دار الضرب… بتراء سلفيت تعانق خيوط الشمس

مع بزوغ خيوط الفجر الأولى من كل يوم، وفي لوحة فنية جميلة، تعانق أشعة شمس الصباح، أعمدة وزخارف ورسومات أثرية منحوتة بدقة في الصخر، لترسم أجمل الألوان واللوحات على جدار تحفة أثرية (دار الضرب)، ذات النسق المعماري المدهش، مشكلة صورة رائعة الجمال.
للوهلة الأولى؛ يظن المرء أن ما يراه أمامه، ما هو إلا مجرد صخور وأتربة عادية جدا، وما أن يقترب أكثر ويتقدم عدة خطوات باتجاه “دار الضرب”، حتى يدهش بجمال الآثار والكهوف، والتي خطتها ريشة رسام وفنان مبدع؛ عمل عليها لسنوات لا يعرف كم عددها.
البتراء الصغيرة
وبرغم حالة النسيان والإهمال؛ إلا أن بلدة قراوة بني حسان شمال سلفيت؛ تفخر بآثارها القديمة، ويسارع “عزيز عاصي” رئيس البلدية إلى جلب السياح لها، ودعوة كل من يزور البلدة لزيارتها، والعيش ولو لدقائق في عبق الماضي الجميل، والاستمتاع بحالة من السرحان عبر صفحات التاريخ، من خلال رؤية الأعمدة والممرات والإدراج ومراقد وقبور من رحلوا وتركوا خلفهم كل هذه الآثار الجميلة.
دار الضرب؛ أو “البتراء الصغيرة”؛ كما يحب أن يصفها مواطنون من بلدة قراوة بني حسان، عبارة عن بناء حجري نحت بدقة متناهية، على أقل من مستوى الأرض وفي جوفها، ويقدر عمره بآلاف السنين، لا يكاد يظهر منه إلا بعض أجزائه، ويؤكدون أن البناء كان مندثرًا بشكل كلي في التراب، لكن بعد زيارات مجموعات من الباحثين والمنقبين عن الآثار بدأ يظهر شيئًا فشيئا.
ويطلق أهالي بلدة قراوة على هذه التحفة الأثرية؛ “دار صك العملة”، كما يقول “عاصي”، وذلك نسبة إلى ضرب العملة القديمة من فضة وذهب التي كانت في زمن الرومان، ويعتقد أن هذا السبب في التسمية بحسب الروايات القديمة.
مخاوف من الزحف الاستيطاني
الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي؛ أكد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن بناء “دار الضرب” يعود للعصر الروماني القديم، وهو عبارة عن تجويف منحوت في الصخر بمساحة (150 مترا)، ويحوي بداخله ثلاث غرف منحوتة بمساحات كافية وزوايا دقيقة، وكل غرفة فيها عدد من القبور، وتوجد ونقوش وزخارف ورسومات روعة في الجمال والتنسيق الدقيق على الجدران، كما أنه يوجد كهوف أخرى عادية حول دار الضرب منها ما تم اكتشافه حديثا.
وأكد معالي أن “دار الضرب” تعتبر من أجمل الآثار في محافظة سلفيت؛ إلا أنه عبر عن خشيته ومخاوفه من سرقة الآثار، ومن الزحف الاستيطاني المتواصل على كافة أراضي محافظة سلفيت بما تتضمنه من أثار قديمة؛ حيث عزل الاحتلال قرية أثرية منحوتة في الصخر غرب سلفيت وهي دير سمعان.
ودعا معالي إلى ترميم وتنظيف “دار الضرب” من الجهات المعنية، وزيادة الاهتمام بها وعدم تركها ونسيانها وسط الإهمال واللامبالاة، لما لها من قيمة تاريخية قديمة وتراثية وجمالية؛ وكونها ملك للأجيال المتعاقبة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...