مهرجان القسام برفح.. رسائل من نار وأمل

على إحدى بوابات غرف جنود الاحتلال الأسرى التي كشفت عنها كتائب القسام، يقف عناصر وحدة الظل القسامية  ليكشفوا اللثام ولأول مرة عن أبرز وسائل عملهم، فيما بدا إشارة جديدة بوجود أسرى للعدو على قيد الحياة؛ عزز ذلك تصريحات أبو عبيدة ذات الصلة.

ولم ينس أفراد الوحدة، الفضل لقادتهم العظام، العطار وأبو شمالة وبرهوم، فحملوا خلال عرضهم العسكري صورا لهذه القيادات في الذكرى الثانية لاستشهادهم.

ويعد ظهور وحدة الظل القسامية ولأول مرة وبشكل عملي، مفاجأة  القسام في عرضه العسكري بمدينة رفح مساء الأحد، وهي الوحدة القسامية الخاصة المكلفة بتأمين جنود العدو المأسورين.

وعلى الجهة المقابلة لتلك الغرف، ترجل أبناء القادة الثلاث على منصة الحفل، يلبسون الزي العسكري الخاص برجال القسام، ومتوشحين بالزي الفلسطيني الثائر، ليثبتوا للعالم بأسره أنهم سائرون علي درب آبائهم، متمسكون بخيار الجهاد والمقاومة.

عرض عسكري مهيب
وعلى جانبي الطريق المؤدي لميدان الشهداء وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اصطف مقاتلو كتائب القسام تمهيداً للعرض العسكري المهيب الذي استقطب حضورا من جمهور المقاومة.

وجاء العرض الكبير في ذكرى إحراق المسجد الأقصى، واستشهاد القائد فيحركة حماس إسماعيل أبو شنب، وقادة القسام في رفح رائد العطار، محمد أبوشمالة، محمد برهوم.

وبالسيارات ذات الدفع الرباعي التي جابت شوارع المدينة، وبشعارات حماسية ونارية من قبل جنود المشاة الزاحفين كالموج الهادر، بدأ العرض العسكري المهيب حاملاً وحدات قتالية مختلفة تابعة للقسام.

صواريخ القسام
ووسط حشود الجماهير التي تجمعت علي دوار النجمة، خرجت وحدة سلاح المدفعية حاملة علي ظهرها صواريخ ذات مواصفات متطورة، الأول: صاروخ من نوع “شمالة” ويحمل الرمز “SH” تيمناً بالقائد الشهيد محمد أبو شمالة، والثاني: صاروخ من نوع “عطّار” ويحمل الرمز “A” تيمناً بالقائد الشهيد رائد العطار، إلى جانب صواريخ 107 التي أمطرت المغتصبات الصهيونية خلال الحرب الأخيرة.

وكانت كتائب القسام قد أعلنت عن دخول صاروخي العطار وشمالة في الذكري الأولى لمعركة العصف المأكول، لتترك للزمن أن يحدد فعالية وأداء وكفاءة هذه الصواريخ.

وبملابسهم العسكرية السوداء المميزة، والتي أضحى كل فرد من قطاع غزة يعرفها، ظهرت وحدة الضفادع البشرية التي تعد من أهم وأبرز المفاجآت التي أظهرها القسام خلال معركة العصف المأكول.

الملثم بالكوفية الحمراء

ومع هتافات الرجال وزغاريد النساء ظهر الملثم أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام؛ ليعتلي المنصة الخاصة بالمهرجان، متحدثاً للعالم أجمع أن المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام لن تتواني للحظة في الإعداد والتجهيز للمعركة القادمة.

حملت كلمات المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام العديد من الرسائل من أبرزها: “أن الحصار لم ولن يمنعها من تطوير قدراتها، واستمرار الإعداد لمعركة التحرير”، محذراً العدو من الاستمرار في إجراءاته العنجهية ضد الأسري.

وفي رسالة لا تخفى دلالاتها؛ حذر الناطق باسم القسام العدو، بأن أسراه (الجنود الأسرى) في غزة سينالون ما يناله أسرى شعبنا في سجون الاحتلال، قائلاً: “ليعلم العدو أن أسراه لدينا سيلقوْن نفس المعاملة التي سيلقاها أسرانا في سجون الاحتلال”، في تلميح لوجود أسرى أحياء لدى القسام ممن جرى أسرهم في معركة العصف المأكول صيف 2014.

وعلى إحدى العمارات الموازية للمهرجان، علقت صورة كبيرة للمختطفين الأربعة من داخل الأراضي المصرية، في إشارة أن القسام لن ينسى أبناءه، وهو ما أكده خطاب الملثم.

رسائل النار والأمل
الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا يرى أن القسام أراد بعد عامين من انتهاء الحرب على غزة أن يبقي بعض الملفات حاضرة وبقوة، خاصة ملف الجنودالأسرى والتي تعتبر من أهم نتائج معركة العصف المأكول.

وقال القرا خلال حديثه لـ “لمركز الفلسطيني للإعلام“: إن القسام أراد أن يطمئن عائلات الأسرى الفلسطينيين بأنه عند وعده، وهو مطمئن لما لديه من الأسرى.

وأوضح أن القسام أوصل رسالة لقادة الاحتلال بأنه يمتلك زمام المبادرة،ولديه من القوة ما يحتفظ بها، ليوجه مزيدا من الحرج بالحديث عن جنود أحياء، قاصدا بذلك الجنود الذين ادعىالاحتلال بأنهم قتلوا، ليفضح كل مزاعمه السابقة حول قتلهموفقدان جثثهم.

وأشار أن الرسالة الأبرز في الوقت نفسه، موجهة لعوائل الجنود المأسورين؛ لتحريك الملف والضغط على حكومتهم.

وأضاف القرا أن الرسالة الثانية للقسام ترتبط بالتصعيد الصهيوني وتحركاتهالأخيرة بالطائرات وعلى حدود غزة؛ بأن أي عدوان سيواجه بقوة، وأن الإعدادالذي يقوم به الاحتلال يقابله إعداد من المقاومة.

وذكر القرا أن القسام أوحى أنه يدعم ما يحدث داخليا بخصوص الانتخابات؛ إلاأنه يبقي لنفسه مسافة من الموقف من خلال محاولة البعض ادعاء الشرعية، ليؤكدالقسام بأنه هو من يملكها كشكل من أشكال الشرعية العليا وهي للمقاومة بعيداعن التجاذبات الداخلية ويرفض المس بها.