الأحد 07/يوليو/2024

الدولة الشيطانية والاعتداءات على الأقصى

د. فايز رشيد

تتم الاعتداءات الصهيونية الغاشمة على الأقصى بشكل يومي؛ أبرزها كان يوم الأحد الماضي 14 أغسطس الحالي، استجابة لدعوات أطلقتها جمعيات يهودية صهيونية متطرفة وأعضاء كنيست ومستوطنون، ولا تزال الهجمات الوحشية مستمرة.

هذا يتم على مرأى ومسمع من سلطات الاحتلال وبتنسيق معها، وهي التي تسمح بذلك للمتطرفين الصهاينة من قطعان الذئاب من المستوطنين ممن لا يمتّون للبشرية أو الحضارة بصلة، وتشجعهم على القيام بالاقتحامات الهمجية. لقد قام المستوطنون، وبعدد تجاوز 400 متطرف يوم الثلاثاء الماضي، باقتحام جديد للأقصى في حماية قوات الاحتلال وبمظاهر غير مسبوقة من وجودها الأمني. وصباح يوم الأربعاء اقتحمت الشرطة المسجد الأقصى بعدد تجاوز 60 شرطياً وشرطية، تم توزيعهم على أبواب الأقصى، واقتحام أكثر من 45 وحشا متطرفا للأقصى.

لقد قام المستوطنون أيضاً بأداء للصلوات التلمودية، واعتقلت الشرطة “الما بعد فاشية” العديد من المصلين المسلمين، وقامت بضربهم بشكل مبرح، وأصابتهم بجروح بالغة، وأعاقت نقلهم للمستشفيات. إن هذه الجريمة تعتبر تحدياً سافراً لمشاعر المسلمين، ومحاولة لإشعال صراع ديني للتغطية على الصراع الأساسي في المنطقة، بين مغتصب الأرض وبين المحتلة أرضهم؟! نتساءل: ماذا لو تم الهجوم على كنيس يهودي في العالم؟ لقامت الدنيا ولم تقعد! ولسمعنا بيانات التنديد من البيت الأبيض، ومن 10 داوننج ستريت ومن باريس ولندن وغيرها، أما الاعتداءات المتواصلة على أحد الحرمين الشريفين فلا يستفز أحدا في الغرب. لقد تصدى المرابطون والمصلون الفلسطينيون والحراس بصدورهم العارية لشذاذ الآفاق الصهاينة.

إن هذه الاقتحامات الجبانة، والتي أصبحت تتكرر كثيراً لتشير بداية إلى خطورتها في إفراغ المسجد لاستقبال قطعان المستوطنين تحت حماية الشرطة الصهيونية، بالإضافة إلى بروز الجانب الرسمي الصهيوني محرضاً ومنظماً لها، وإلى خطة صهيونية منظمة لهدم المسجد الأقصى، وإقامة ما يسمى بـ”الهيكل الثالث” المزعوم! على أنقاضه.

على طريق تهويد القدس وخلق تاريخ يهودي لها عنوة! والذي جهدت “إسرائيل” لإيجاد أثر منه! وهو ما نفاه علماء الآثار العالميون بمن فيهم الإسرائيليون، مثل “إسرائيل فلنكشتاين” من جامعة تل أبيب، والذي نفى وجود أي صلة لليهود بالقدس. جاء ذلك خلال تقرير نشرته مجلة جيروزاليم ريبورت الإسرائيلية، توضح فيه وجهة نظر فلنكشتاين الذي أكد لها: “إن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة، كانتصار يوشع بن نون على كنعان”.

وشكك في قصة داود الشخصية التوراتية الأكثر ارتباطًا بالقدس حسب المعتقدات اليهودية، فهو يقول إنه لا يوجد أساس أو شاهد على اتخاذ اليهود للقدس عاصمةً لهم، وأنه سيأتي من صلبهم من يشرف على ما يسمى بـ”الهيكل الثالث”، وأنه لا وجود لمملكتي يهودا و”إسرائيل”، وأن الاعتقاد بوجود المملكتين هو وهم وخيال. كما أكد عدم وجود أي شواهد على وجود “إمبراطورية يهودية تمتد من مصر حتى نهر الفرات”، وإن كان للممالك اليهودية كما تقول التوراة وجود فعلي، فقد كانت مجرد قبائل، وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة. أما فيما يتعلق بهيكل سليمان، فلا يوجد أي شاهد أثري يدلل على أنه كان موجودًا بالفعل”.

من جانبه، قال رفائيل جرينبرج وهو عالم آثار يهودي ويحاضر في جامعة تل أبيب: “إنه كان من المفترض أن تجد “إسرائيل” شيئًا حال واصلت الحفر لمدة ستة أسابيع، غير أن الإسرائيليين يقومون بالحفر في القدس لأعوام دون العثور على شيء”. من زاوية ثانية، اتفق البروفيسور يوني مزراحي، وهو عالم آثار مستقل عمل سابقًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع رأي سابقيْه قائلًا: لم تعثر “إسرائيل” حتى ولو على لافتة مكتوب عليها “مرحبًا بكم في قصر داود”. واستطرد قائلًا: “ما تقوم به “إسرائيل” من استخدام لعلم الآثار بشكل مخلّ يهدف إلى طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس وتحويلها إلى يهودية، إلى كيان دولة شيطانية لشياطين.

المصدر: صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات