الجمعة 09/مايو/2025

عائلات المختطفين الأربعة.. عام من انتظار المجهول

عائلات المختطفين الأربعة.. عام من انتظار المجهول

لم تجف دموع أمهاتهم ولا أنات أطفالهم ولا الغصة التي اعتمرت قلوب زوجاتهم منذ أن اختفوا قسراً من حافلة الترحيلات المصرية قبل عام بالتحديد أثناء سفرهم عبر معبر رفح الحدودي.

الشبان الأربعة “عبد الله أبو الجبين – عبد الدايم أبو لبدة – ياسر زنون – حسين الزبدة” كانوا في طريقهم؛ بعضهم لإكمال علاجه، وبعضهم لإكمال مسيرته التعليمية، اختفوا قسراً بعد أن جرى اختطافهم من حافلة الترحيلات التي تحظى بحراسةٍ أمنية مصريةٍ مشددة.

عام الحزن
عوائل المختطفين لم يحتفلوا بشهر رمضان وبعيد الفطر، ولا بمناسبات ذكرى ميلادهم ولا ذكرى زواج أبنائهم، فقد ساد الحزن كل أجواء تلك المناسبات السعيدة، حتى بلغ الحزن بهم عاماً كاملاً دون أن يعرفوا معلومة ولو صغيرة عن أبنائهم الأربعة.

في هذه المناسبة جاء الأهالي اليوم الخميس (18-8) مثقلون بحزن عامٍ كامل أمام بوابة منظمة الصليب الأحمر الدولية بغزة، مناشدين العالم بأسره بالعمل على الكشف عن مصير أبنائهم الأربعة.

وقال محمد أبو لبدة المتحدث باسم أهالي المختطفين: “فقط لنذكر العالم بقضية أبنائنا المختطفين الأربعة، أنّه جرى اختطافهم من معبر رفح الحدودي الساعة العاشرة والربع من مساء يوم الأربعاء الموافق 19-8-2015”.

وأضاف: “تم اختطاف أبنائنا من داخل حافلة الترحيلات الخاضعة للحراسة الأمنية المشددة، التي كان من المفترض أن تنقلهم من معبر رفح الحدودي إلى مطار القاهرة الدولي تمهيداً لسفرهم إلى تركيا للعلاج والتعليم”.

وأشار أبو لبدة، إلى أنّ الجريمة حصلت على مرأى ومسمع أجهزة الأمن المصرية، منوهاً أنّ أحداثها جرت في محيط المنطقة الأمنية المحيطة بمعبر رفح وعلى بعد لا يتجاوز 500 متر من المعبر، وبين كمينيين للجيش المصري، “كما أنّها حصلت في وقت يمنع فيه التجول منعاً باتاً إلا للقوات العسكرية” كما يقول.

طريقة التعامل
وأوضح أبو لبدة، أنّ طريقة التعامل مع أحداث الجريمة وما تبعها من قبل السلطات المصرية، أثار لدينا العديد من علامات الاستفهام والتعجب.

وأضاف: “حيث ظهرت عدم اللامبالاة بأحداث الجريمة، وعدم التعاطي جدياً معها منذ اللحظة الأولى لوقوعها حتى هذه اللحظة من قبل السلطات المصرية المختصة، كون هذه الجريمة قد جرت أحداثها على الأرض المصرية، وفي منطقة السيادة الأمنية المطلقة لقوات الجيش والأمن المصرية”.

ومضى يقول: “لقد مر عام حتى الآن على هذه الجريمة النكراء، ولا جديد في قضيتهم حتى الآن، لا خبر يطمئن قلوب العائلات أن أبناءهم بخير، ولا أين هم، ولا من الذي يقف وراء خطفهم”.

دور السلطة
وتساءل المتحدث باسم أهالي المختطفين “لمصلحة من تحدث هذه الجريمة؟ وما الهدف من ورائها؟ ما الذي فعله أبناؤنا مخالفا للقوانين والأعراف، حتى يتم اختطافهم وتغييبهم عنا بهذه الطريقة الهمجية”.

وتابع: “لقد كان لدينا أمل مستمر ولا زال بأنّ أبناءنا بخير، ولكن ما نحتاجه فعلاً هو أن تؤكد لنا السلطات في جمهورية مصر العربية بأنهم بخير، وبأنّه سيتم إطلاق سراحهم في موعد محدد التاريخ واليوم، مع التوضيح لماذا تم خطفهم ومن أجل ماذا”.

وناشد أبو لبدة، بإطلاق سراح المختطفين وبالسرعة الممكنة، وقال: “لا تفجعوا قلوبنا أكثر من ذلك، يكفينا عام من المجهول، يكفينا قهراً وظلما”.

ودعا المسؤولين في السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتهم تجاه أبناء شعبهم ومواطنيهم، وعلى رأس المسؤولين مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية والسفارة الفلسطينية في القاهرة، مضيفاً: “ابحثوا عن أبناء شعبكم، اهتموا ولو قليلاً بقضيتنا التي هي قضيتكم وقضية كل فلسطيني”.

ودعا مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية ذات العلاقة القيام بواجباتها تجاه حقوق الإنسان في حرية السفر والأمن والتغييب القسري، داعياً في الوقت ذاته وسائل الإعلام بكافة أشكالها إعطاء مساحة أكبر لقضية المختطفين ونشرها على كل المستويات.

مسؤولية مصر
بدورها؛ اعتبرت الحقوقية أميرة شعت، الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي “جريمة” في عرف القانون الدولي.

وطالبت شعت، مصر بالقيام بدورها وتوضيح مصير الفلسطينيين الأربعة، “على اعتبار أن باص الترحيلات مكان حجز مؤقت وأن من فيه من الأشخاص محميون بنص القانون الدولي” وفق قولها.

وقالت: “مصر تتحمل المسؤولية الكاملة عن هؤلاء المختطفين وعن إيضاح مصيرهم”، مطالبة بفتح معبر رفح بشكل دائم وكامل لأنه يعتبر الوسيلة الوحيدة لتمكين الفلسطينيين بالتواصل مع العالم الخارجي.

التجمع الشعبي
من ناحيته؛ دعا التجمع الشعبي للتضامن مع المختطفين في مصر، المؤسسات الدولية وجامعة الدول العربية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصليب الأحمر الدولية، بالعمل الجاد والتحرك العاجل للكشف عن مصير المختطفين الأربعة.

وطالب التجمع، مؤسسات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك الجاد والقيام بالواجب والضغط من أجل الكشف عن مصير المختطفين وإعادتهم لذويهم.

وطالب أيضاً، السلطة الفلسطينية ورئاستها بتحمل مسؤولياتها والقيام بواجبها تجاه قضية أبنائنا المختطفين، والعمل على الإفراج عنهم وإعادتهم لذويهم.

كما طالب الشقيقة مصر بالاستجابة لصوت الضمير الإنساني وبذل كل الجهود للكشف عن مصيرهم ومتابعة ملف اختطافهم على الأراضي المصرية وإعادتهم سالمين لأهلهم، مؤكداً أن قضيتهم قضية إنسانية بحتة مجمع عليها وطنياً وإنسانياً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...