نسيم الحرية القاتل ينهي آلام نعيم شوامرة.. ويعمق جراح والدته

“لقد استراح من عناء السجن والمرض والظلم، ذهب نعيم إلى رب رحيم سيعوضه عما فقد في هذه الدنيا”، بهذه الكلمات أفاضت مشاعر والدة الأسير المحرر الشهيد نعيم يونس شوامرة، علها تخفف عن حزنها على ابنها الذي ارتقى شهيدا في سجون الاحتلال.
كانت الكلمات تترنح من بين دموعها وهي تروي لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” قصة الراحل الشهيد الذي أخّر الاحتلال الصهيوني علاجه، حتى فارق الحياة.
وفقدت أم نبيل شوامرة زوجها المرحوم يونس شوامرة الذي توفي من مرض ألم به وكان عمره 45 عاما، وترك لها ستة من الأبناء والبنات، حيث عانت الأمرين من أجل تربيتهم وإعدادهم للحياة.
وبعد وفاة زوجها ابتليت بمرض ابنها رمضان الذي توفي لاحقا بمرض السرطان، وكان في ذروة زفافه عريساً لم يكمل فرحته.
كابدت هذه الأم من شظف العيش وقسوة الحياة، وصبرت واحتسبت، ولكن كانت أقسى مراحل حياتها، عندما اعتقل نعيم وأصيب بمرض ضمور العضلات بعد مرور عشرين عام على اعتقاله.
نعيم وقصة المرض
وتروي أم نبيل لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” رحلتها مع ابنها نعيم الذي تزوج في عام 1992 وأنجب ابنته نداء وابنه الوحيد منجد، إلا أن الاحتلال لم يكن يسمح للعائلة الصغيرة أن تكبر وتمتد.
واعتقلت سلطات الاحتلال نعيم بتاريخ 14/3/1995، وحولته الى أقبية التحقيق لأشهر، ثم حكمت عليه بالسجن المؤبد و19 عاما بتهمة مقاومة الاحتلال والمساعدة في قتل صهاينة.
وتقول أم نبيل، إن ابنها نعيم كان ذو لياقة بدنية عالية، ولم يشتك من أي مرض، ولكن بدأت مشكلته الصحية في عام 2013 عندما بدأت الآلام تنخر ضروسه. هذا الألم كان على شكل صداع متواصل لم ينقطع لمدة شهر كامل.
تعمد الاحتلال تأخير علاجه، وبعد شهر سمحت إدارة سجن نفحة بعلاجه على يد طبيب أسنان، ولكن عندما دخل نعيم إلى عيادة السجن وأعطي إبرة التخدير، أصيب بالإغماء، وفقد الوعي لمدة 12 ساعة متواصلة، حسب ما ذكر نعيم لوالدته.
تطورت الحالة سريعا حيث بدأ يشعر بالدوار بين اللحظة والأخرى، ثم تحول إلى آلام حادة في المفاصل، وتوقفت يداه عن الحركة بشكل طبيعي، وأصبح يعاني صعوبة واضحة في الوقوف والحركة والمشي.
كانت تصلنا أخبار نعيم من مستشفى الرملة عبر المحامين وما تناقلته وسائل الإعلام، تقول أم نبيل.
تضيف “قمنا بوضع خيمة اعتصامات في الخليل وفي دورا وفي مختلف المدن الفلسطينية، وشكلنا حلقة ضغط من أجل الإفراج عنه، لكن المرض كان أسرع من الجميع بالتمكن من جسده والتفشي بصورة كبيرة جدا”.
تفاصيل المرض
وخلال اعتصاماتها وتوسلاتها أمام وسائل الإعلام كانت تعتقد أم نعيم أنها ستحتضن نعيم وستطعمه الطعام الذي يشتهيه، وستعوضه عن حالة الحرمان والمعاناة التي عاشها خلال عشرين عاما.
إلا أنها فوجئت خلال لقائها الأول بابنها في مستشفى برزلاي أنه مكبل اليدين والقدمين، ولا يقوى على الحركة ولا يستطيع الكلام، والأنكى من ذلك أن جنود الاحتلال يحيطون به من كل جانب، ومنعوها من الوصول إليه.
وعن ذلك المشهد تقول: “كدت أفقد عقلي بعد أن وقف أربعة من الجنود مصوبين أسلحتهم إلى صدري ليمنعوني من الوصول إلى نعيم، ولكنني ارتميت على صدر ولدي لمدة ثلث ساعة لم يستطيعوا فك يدي عن نعيم”.
وكان نعيم آنذاك يتغذى عبر أنبوب بلاستيكي يمتد إلى معدته، لكنه لم يكن يتلقى أي علاج للمرض داخل السجن، “ولو تلقى علاجا حقيقيا لشفي من مرضه”، كما تقول الوالدة.
وعلمت أم نبيل بعد خروج نعيم ونقله إلى مستشفى هداسا، أن بروفيسور إسرائيليا أكد أن علاجه كان موجودا في مستشفى سجن الرملة لو أنه عولج في بداية مرضه.
تدهور سريع
ونعيم لم يكن الوحيد الذي أصيب بمرض ضمور العضلات؛ بل أصيب الأسير أشرف أبو ذريع من قبله بنفس الحالة، حيث استشهد بعد شهر من الإفراج عنه من سجون الاحتلال، وقد حقن بنفس المادة التي حقن فيها نعيم والتي أدت إلى مضاعفات خطيرة.
وبعد خروج نعيم من سجون الاحتلال نقل إلى ألمانيا والأردن، لكن المرض كان مستفحلا في كافة أنحاء جسده، ولم يتمكن الأطباء من عمل أي شيء من شأنه أن يؤدي إلى تحسن صحته.
وأمضى نعيم الفترة ما بين الأعوام 2014 و2016، متنقلا بين مستشفى الأهلي بالخليل وخلة العقد القريبة من بلدة الصرة في دورا.
لكن تدهورا سريعا طرأ على صحة نعيم خلال شهر رمضان وبعد عيد الفطر؛ حيث أصبح جسده نحيلا ولا يقوى على الحركة.
وأراد الأسير المحرر أن يزوج ابنه منجد، “وخلال أسبوع استطعنا تجهيز احتياجات العرس، وبدأنا حفل ومراسم العرس، وكنا نستقبل المشاركين، وفي نفس الوقت ننتظر لحظة وفاة نعيم”.
وفي ليلة العرس نقل نعيم إلى مستشفى الأهلي دون علم العريس، وفي صباحية العرس ترك منجد عروسه ليذهب لمرافقة والده بالمستشفى.
استشهد نعيم وفي خاطره أن تعود إليه صحته كي يكمل فرحته بزفاف ابنه، ويتنقل على جبال دورا بالخليل، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة وعلى محيَاه مطالب الأسرى المرضى الذي يقبعون تحت الإهمال الطبي في مشافي وسجون الاحتلال.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...

منظمات أممية تعلن رفضها الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفضت منظمات أممية وغير حكومية، المشاركة في الخطة التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في قطاع غزة بخصوص توزيع...

الاتصالات تُحذر من انقطاع الخدمة جنوب ووسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، مساء اليوم السبت، أنها ستُنفذ أعمال صيانة اضطرارية على أحد المسارات الرئيسية في قطاع...

الدويري: عمليات القسام برفح تمثل فشلا إسرائيليا مزدوجا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-...

شركات طيران دولية تلغي رحلاتها لتل أبيب عقب قصف مطار بن غوريون
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركات طيران دولية، صباح اليوم الأحد، إلغاء رحلاتها إلى "تل أبيب"، عقب قصف مطار بن غوريون الدولي. وبحسب...

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...