سحب اللنشات والمراكب من الصيادين في عرض البحر يأتي في إطار الحرب الاقتصادية التي يمارسها الاحتلال علي قطاع غزة، لا سيما أن الصيادين شريحة ليست بالبسيطة في المجتمع.

وحول المساحة المسموح للصيادين اجتيازها والصيد بها، أوضح العامودي أنه تم تجزئة البحر والسماح بالصيد في مسافة 9 ميل من وادي غزة حتى جنوب رفح، والتي تعتبر منطقة تصحر علي حد قوله، في حين لا يسمح للمناطق بعد وادي غزة حتى الشمال بالصيد سوي علي مسافة 6 أميال.

وتساءل العامودي: “البحر بحرنا ليش مضيقين علينا، شو بدهم منا، وفي حال “إسرائيل” دولة نريد أن نعرف حدودها”.

وأكد أن العشرات من الصيادين قاموا بهجر المهنة بسبب ممارسات الاحتلال وإطلاق النار المتكرر، ما دفعهم للجلوس علي حافة الفقر خوفاً من الموت أو الاعتقال.

واستدرك قائلا: “رغم الممارسات والاعتداءات التي تمارس بحق الصيادين، إلا أن الصياد لن يركع ولن يستسلم، وسيستمر في مجابهة المخاطر في سبيل عدم ترك الفرصة أمام المحتل لإجباره علي ترك مهنته”.

وطالب العامودي المؤسسات الدولية المانحة بضرورة تقديم المشاريع التي قد تساهم في دعم الصيادين، وتجعلهم يصمدون أمام ممارسات الاحتلال.

وأفاد أن عدد الصيادين في خانيونس يبلغ 750 صيادا من أصل 4000 صياد موزعين علي باقي محافظات القطاع.

وتفرض قوات الاحتلال حصارا بحرياً على قطاع غزة منذ سنوات طويلة، وهو ما ألحق أضرارا كبيرة بالصيادين ومهنة الصيد، وخلف ظروفا معيشية صعبة جداً على مزاولي المهنة، سواء على صعيد حياتهم اليومية، أو عملهم في الصيد، أو مصادر دخلهم.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....