الجمعة 09/مايو/2025

باعتقال أبو كويك.. هل بدأت إسرائيل مرحلة العبث بالانتخابات؟

باعتقال أبو كويك.. هل بدأت إسرائيل مرحلة العبث بالانتخابات؟

ما تزال الصدمة التي أحدثتها حركة حماس بإعلانها المشاركة في الانتخابات البلدية المزمع عقدها في أكتوبر المقبل، تأخذ أبعادًا مختلفة، ومناحي متعددة؛ حيث إن تلك الصدمة تخطت الأقوال لتدخل في مرحلة التنفيذ الفعلي.

اعتقال الاحتلال الصهيوني، اليوم الأربعاء، القيادي حسين أبو كويك ممثل حماس في لجنة الانتخابات المركزية، إضافة للعشرات من الناشطين في الحركة، يؤكد فيما لا يدع مجالا للشك أن الاحتلال الصهيوني، قد بدأ فعليا في مرحلة التدخل في الانتخابات البلدية؛ من خلال سيناريوهات إفشالها، ولعل السيناريو الأبرز هو “الاعتقالات”.

حسين أبو كويك، ممثل حماس في لجنة الانتخابات

مراكز حقوقية، أكدت أن وتيرة الاعتقالات في صفوف أنصار ونشطاء حركة حماس، ازدادت بشكل ملحوظ منذ قرار الحركة المشاركة في الانتخابات البلدية؛ فمنذ لحظة الإعلان اعتقلت سلطات الاحتلال قرابة 350 من نشطاء وأعضاء الحركة، في محاولة للتأثير على سير الانتخابات، ناهيك عن حملة الاعتقالات التي تقودها السلطة الفلسطينية.

اعتقالات واسعة


الكاتب الصهيوني ران أدلست، وفي مقال له بعنوان “كيف يمكن إنقاذ فتح؟” اقترح أن تشن “إسرائيل” حملة اعتقالات واسعة بصفوف نشطاء حماس السياسيين، وتدمير “البنى التحتية”؛ أي العيادات والمراكز الجماهيرية والصفوف التعليمية وغيرها.

وأشار إلى أن هذا ما حدث في أعقاب العثور على المستوطنين الثلاثة الذين قتلوا في حزيران/يونيو 2014، لافتا إلى أن يورام كوهين وروني الشيخ، رئيس الشاباك ونائبه في حينه، صعدا على عملية البحث وأداروا عملية القضاء على بنية حماس، فهدمت في حينه صفوف تعليمية وعيادات ومكاتب وغيرها، واعتقل عشرات من نشطاء حماس السياسيين، والنتيجة قادت إلى “الجرف الصامد” (الحرب على غزة)، وازدادت حماس قوة في الضفة الغربية، وعززت سيطرتها في غزة.

إحدى الخطط التي تسعى إليها سلطات الاحتلال هي الفتنة الفلسطينية؛ حيث يعدّ الكاتب أن “الأمل الوحيد هو أن تكون بين حماس وفتح حرب أهلية عنيفة، هذا حدث وقد يحدث، وانتخابات أكتوبر/تشرين الأول ستثبت إذا كانوا هم ونحن قد تعلمنا الدرس”.

ويذهب إلى أنه “في نهاية المطاف من الواضح أن حماس هنا كي تبقى”.

الانتخابات مطلب دولي
بلال الشوبكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل، يؤكد أن الانتخابات البلدية كانت ولا تزال مطلبا دوليا وليس وطنيا، وستجرى بناء على ذلك، ومؤشرات تدخل الاحتلال كانت واضحة فجر اليوم باعتقال أبو كويك ممثل حماس في لجنة الانتخابات، وعشرات من النشطاء.

بلال الشوبكي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخليل

وفي حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، أضاف الشوبكي، أن الكيان الصهيوني، يحاول دوما التدخل في أهم جزئيات الشعب الفلسطيني، ولذلك فإن من مصلحته عدم تصدّر التيار المعارض المشهد السياسي وحتى المحلي.

وتوقع الشوبكي أن تتعامل “إسرائيل” بسلبية مع الانتخابات ونتائجها، وسيكون فوز التيار المعارض حماس أو الشعبية، مؤشرا على المزيد من الاعتقالات والملاحقات حتى بعد ظهور النتائج، مستدلا بما فعلته “إسرائيل” باعتقال نواب حماس بعد انتخابات 2006، والتي فازت فيها حماس بأغلبية كبيرة.

لا تأثير كبيرًا على قرار الناخب نشأت الأقطش أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت، كان له رأي مخالف لرأي الشوبكي؛ حيث قلل من تأثير تدخلات الاحتلال بالانتخابات، لاسيما على قرار الناخب الفلسطيني.

وقال في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: دائما “إسرائيل” تحاول أن تتدخل في الانتخابات، ولها أذرعها ووسائلها، ولكن السؤال الكبير: هل تستطيع أن تؤثر على الناس في قرارها بانتخاب مجلس بلدي في بلدة أو قرية أو مدينة، أعتقد بأن الجواب: لا؛ لأن الناخب عندما يقف أمام الصندوق يكون وحده، وبالتالي يختار من يعتقد أنه يخدمه.

وحول كيمياء الانتخابات المحلية داخليا؛ يقول الأقطش: “صحيح أن هناك مستوى من الحزبية والفصائلية والمصلحة الشخصية، ولكن تأثيرها بحسب الانتخابات السابقة محدود؛ فحركة فتح في بعض القرى والمدن كانت تخسر مع أنها تملك غالبية كبيرة في تلك المدن، وبالتالي علينا أن لا نقلق كثيرا من التدخل الإسرائيلي في الانتخابات”.

نشأت الأقطش، أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت

لكن التدخل الصهيوني في المجتمع الفلسطيني سيستمر، كما يرى الدكتور الأقطش، لذلك يؤكد أن حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال الليلة الماضية، والتي كان من ضمنها اعتقال ممثل حماس في الانتخابات حسن أبو كويك هي مؤشر واضح على تدخل الاحتلال في هذه الانتخابات، ولكن أكدت انتخابات العام 2006 أن الاعتقالات في صفوف حركة حماس تزيد من شعبيتها، ولا تقلل منها.

وحول آليات التعامل المستقبلية مع حركة حماس إن تصدرت المشهد المحلي؛ قال الأقطش: سيتم التعامل مع حركة حماس في حال فازت بالانتخابات البلدية من قوات الاحتلال الإسرائيلي كما تعاملت معها في العام 2006؛ من حصار وقطع للمعونات والمساعدات، ومحاولة التضييق، ومع ذلك بعض البلديات نجحت في إنجاز أشياء كثيرة للمواطنين، وهذا الأسلوب هو أسلوب فاشل، وتدخّل سافر في شؤون الفلسطينيين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات