الخميس 08/مايو/2025

الانتخابات المحلية .. كيف تقرأ إسرائيل مشاركة حماس؟

الانتخابات المحلية .. كيف تقرأ إسرائيل مشاركة حماس؟

صدمة كبيرة أحدثتها حركة “حماس” بعد الإعلان عن مشاركتها في الانتخابات البلدية القادمة؛ ظهر ذلك جليا على لسان الأمريكان وقادة الكيان ورموز السلطة الفلسطينية، وأخذ المحللون والكتاب الصهاينة بالتحليل والتنبؤ بصورة الوضع حال فوز الحركة، وكيف يمكن الخروج من هكذا مأزق.

صحيفة معاريف نشرت على صفحتها (السبت) مقالين أحدهما تحت عنوان “كيف يمكن لإسرائيل وأبو مازن (رئيس السلطة محمود عباس) إفشال الانتخابات المحلية” للكاتب ران أدلست، والثاني تحت عنوان “كيف يمكن إنقاذ فتح؟” للكاتبة كارولين غليك، وقد استعرض قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” أبرز ما جاء في المقالين.

وتأتي رؤية الكاتبين بعد تقديرات -نقلتها وسائل إعلام عبرية- لمسؤولين في جهاز الأمن “الإسرائيلي” بفوز مرشحي حماس في أغلبية البلديات والمجالس القروية خلال الانتخابات المحلية القادمة.

تقاطع المصالح بين عباس ونتنياهو
واستهلّ ران مقالته: إنه في أعقاب الإعلان عن وجود انتخابات محلية في الضفة الغربية والقطاع، حدثت الفوضى الحالية التي تسيطر على الأجهزة الأمنية، وهذا ما دفع زئيف الكين على سبيل المثال للقول “قرار أبو مازن لم يعد ذا صلة، وإن السلطة قد انهارت، وإن علينا الدخول إلى مراكز المدن في الضفة الغربية وفرض السيطرة”.

ويؤكد أن مصلحة “إسرائيل” هي انتخاب رجال أبو مازن، لافتا إلى تقاطع مصالح (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو وعباس في إفشال الانتخابات الحقيقية.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات المحلية، في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وتشمل 416 هيئة محلية، بينها 141 مدينة وبلدة و13 مدينة كبيرة، بين البلديات 25 في قطاع غزة، ويبلغ عدد الناخبين حوالي 2.6 مليون ناخب.

وقال ران: “المشكلة هي كيف يمكن التلاعب بانتخابات يشرف عليها المجتمع الدولي من خلال ممثلين من عدة دول؟”.

خطة إفشال حماس
ويطرح الكاتب مناقشات الاحتلال لإفشال فوز حماس، وإمكانية التدخل في المشهد على غرار ما جرى في لبنان خلال حرب لبنان الأولى، مقترحًا الاعتقالات الجماعية لنشطاء حماس السياسيين، وتدمير “البنى التحتية”؛ أي العيادات والمراكز الجماهيرية والصفوف التعليمية وغيرها.

وأشار إلى أن هذا ما حدث في أعقاب العثور على المستوطنين الثلاثة الذين قتلوا في حزيران/يونيو 2014، لافتا إلى أن يورام كوهين وروني الشيخ، رئيس الشاباك ونائبه في حينه، صعدا على عملية البحث وأداروا عملية القضاء على بنية حماس، فهدمت في حينه صفوف تعليمية وعيادات ومكاتب وغيرها، واعتقل عشرات من نشطاء حماس السياسيين، والنتيجة قادت إلى “الجرف الصامد” (الحرب على غزة)، وازدادت حماس قوة في الضفة الغربية، وعززت سيطرتها في غزة.

إحدى الخطط التي تسعى إليها سلطات الاحتلال هي الفتنة الفلسطينية؛ حيث يعدّ الكاتب أن “الأمل الوحيد هو أن تكون بين حماس وفتح حرب أهلية عنيفة، هذا حدث وقد يحدث، وانتخابات أكتوبر/تشرين الأول ستثبت إذا كانوا هم ونحن قد تعلمنا الدرس”.

ويذهب إلى أنه “في نهاية المطاف من الواضح أن حماس هنا كي تبقى”.

خطة الإنقاذ
الكاتبة كارولين غليك، كانت مباشرة في طرح ما يؤرق الاحتلال، فكتبت مقالها في صحيفة معاريف تحت عنوان “كيف يمكن إنقاذ فتح؟”.

وبحسب اليكس فيشمان الذي كتب في “يديعوت”؛ فإن رئيس السلطة أبو مازن وحركة فتح “ليسوا وحدهم الخائفين؛ أيضا قيادة الجيش الإسرائيلي تعيش في حالة ضغط”.

ووفق التقرير؛ فإن وزير الجيش الصهيوني افيغدور ليبرمان أجرى في الأسابيع الماضية نقاشات عدة مع قيادة الجيش، لذلك تبنى الخطة التي أعدها منسق أعمال الحكومة في الأراضي المحتلة، وأهمها: نقل صلاحية التخطيط والبناء في المناطق ج من الإدارة المدنية إلى السلطة.

كما أشار إلى أن ليبرمان يؤيد أيضا المصادقة على البناء “غير القانوني” للفلسطينيين في المناطق ج، وسيوافق على إقامة مدينة فلسطينية جديدة في الضفة على نمط مدينة روابي، فيما يبدو أنه محاولة لإظهار إيجابيات للسلطة التي تفقد شعبيتها.

وتشير غليك إلى أن هناك مشاكل عدة في هذه الخطة، مثلا “التنازل عن صلاحية التخطيط والبناء في المناطق ج ليس أمرًا مفيدًا، فحينما تتنازل إسرائيل عن هذه الصلاحية فهي تتنازل عمليا عن قدرتها على السيطرة الأمنية على المناطق المفتوحة، وتعرّض المناطق الإسرائيلية (المستوطنات في الضفة) للخطر”.

وتتساءل الكاتبة غليك: “لماذا يعتقد الجيش الاسرائيلي أن التنازل عن صلاحية البناء والتخطيط سيزيد فرص فوز مرشحي فتح في الانتخابات البلدية القادمة؟ وعلى أي أساس تحدد الأمر؟”، عادّةً أن تجربة السنوات الأخيرة أثبتت أن ما وصفتها بـ”التنازلات” لا تشجع الفلسطينيين على تأييد السلام”.

كما تتساءل “هل ستطبق إسرائيل التنازلات في حال فوز حماس في الانتخابات، أم أن الحديث عن أمر مشروط؟”.

الفوز حليف حماس
محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” طرح عدة سيناريوهات لإفشال أو تأجيل الانتخابات، من بينها أن يفتعل الصهاينة حدثا بمباركة السلطة يحوّل أنظار الشعب الفلسطيني بشكل عام وحماس بشكل خاص عن الانتخابات.

وبحسب المحلل؛ فإن الدعوة الحالية والقاضية باقتحامات المسجد الأقصى قد تكون مفتعلة ومخططًا لها لإلهاء الشعب الفلسطيني وصرف نظره عن قضية الانتخابات، وبالتالي تأجيلها لفترة طويلة، أو حتى إلغاؤها، وسيحاول الصهاينة والسلطة عرقلة فوز حماس، لكن استقراء الواقع الفلسطيني يقول إن القوائم التي تدعمها حماس ستفوز.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات