الجمعة 09/مايو/2025

خطة ليبرمان.. هل يعيد الاحتلال عصر المخاتير للضفة؟

خطة ليبرمان.. هل يعيد الاحتلال عصر المخاتير للضفة؟

ما بين العصا والجزرة، وتقسيم الأراضي الفلسطينية لمناطق ساخنة وباردة، والسعي لتشكيل “قوات” لزرع بذور حرب أهلية، تتبلور خطة وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان للتعامل مع الأوضاع في مناطق السلطة، وهو ما يعيد إلى الأذهان الفلسطينية “عصر المخاتير” أو “روابط القرى”.

خطة ليبرمان القديمة الجديدة جاءت بعد فشله الذريع هو وقادة الاحتلال في القضاء على انتفاضة القدس، وعقب التقديرات الصهيونية بإمكانية فوز حماس في الانتخابات المحلية القادمة، حيث يسعى هذه المرة إلى تطبيقها لكن بصورة جديدة وبمساعدة السلطة الفلسطينية.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” قام باستعراض ما نشره الإعلام العبري حول ما أسماه خطة ليبرمان للتعامل مع المناطق الفلسطينية لرصد أبعادها وخطوطها العريضة.

إعلام جديد وتقسيم مناطقالقناة العاشرة الإسرائيلية تحدثت مساء أمس عن الخطوط العريضة لسياسية وزير الحرب الصهيوني ليبرمان تجاه مدن وقرى الضفة الغربية؛ والتعامل مباشرة مع الفلسطينيين عبر الإدارة المدنية التابعة للجيش “الإسرائيلي” بإدارة الجنرال يوآف مردخاي.

خطوة ليبرمان جاءت بعد أيام من إعلان الإدارة المدنية “الإسرائيلية” عن ما أسمته وحدة الإعلام الجديد التي من أهدافها التواصل المباشر مع الفلسطينيين، وتقديم خدمات لهم عبر وسيلة التواصل الجديدة منها تصاريخ العمل على سبيل المثال، إلى جانب خدمات أخرى لم تفصلها.

وأضافت القناة؛ يريد ليبرمان تقسيم الضفة الغربية إلى مناطق ساخنة ومناطق باردة، المناطق الساخنة هي تلك التي يخرج منها منفذون لعمليات المقاومة، سكان هذه المناطق سيعانون من سياسيات الإغلاق والعقاب الجماعي.

أما المناطق التي سماها ليبرمان المناطق الباردة، هي المناطق الهادئة أمنياً حسب تعبيره، ستشهد هذه المناطق حرية حركة، ومشاريع تطويرية في قطاعات مختلفة مثل إقامة ملاعب لكرة القدم ومناطق صناعية،  وغيرها من المشاريع التطويرية.

تسهيلات وامتيازاتوأشارت القناة إلى أن ليبرمان قال إنه سيستمر في احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، وإنه على استعداد للمحاربة في هذه القضية أمام المحكمة العليا “الإسرائيلية”.

وعن الانتخابات المحلية قال ليبرمان إن الحكومة “الإسرائيلية” لن تتدخل في سير الانتخابات المحلية الفلسطينية المقررة في شهر أكتوبر القادم، مع العلم أن جهاز الشاباك “الإسرائيلي” كان قد اعتقل قبل يومين حسين أبو كويك ممثل حركة حماس لدى لجنة الانتخابات المركزية.

تصريحات ليبرمان جاءت بعد ساعات من تصريحات أدلى بها نائبه الحاخام إيلي بن دهان قال فيها إنه يجب حل السلطة الفلسطينية وتطبيق القانون “الإسرائيلي” في الضفة الغربية.
وفي ذات السياق نشرت صحيفة يديعوت المقابلة التي جرت مع وزير الحرب ليبرمان في مكتبه، وشرح خطته التي أسماها “العصا والجزرة” خلال مؤتمر صحفي عقده أمس، والتي أعدها للتعامل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية والقائمة على قاعدة منح التسهيلات والامتيازات لمن يؤيد التعايش مع المستوطنين الصهاينة، ومعاقبة من يخطط للمس بهم بشدة وقسوة .

3 محاوروتقيم المؤسسة الأمنية الصهيونية وفقا لهذه السياسة موقعا إخباريا إلكترونيا ينطق باللغة العربية بتمويل قدره 10 ملايين شيكل تجري إدارته من قبل “مكتب منسق شؤون الحكومة في الضفة الغربية” لكن لم يتم حتى الآن تحديد هوية محرر هذا الموقع.

وقال ليبرمان “سنتبنى سياسة تفاضلية في منطقة “يهودا والسامرة” (الضفة الغربية) وستكون “هناك ثلاثة مبادئ أساسية تقوم عليها سياسة العصا والجزرة، الأول هو تقديم الجزر وإشهار العصا، الحوار مع الجمهور الفلسطيني.

وشدد ليبرمان على أن سياسته الجديدة أعدت وستنفذ بالتنسيق مع رئيس الوزراء نتنياهو، قائلا: “أقوم بوضع رئيس الوزراء في صورة كل الأمور”.

ووفقا للسياسة الجديدة قسمت المؤسسة الأمنية الصهيونية خارطة الضفة الغربية إلى قسمين الجزء المركزي الموسوم على الخارطة باللون الأخضر، ويضم القرى والمدن التي لم يخرج منها منفذو عمليات، وجزء أصغر يقع في الأساس جنوب الضفة الغربية خاصة منطقة الخليل وجنوبها حيث تم وسم قرى ومدن هذه المنطقة باللون الأحمر والأصفر.

وستحصل مناطق وفقا لليبرمان على تسهيلات وامتيازات فوريه، منها بيت ساحور حيث سيتم إقامة مستشفى فيها، فيما سيتم إقامة منطقة صناعية غرب مدينة نابلس.

لغز الخطةوفي سياق متصل كتب أليكس فيشمان في صحيفة يديعوت أحرونوت هذا الصباح “وزير الدفاع عرض خطة والتي تتطلب التعامل مع المقاومة بأسلوب الثواب والعقاب، فمن أحد الجوانب عقاب جماعي لمناطق تعتبر مقاومة في الضفة، ومن الجانب الثاني إعطاء منح مثل إعطاء تصاريح بناء للقرى الفلسطينية التي تحافظ على الهدوء.

بالمقابل “إسرائيل” ستفتح قنوات اتصال مع عناصر إضافية في السلطة في محاولة للاستعداد لليوم الذي سيأتي بعد أبو مازن.

ووصف فكشمان خطة ليبرمان باللغز الذي “هدفه الوصول لعملية سياسية أمنية دون إغضاب باقي شركائه في الائتلاف الحكومي من التيار الوطني المتدين”.
وتابع “خطوة العقاب الشديد ضد المناطق المقاومة قدمت كتحلية لحبة الدواء السياسية؛ فالخطة تتحدث أيضا عن إعطاء إمكانية للفلسطينيين لتوسعة البناء في مناطق (c)، الموجودة ضمن السيطرة الإسرائيلية الكاملة”.

قيادة بديلةوأكد الكاتب أن “هذه الخطوات الصغيرة لن تغير الوجه الاقتصادي في الضفة الغربية، ولن تحدث انقلاباً في العلاقات مع السلطة الفلسطينية لكنها بداية جديدة، فليبرمان يعرض هنا اتجاهاً سياسياً آخر، فالقيود الإسرائيلية السابقة أدت الى الذهاب للبناء غير القانوني من الفلسطينيين في مناطق (c)، والتهديد بالهدم من إسرائيل أدى إلى إحداث ضغط داخلي هائل على السلطة وضغط دولي على “إسرائيل”، وإعطاء تصاريح البناء سيقوي السلطة ويعطي إشارة للعالم أنه وعلى الرغم من التصريحات العلنية عن أن أبو مازن ليس شريكاً، فإن إسرائيل غير معنية بإنهاء السلطة، ومصر وفرنسا التي طرحت خطة سلام يقدرون هذه الخطوات” .

من جهة أخرى تسعى خطة ليبرمان لتوسعة الحوار مع عناصر فتح في المناطق والذين هم ليسوا جزءًا من السلطة، باختصار البحث عن قيادة بديلة في المستقبل لأبو مازن، استعداداً لليوم الذي يلي اختفاؤه عن الخارطة .

“عصر المخاتير”ورأى محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” في خطة ليبرمان محاولة لتوجيه الفلسطينيين لانتخاب حركة “فتح” للحصول على الامتيازات المزعومة، ومعاقبة الشعب الفلسطيني في حال انتخابه لحركة حماس.

وأكد المحلل؛ أن الخطة الحقيقية لليبرمان تهدف إلى تعزيز الشرخ داخل شرائح الشعب الفلسطيني، وزرع بذور حرب أهلية لتعزيز فكرة “قوات لحد فلسطينية”، وتسويق فكرة قبول الاحتلال من خلال فكرة التسهيلات القديمة الجديدة.

وأشار المحلل؛ إلى أن قادة الاحتلال يسعون لترسيخ فكرة العمالة المبطنة من خلال ما يسمى “روابط القرى” التي كانت متبعة سابقا من الاحتلال وقضت عليها انتفاضة الحجارة عام 1987.

وبحسب المحلل؛ إن الاحتلال يطمح من خلال هذه الخطة لتحقيق أكثر من هدف ومنها: القضاء على انتفاضة القدس المؤرقة للاحتلال، والتخلص من عباس وإيجاد قيادة عميلة لتقديم المزيد من التنازلات، وعرقلة وصول حماس للسلطة.

ويختم المحلل؛ إلى أن الشعب الفلسطيني واع ويدرك هذه المؤامرات التي يسميها الكيان “تسهيلات” ويعرف حقيقتها، وهي ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال تقديم تلك الامتيازات الوهمية، فمن يهادن مع الكيان يحصل على الجزرة ومن يقاوم يجازى بالعقاب، وبلغة أخرى “عمالة مبطنة” للاحتلال.

وما يعزز رؤية المحلل ما نشرته صحيفة هآرتس اليوم الخميس، أن وزارة الحرب الصهيونية أعدت قائمة من شخصيات فلسطينية تشمل شخصيات من السلطة وأكاديميين ووجهاء ورجال أعمال للتواصل معهم، وهو ما يعني إمكانية تشكيل نظام “المخاتير” بصورة حديثة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...