الأربعاء 26/يونيو/2024

الأسيرة الشحاتيت.. ثلاثية البكاء

الأسيرة الشحاتيت.. ثلاثية البكاء

في مشهدٍ يخلو من كل معاني الإنسانية، وبوحشية المحتل الذي عرفه الشعب الفلسطيني عبر سني احتلاله، أوقف جنود الاحتلال الأسيرة رندة الشحاتيت من مدينة دورا برفقة طفلتها المريضة ابنة الثلاثة شهور في طريقها إلى المشفى لعلاجها؛ ليخبروها بأمر اعتقالها الذي كان مفاجئا لها.

مشهد حمل في طياته كل معاني الألم والقلق؛ حيث إن الأم تحمل طفلتها المريضة التي تعاني أمراضا تحتاج رعاية وعناية مستمرّة، ليزيد الاحتلال هذا المشهد صدمة فاجأت الجميع؛ بتكبيل الأم وانتزاع الطفلة أبرار أبو صبحة من بين يديها، وسط مناشدات وبكاء.. ثلاثيةٌ لم تفلح في بقاء الطفلة بصحبة أمها لإكمال طريقهما نحو مستشفى الكريتاس لتلقي العلاج والاطمئنان عليها.

الأسيرة رندة يوسف الشحاتيت (29 عاما) أسيرة محررة، اعتقلت مرتين في سجون الاحتلال، كان الاعتقال الأول بتاريخ 28/3/2004، وحكم عليها بالسجن لمدة 34 شهراً بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن قرب الحرم الإبراهيمي، وأفرج عنها بتاريخ 31/1/2007، ثم أعاد الاحتلال اعتقالها مرة أخرى بتاريخ 6/1/2009 وحكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات، حيث أمضت عامين ونصفًا، وأطلق سراحها في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.

اعتقال على طريق العلاج

حاجز عسكري للاحتلال على مدخل مدينة بيت لحم أوقف السيارة التي كانت تستقلها الأسيرة الشحاتيت، وطُلب منها النزول حسبما أكدته والدتها التي كانت برفقتها لتخبرها بأمر اعتقالها.

تقول والدة رندة لمراسلنا: “كنت أنا وابنتي وحفيدتي في طريقنا إلى مستشفى الكريتاس في مدينة بيت لحم؛ وذلك لمداواة الرضيعة بعد تنقّلنا على عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في الضفة”.

وتكمل الوالدة حديثها: “أوقفنا جيب عسكريّ في منطقة النشاش على مدخل مدينة بيت لحم، وطلب بطاقات الهويات الخاصة بنا، وبعد لحظات أخبرنا بأمر اعتقال ابنتي رندة التي رفضت التجاوب مع جنود الاحتلال”.

تتابع أن ابنتها أخبرتهم في حال إصرارهم على اعتقالها، فلا بد من اعتقالها هي وابنتها المريضة، ولكن جنود الاحتلال رفضوا ذلك، واستدعوا وحدة من المجندات التي انتزعت الطفلة من يد أمها بالقوة، “وأعطوني حفيدتي، وكبّلوا ابنتي بعنف، ووضعوها في الجيب العسكري، ولا أزال أسمع صوت بكائها وصرخاتها طلبا لعودة ابنتها لحضنها”، تقول والدة رندة.

وترى والدة الأسيرة الشحاتيت أن هذا الاعتقال أصعب بكثير على العائلة من الاعتقالات السابقة، بفعل وجود عائلة وأطفال لابنتها إحداهما مريضة وصغيرة في السن، وبحاجة إلى رعاية بشكل يومي.

كما طالبت والدة الأسيرة الشحاتيت الجهات الحقوقية كافة بالتدخل للإفراج عن ابنتها وعودتها إلى أطفالها، أو العمل على إدخال طفلتها ابنة الثلاثة شهور إليها داخل السجن لرعايتها والاهتمام بها.

الحياة حلوها ومرها

من جانبه، أوضح زوج الأسيرة الشحاتيت يوسف أبو صبحة أنه تزوج منها بعد تحررها من سجون الاحتلال أي قبل نحو خمس سنوات، وأنجبت له ثلاثة أطفال، هم: إبراهيم وحمزة والطفلة أبرار، وعاش معها الحياة “بحلوها ومرها”.
 
ويضيف أبو صبحة في حديث لمراسلنا، أن هذا الاعتقال شكل صدمة كبيرة عليه وعلى أطفاله الذين يتساءلون يوميا عن والدتهم، وفي ظل الظرف الذي تعانيها العائلة من مرض ابنته الصغيرة والبحث لها عن علاج في مستشفيات الوطن، شكل هذا الاعتقال عبئًا كبيرًا وثقلا لا تتحمله العائلة.

وأعرب أبو صبحة عن خشيته وقلقه من طلب النيابة الصهيونية إعادة مدة حكمها السابق، والذي لم تكمله بعد الإفراج عنها في صفقة وفاء الأحرار، وذلك بعد تمديد اعتقالها حتى تاريخ 16/8/2016، مؤكدا أن هذا الاعتقال جاء دون مبررٍ أو سبب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 21 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...