عصيرة القبلية.. هكذا تُحرم النوم بهناء

لم يكد يغادر الأمس أطرافه، حتى أشرقت شمس الصباح على بلدة عصيرة القبلية جنوب مدينة نابلس، لكن ما بين الأمس واليوم، حال واحد لم يتغير بعدما حرم الاستيطان والاحتلال أهالي البلدة “النوم” بهناء.

ممارسات يومية يتبادل بها الاحتلال وقطعان المستوطنين الأدوار، لا تزال تعاني منها بلدة عصيرة في محاولة لتهجير أهلها على حساب توسيع مستوطنة “يتسهار” المقامة على أراضيها.

فمع ساعات نهار ومساء الأمس، كان لقطعان المستوطنين صولات وجولات بعدما داهموا القرية محاولين الاعتداء على الأهالي العزل، وما أن تمكن الأهالي من التصدي لهم، حتى احتل الجنود منزل المواطن عبد الباسط أحمد، وحولوه إلى ثكنة عسكرية ونقطة مراقبة.

المواطن عبد الله صالح، من سكان القرية، يتحدث عن كيفية طرد الجنود عائلة عبد الباسط من منزله، قائلا: حضر الجنود إلى المنزل وسلموا عائلة جارنا عبد الباسط قرارا يقضي بالاستيلاء عليه، مدة 24 ساعة قابلة للتجديد وذلك لأغراض المراقبة.

وأضاف، الجنود أنزلوا أفراد العائلة يوم أمس للطابق الأرضي ولكنهم اليوم أخرجوا العائلة من منزلها بشكل كامل.

بدوره، يقول المواطن محمود خلوف، وهو مزارع، لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، إن الحياة أضحت لا تطاق في السفوح القريبة من مستوطنة “يتسهار”، موضحا أنه لا يتمكن أحد من حراثة الأرض، وجمع محصول الزيتون واللوزيات خاصة من الأماكن القريبة على المستوطنة.

ويتابع بالقول إن أخطر ما تتعرض له البلدة إبلاغ المجلس القروي أن غالبية أراضيها مصنفة (ج) وفقا لتصنيفات اتفاقية أوسلو، ولا يسمح الاستصلاح فيها، ويتم مصادرة الآليات للجمعيات في كل مرة.

من جهته قال عبد الرحمن أحمد، شقيق المواطن عبد الباسط، إن الاعتداءات الاستيطانية متواصلة عليهم منذ 15 عاما، وهو ما حول حياتهم إلى رعب دائم.

وأضاف إن العائلة تتخوف دائما من إقدام المستوطنين على قتل أي من أفراد العائلة، مستذكرا ما حدث مع العائلة في شهر كانون الأول من العام 2012، حيث قام المستوطنون في ساعات الليل بمهاجمة منزله وضربه، وقاموا بسكب مادة مشتعلة لإحراق المنزل، لكن ما أسعف العائلة في ذلك الوقت غزارة المطر.

وتقع قرية عصيرة القبلية على بعد 12كم، من مدينة نابلس من الجهة الجنوبية، ويصل إليها طريق محلي يربطها بالطريق الرئيسي نابلس – القدس، وترتفع عن سطح البحر 480، تحيط بأراضيها قرى مادما، بورين، فرعتا، تل، جماعين، عوريف، وتمت مصادرة مساحات واسعة من أراضيها لصالح مستوطنة يتسهار.