الأحد 11/مايو/2025

مدرسة الخان الأحمر.. حينما يهدم الاحتلال مظلة العلم

مدرسة الخان الأحمر.. حينما يهدم الاحتلال مظلة العلم

لن يتمكن 170 طالبا وطالبة من مدرسة الخان الأحمر الأساسية التي تنوي سلطات الاحتلال هدمها بقرار من رئيس الوزراء الصهيوني، من الالتحاق بمقاعد الدراسة هذا العام، وبالتالي فإن مصيرهم التعليمي أصبح في حكم المجهول.

ويدعي مكتب رئيس الوزراء الصهيوني أن المدرسة مقامة في مناطق “ج” التي تسيطر عليها قوات الاحتلال، علما أنها تدرس من الصف الأول وحتى التاسع وهي تخدم العديد من التجمعات البدوية المقامة في منطقة فلسطينية استراتيجية وحيوية شرق القدس المحتلة.

ويؤكد عيد خميس أبو دهوك، المتحدث الرسمي باسم التجمع البدوي في الخان الأحمر، أن القرار الصهيوني يأتي في إطار الهجمة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال ضد التجمعات البدوية بهدف تدميرها وتهجير سكانها للسيطرة على تلك الأراضي والمناطق لصالح الاستيطان والمستوطنين.

ويشير في لقاء مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن قوات الاحتلال أصدرت في العام 2010 قرارا بهدم المدرسة ولم ينفذ، إلا أن المستوطنين قرروا تفعيل أمر الهدم قبل أشهر.

والمدرسة شيدت في العام 2009 من إطارات السيارات المطاطية المغلفة بالطين نتيجة القرارات الصهيونية الخاصة بمنع البناء الإسمنتي في هذه المنطقة المصنفة تحت الرمز (ج). 

ويوضح  أبو دهوك أن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني استدعي قبل أسبوع السفير الإيطالي، وأبلغه بقرار إغلاق المدرسة كون بلاده تشرف عليها.

وأكد رفض التجمع البدوي للقرار الصهيوني الذي من شأنه أن يحرم الأطفال من ممارسة حقوقهم في التعلم.

ويشير أبو دهوك إلى صعوبة نقل 170 طالب وطالبة إلى مدارس أخرى نظرا لبعدها؛ حيث تستغرق وقتا طويلا لوصولهم إليها، ما يشكل مشقة ومعاناة لهم ولذويهم.

ويشرح أسباب رفض نقل الطلاب إلى مناطق مجاورة بقوله إن منطقة العيزرية مثلا تبعد عنا 18 كيلومترا مربعا وأريحا 22 كيلومترا.

ناهيك أنه لا يوجد في الشارع الرئيسي السريع موقف للسيارات، وأن السائقين يرفضون إيقاف مركباتهم  في الشارع تحسبا لتحرير مخالفة بحقهم بقيمة 500 شيكل، مضيفا أنه لا توجد وسائل نقل من مكان التجمع لهؤلاء الطلاب والطالبات.

ويقول “في الماضي كنا نرسل أبناءنا إلى مدارس مجاورة بعيدة، وكنا نعيش على أعصابنا ونبقى في حالة قلق حتى يعودوا لمنازلهم في ساعات العصر أو المغرب”.

كما أوضح أن العديد من الطلاب تعرضوا لحوادث سير أثناء اجتيازهم الشوارع. في فصل الشتاء تكثر السيول على الطرقات والوديان، ما يصعب السير عليها، والعديد من الآباء كانوا يبحثوا عن أولادهم في الجبال.

ويؤكد أنه في حال نفذ الاحتلال  قراره بهدم المدرسة فلن نستسلم، وسنقوم بتدريس الأطفال على أنقاضها.

ويرى أن مدرسة الخان الأحمر أصبحت عنوان صمود الشعب الفلسطيني، محذرا من أن هدمها من شانه أن يمهد الطريق لهدم 3 مدارس أخرى للتجمعات البدوية والتي تلقت إحداها أمر هدم سابقا.

ولم يستبعد أبو داهوك أن تشن سلطات الاحتلال حملة ضد التجمعات البدوية من أجل تهجير سكانها وربط المستوطنات ببعضها البعض، وتحقيق حلمها بإقامة ما تسمى “القدس الكبرى” التي تصل حدودها حتى البحر الميت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات