مسجد الجزار بعكا.. معلم شامخ بحاجة للترميم

دعا الشيخ سمير عاصي إمام مسجد الجزار بعكا المسؤولين والشخصيات الاعتبارية إلى الإقبال على ترميم المسجد بعد النيران التي اندلعت فيه، ليبقى معلما شاهدا على ترسيخ الهوية العربية والإسلامية في تلك المنطقة.

وقال عاصي في تصريح لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” تعقيبا على الحريق الذي شب الأسبوع الماضي: “الله لطف بجامع الجزار، وهذا اللطف جاء من خلال ما قام به المرابطون الصامدون من أهالي عكا العظماء الذين توافدوا إلى المسجد وكانت سرعتهم أقوى من سرعة النيران الملتهبة، ولله الحمد استطاع أهالي عكا بنسائهم ورجالهم وشبابهم أن يحولوا بين اندلاع السنة النيران وبين اقتحامها للمسجد”.

وأضاف: “الحمد الله رب العالمين لطف بنا بحيث اندلعت النيران في الجانب الخارجي الغربي لمصلى أقيم للنساء، وشاء الله أن يحترق ليعود النساء إلى المصلى الداخلي في داخل المسجد”.

وأكد أن لجنة أمناء الوقف الإسلامي هي التي ستجري الترميمات؛ بحيث ستشمل كل المسجد من ناحية المئذنة ومن داخل المسجد من طلاء وقصارة وغيرها، ودهان وبساط وكل ما يلزمه، وكذلك ترميمه من الخارج، وهذا يحتاج إلى مبالغ مالية.

وأشار الشيخ عاصي إلى أنه ثبت خلال الفحص أن المئذنة تشهد ميلا معماريا يهدد ارتكازها، وهناك حاجة ماسة لعملية ترميم شاملة، وحسب أهالي الخبرة؛ تقدر تكلفة ترميمها الأولية بحوالي مليوني شيكل. مشيرا إلى أن اللجنة أعلنت عن مناقصات لذلك، وهي ما زالت مفتوحة حتى الآن.

وقال “نهيب بشعبنا العربي الفلسطيني وبكل الأحرار داخل هذه الديار وخارجها الوقوف إلى جانبنا ولن نألو جهدا في التوجه إلى كل مؤسسات شعبنا من أجل مد يد العون، مؤكدا أن جامع الجزار معلم تاريخي، ومن أهم المعالم التي ما زالت شامخة لتؤكد على حق وجودنا في هذه البلاد”.

وتابع “أهيب بكل المسؤولين والشخصيات وبكل أحرار شعبنا وهم كثر ولله الحمد، أن يقبلوا على جامع الجزار ومد يد العون من أجل ترميمه ليبقى معلما شامخا وساطعا في ترسيخ هويتنا العربية والإسلامية في هذه الديار”.

وبشأن ما يحدث من انتهاكات للمسجد الأقصى قال عاصي إن المعالم الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، معالم مقدسة وخطوط حمراء، في إشارة إلى ما يتعرض له المسجد من ممارسات صهيونية واقتحامات المستوطنين ومحاولاتهم أداء طقوس توراتية فيه.

وقال: “لا يمكن لأي مسلم أن يسمح في أن تتعرض هذه المعالم وعلى رأسها المسجد الأقصى إلى محاولة استهداف لأنه إذا استهدف الأقصى ومس بسوء فإن الغضب سوف يدفع المسلمين إلى أمور لا تحمد عقباه عند الطرف الآخر، الذي يتسبب في هذه المحاولات والاستهداف”.

وأضاف: “نقول بأن المسجد الأقصى ومقدساتنا إسلامية هي خطوط حمراء، وأنه لن تستطيع قوة في الأرض على الإطلاق أن تطمس هذا الوجود، مؤكدا أنه وجود قدري لن تستطيع أي قوة أن تواجه هذا القدر، لأن قدر الله لا يقاوم أبدا”.

ووجه حديثه لكل من تسول له نفسه بالعبث بقدسية هذا المسجد بالقول “نحن على ثقة بأن الطرف الآخر الذي يتعرض للمسجد الأقصى بسوء على علم بهذه الحقيقة الإلهية الربانية”.

وأشار إمام مسجد الجزار، إلى أنه ليس عبثا ما أفتاه كبار حاخامات اليهود في التوجه لجمهورهم بعدم اقتحام المسجد الأقصى، وأن أكثر من مائة حاخام أفتوا بعدم الجواز لأنهم يدركون الأخطار المحدقة بكل من يحاول أن يمس المسجد بسوء”.