الأحد 04/مايو/2025

الشوكة.. صمود وتشبث بالأرض يرسم معالمه المزارعون

الشوكة.. صمود وتشبث بالأرض يرسم معالمه المزارعون

يسطرون أروع ملاحم الصمود والتحدي، فلا الأوضاع الاقتصادية ولا اعتداءات الاحتلال دفعتهم للتخلي عن تشبثهم بتلك الأرض، تلك الأرض التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن الخط الزائل الذي يفصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48م.

إلى الجنوب الشرقي من محافظة رفح، حيث بلدة الشوكة، هناك تسطر أروع قصص البطولة والتشبت بالأرض والحياة، رغم إطلاق النار من الاحتلال، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وعدم القدرة على جني المحاصيل.

تشبث بالأرض
فعلى بعد عشرات الأمتار من الشريط الزائل يُشغّل المزارع محمد اربيع (56 عاماً) المولد الخاص بأرضه ليبدأ بري مزروع البندورة والفلفل الخاص به، في ظل انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.

المزارع الذي يمتلك 14 دونما يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “منطقة الشوكة كغيرها من مناطق التماس تتعرض بشكل مستمر وشبه يومي للاجتياحات والاعتداءات الصهيونية المتكررة، ما يرهق كاهل المزارعين الذين يضعون كامل رأس مالهم في أرضهم”.

موقع منطقة الشوكة يدل علي قدر المعاناة والمشاكل الاقتصادية في المنطقة؛ إذ إنها تعتمد أساساً على الزراعة، وهي تعدّ سلة غذاء مهمة لقطاع غزة.

تقع بلدة الشوكة إلى الجنوب الشرقي من محافظة رفح، وتتعرض بشكل شبه يومي لإطلاق نار من الاحتلال الصهيوني

ويتابع بعد أن انتهي من ري محصول البندورة، أن المنطقة وقت الاجتياح تشهد عمليات اعتقال وتدمير البيوت وتجريف عدد كبير من الأراضي الزراعية، مصدر الرزق الأساسي لمعظم المواطنين الذين يسكنون الشوكة.

خسائر فادحة
وعن الخسائر التي تكبدها جراء الاجتياحات المتكررة، يقول: “بلغت نسبة الخسائر التي تعرضت لها حوالي 66 ألف دولار أنا وشركائي في الزراعة”.

ويتابع والعرق يتصبب من جبينه: “حصلت على 900 دولار فقط من مجموع الخسائر التي تعرضت لها، فخلال حرب 2014 تم تجريف محصول البطيخ بأكمله، ولم أتلقَّ التعويض المادي حتى اللحظة سوى بعض البرابيش من بعض المؤسسات المانحة”.

أكثر من 30% من السكان أصبحوا تحت خط الفقر بسبب الحصار والاجتياحات المتكررة وأحوال الزراعة المتردية وعدم توفر فرص عمل، وفقا لإحصائيات رسمية.

30% من سكان البلدة تحت خط الفقر بسبب الحصار والاجتياحات المتكررة وسوء أوضاع الزراعة

أما المزارع محمود أبو سنيمة (49 عاماً) فحاله ليس بعيدا عن حال اربيع، فقد تعرض لتجريف عشرات الدونمات من المحاصيل التي زرعها بعرق جبينه.

وأشار أبو سنيمة أنه يعمل في أرضه رغم الخوف والرعب الذي يسببه الاحتلال باعتداءاته عليهم وإطلاقه النار صوب كل من يتحرك قرب الحدود.

ويتابع: “المزارع يواجه الاحتلال على الحدود بنفسه، ولا يساعده أو ينظر لحاله أحد أو أي جهة رسمية، في حال تعرضه لأي خسارة أو كساد أي محصول”، مشيرا إلى بطولة المزارع وكفاحه ضد المحتل ومقاومته له ببقائه على أرضه.

أزمة متفاقمة
بدوره، قال محمد البكري مدير عام اتحاد لجان العمل الزراعي: إن أزمة الشوكة متفاقمة، خاصة أنها قريبة من مناطق التماس، وتأثرت بالعديد من الحروب المنهكة للمزارعين.

البكري: أزمة بلدة الشوكة متفاقمة خاصة أنها قريبة من مناطق التماس

واستنكر البكري الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية التي يتعرض لها المزارع الفلسطيني على امتداد الخط الزائل مع أراضي فلسطين المحتلة شرقي غزة.

وأشار إلى أن الاحتلال يجرف بين الفينة والأخرى الأراضي، مطالبا المؤسسات الدولية بالتدخل من أجل وقف الاعتداءات على المزارعين، ومنع رش المبيدات المحرمة دوليا، وضرورة توفير الأمان والماء للمزارع، خاصة أن الاحتلال دمر عددا من آبار المياه في عدوانه الأخير على القطاع.

اعتداءات الاحتلال
منصور بريك رئيس بلدية الشوكة أوضح لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاعتداءات المتكررة من آليات الاحتلال خربت ما يقارب 16 ألف دونم من الأراضي الزراعية للمنطقة من إجمالي مساحة 22 الف دونم، أي ما يقارب 70% من مجموع الأراضي.

وقسم بريك اعتداءات الاحتلال بحق المزارعين إلى نوعين؛ الأول مباشر ويتمثل في الاجتياحات والتوغلات، والتي كان أوسعها خلال حرب 2014م، وما تزال آثاره قائمة حتى اليوم، إضافة إلى ممارسات غير مباشرة، أبرزها منع التصدير من المساحات المزروعة التابعة للبلدية.

رئيس بلدية الشوكة: الاجتياحات والاعتداءات خربت 70% من الأراضي الزراعية في البلدة

وأفاد بريك أن الأضرار لم تقتصر على عمليات تجريف الأراضي واقتلاع الأشجار المثمرة؛ إذ يعمد الاحتلال خلال اعتداءاته وخصوصا خلال العدوان الأخير إلى تدمير شبكات الري، وخطوط المياه، وخزانات المياه الرئيسة التي تمد مزارع وحقول المزارعين بمياه الري، ما أدى لجفاف وموت الأشجار والخضروات.

وحسب بريك؛ فإن البلدية وبالرغم من الحصار وصعوبة الأوضاع المعيشية استطاعت استصلاح وتسوية جزء كبير من الأراضي، وأعادت إصلاح شبكات وخطوط وخزانات مياه.

واستدرك قائلاً: “الأمور ما تزال صعبة؛ حيث إن المزارعين الذين استطاعوا أن يستصلحوا بعضاً من أراضيهم، فوجئوا بمنع الاحتلال تصدير منتجاتهم، ما جعلهم مضطرين لإنزالها إلى أسواق القطاع التي تعاني من ضعف في القدرة الشرائية بسبب الحصار والفقر المدقع”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....