الإثنين 05/مايو/2025

غضب فلسطيني بعد كشف #الصورة_المسربة مصير المختطفين

غضب فلسطيني بعد كشف #الصورة_المسربة مصير المختطفين

يجلس الشاب عبد الدايم أبو لبدة القرفصاءَ، وجسده المنهك مرتكز إلى جدار الزنزانة، وفكره شارد خارج تلك الغرفة الصغيرة، مفكراً بأمه وهو الوحيد لها، كحال من معه في الغرفة التي يتكدس بها أسرى مجهولو الهوية ظهروا في صورة مسربة وأجسامهم شبه عارية، داخل أحد السجون المصرية.

الشاب أبو لبدة والذي خرج من غزة عبر معبر رفح المصري متوجهاً إلى تركيا بعد حصوله على منحة لإكمال دراسته، ظهر في صورة مسربة وزميله الشاب ياسر زنون، الذي بدا مستلقياً على الأرض ملتحفاً هواء الغرفة البارد، تاركاً لعقله وقلبه الشرود قليلاً مفكراً بطفله، متسائلاً: متى يتحقق الحلم؟!

ونشرت قناة الجزيرة مباشر الليلة صورةً مسربةً للشابين عبد الدايم أبو لبدة وياسر زنون في سجن لاظوغلي التابع لأمن الدولة وهم عراة إلا من لباسهم الداخلي، وهما في حالة صحية يرثى لها، وقد أنهك جسدَهما الإرهاق والتعب.

غضب فلسطيني
وفور ظهور الصورة المسربة على شاشة القناة؛ عمّ الغضب الشارع الفلسطيني بعد أن تم الكشف عن المصير المجهول، لشابين من أصل أربعة شبان من عناصر حركة حماس، اختطفوا قبل عام، على يد مسلحين “مجهولين” على بعد 300 متر من معبر رفح البري داخل الحدود المصرية.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بالردود والتعليقات الغاضبة للنشطاء والمغردين والمستغربة من تصرف “أم الدنيا” بحق جارتها وشقيقتها فلسطين، معبرين عن سخطهم من الحالة الصحية التي ظهر بها المختطفون.

وغرد هؤلاء عبر وسم #الصورة_المسربة  و#أعيدوا_المختطفين و#شكراً_مصر، مستنكرين طبيعة الموقف المصري تجاه الشباب الأربعة.

برأيه علق الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون على الصورة المسربة قائلاً: “بعيْد الكشف عن صورة المختطفين داخل أحد السجون المصرية، على الجميع تحمل مسؤولياته والعمل المتواصل على الإفراج عنهم وإعادتهم لبيوتهم وأهاليهم”.

ودعا المدهون السلطات المصرية لتتحمل مسؤلياتها الأخلاقية والقومية والدينية وأمانة عودة الشبان الأربعة سالمين غانمين، مطالباً رئيس السلطة عباس بتحمل المسؤولية وبذل الجهد والضغط للإفراج وإعادة المختطفين الأربعة.

وأضاف المدهون أن هؤلاء الشباب، ليسوا أبناء حماس وحدها، وهذه قضية وطنية بامتياز، بل يتحمل كل فلسطيني مهما كان انتماؤه جزءًا من المسؤولية في تفعيل هذه القضية الوطنية.

أما الشاب محمد مقداد عبر بكلمات قليلة عن الصورة التي ظهر بها الشبان: “وكأن الطريق للقاهرة تزداد بعداً”؛ في إشارة منه للحال الذي وصل لها المصريّون تجاه أشقائهم الفلسطينيين، خاتما تغريدته بوسم #الصورة_ المسربة.

 


أما الشاب أبو عبد الله لافي، فقد علق صورة لطفل الشاب ياسر زنزن وهو يحمل الصورة التي ظهر بها والده قائلاً: “#الصورة_المسربة سنعجز جميعاً أن نقنع هذا الطفل بأن من خطف والده ليس العدو الاسرائيلي!”.

 


أما الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، فقد طالب السلطات المصرية بطمأنة عائلات الشبان على مصير أبنائهم، والمبادرة بإطلاق سراحهم؛ فـ”بيننا وبين مصر كثير من الخير وبناء جسور التقارب”.

 


واختطف مسلحون “مجهولون”، الشبان الأربعة: ياسر وزنون، وحسين الزبدة، وعبد الله أبو الجبين، وعبد الدايم أبو لبدة، في 19 أغسطس من العام الماضي بعد عبورهم معبر رفح البري، حيث كانوا في طريقهم للسفر إلى تركيا، بعضهم من أجل العلاج، وبعضهم للدراسة ليعم الغموض قضيتهم منذ اختطافهم وحتى نشر الصورة المسربة.

وأعلنت كتائب القسام، في حينه أن الشبان الأربعة عناصر في صفوفها، فيما حمّلت حركة حماس السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن حياتهم، وطالبت بالإفراج عنهم وإنهاء إخفائهم القسري، بينما نظم أهالي المختطفين مسيرات ووقفات احتجاجية مختلفة طالبوا من خلالها الجهات المصرية بالكشف عن مصير أبنائهم.

وكان المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة قال في خطابه الأخير بمهرجان للقسام برفح جنوب القطاع، إن “قيادة القسام تؤكد أن ملف هؤلاء المجاهدين الأربعة حاضر في كل وقت، وهي تبذل جهدها في أكثر من اتجاه لإعادة أبنائنا المختطفين”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات