الإثنين 05/مايو/2025

فتح والانتخابات البلدية.. الخطوة المترددة

فتح والانتخابات البلدية.. الخطوة المترددة

ما تزال التصريحات التي تصدر عن مسؤولين في حركة فتح متواصلة حول إمكانية تأجيل الانتخابات المحلية، وما يزال الغموض يلف مواقف الحركة نحو الانتخابات، على إثر الموقف الذي اتخذته حركة حماس بالموافقة على المشاركة فيها، في موقف جاء على عكس ما توقعته حركة فتح والسلطة.

الكاتب هاني المصري، يقول إن “حماس فاجأت معظم التوقّعات، ووافقت على إجراء الانتخابات بعد أن أخذت ضمانات من لجنة الانتخابات ممثلة برئيسها حنا ناصر، بأن اللجنة ستقوم بعمل كل ما يلزم لضمان توفير الحريات اللازمة للانتخابات في الضفة والقطاع على حد سواء”.

ويضيف المصري في مقالةٍ له بعنوان “الانتخابات المحلية نعمة قد تتحول إلى نقمة”، “والآن، بعد قرار “حماس” “المفاجئ” بالمشاركة ستعيد “فتح” حساباتها، لاسيما أنّها تعاني من خلافات في صفوفها، أبرزها فصل محمد دحلان وما تشكّله جماعته من تحدٍّ لقوائم فتح”.

فتح والانتخابات
النائب عن حركة فتح في مدينة نابلس، جمال الطيراوي، لم يكن الصوت الوحيد الذي طالب بتأجيل الانتخابات المحلية بحجة أنّ “الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي لا يسمح بإجرائها في الثامن من أكتوبر القادم”.

وقال الطيراوي في تصريح له، إن “الوضع الذي تمر به الحركة من تخبط في هذه المرحلة، لا يسمح لها بالمشاركة في الانتخابات، دون اللجوء إلى حوار يشمل الكل الفتحاوي، للنهوض بالحركة، وقطع الطريق على المتربصين والمتآمرين”.

وزعم الطيراوي، أنّ حركة “حماس” تعاملت بانتهازية مع ما تعرضت له قيادة السلطة من الضغوط الأوروبية و”الإسرائيلية”، فيما قال القيادي بحركة فتح، يحيى رباح بأن هناك مشاورات تجرى داخل السلطة لبحث إمكانية تأجيل عقد الانتخابات البلدية المزمع عقدها في غزة والضفة الغربية، مبيناً أنّ هناك آراء في داخل حركته ترى بأن الانتخابات غير مجدية في هذا الوقت.

هذه التصريحات وغيرها باتت تعزز المخاوف بشأن تأجيل الانتخابات، بعد تكرار التصريحات المماثلة لقيادات في فتح، والتي تأتي في سياق رهن هذا الاستحقاق الانتخابي بالأوضاع الداخلية لحركة فتح، كما تتناقض مع مطالب “فتح” ورئيس السلطة محمود عباس، على الدوام بضرورة عقد انتخابات بلدية وتشريعية.

موقف حماس

في المقابل لا تزال حركة “حماس” تبدي استعداداتها على قدمٍ وساق للدخول في الانتخابات، حيث قال الناطق باسمها حازم قاسم لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ “حركته ماضية في التجهيز للانتخابات، ضمن الموعد الذي حددته لجنة الانتخابات المركزية”، مشدداً على تمسكها بهذا الحق ودفاعها عنه.

وعدّ الناطق باسم حماس، الانتخابات الفلسطينية على مختلف مستوياتها حقًّا من حقوق الشعب الفلسطيني، “ومن غير المسموح لأي جهة مصادرة هذا الحق أو التلاعب به” كما قال.

تأجيل الانتخابات !
المحلل السياسي عبد الستار قاسم توقع أن يتم تأجيل الانتخابات المحلية في ظل ما تعيشه حركة فتح من خصومات وانقسامات.

وقال في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” “صفوف فتح مهلهلة إلى حد كبير والقيادات في الحركة أكثر من العناصر، وهذا يعني أن التنافس الداخلي الذي يمكن أن يتطور إلى خصومة”.

وأشار قاسم إلى أنّ بعض الفتحاويين يتحدثون عن ضرورة التحالف مع مرشحي حماس، “من أجل أن يكونوا قادرين على خوض الانتخابات” كما يقول.

وأضاف: “هناك تخوف كبير إذا بقيت الأمور على ما هي عليه الآن فإن حماس ستفوز بالانتخابات، وهذا سيعقد الأمور بالنسبة لفتح”، لذا فإنّ “الاحتمال الكبير يتجه لتأجيل للانتخابات بحجة أنّ الظرف غير مناسب وأنهم سيظهرون ضعفاء أمام العالم، وأنّهم يغتصبون السلطة السياسية اغتصاباً” يقول قاسم.

وحول إمكانية أن تجري السلطة الانتخابات من واقع ضغوط دولية، فاستبعد المحلل السياسي ذلك، وقال: “هذه انتخابات محلية وليست سياسية”.

الظروف كما هي
“كل المؤشرات والظروف والأجواء لن تتغير لأنّها لم تتغير منذ عشر سنوات” هذا ما قاله الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو في رده على إمكانية تأجيل الانتخابات بسبب الظروف.

وقال لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” “هذا حق غاب لسنوات طويلة، ومن حق الشعب الفلسطيني ممارسته بكل حرية، ويجب أن يدفع الجميع بهذا الاتجاه”.

وأضاف: “من لديه مشاكل داخلية يجب أن يحلها بنفسه بعيداً عن حقوق الشعب الفلسطيني”، مؤكداً أنّ حالة الانقسام لن تتغير بعد سنوات إذا بقيت على ما هو عليه.

وتبقى الانتخابات المحلية ثمرة يتمنى الشعب الفلسطيني أن يقطفها قريباً، في حين يبدو أن الثمرة القريبة تبدو حامضة لدى بعض الأطراف التي تتمنى تأجيل قطافها، لذا فإنّ الشعب سيكون أولاً وأخيراً هو صاحب القرار في قطف في موعده من عدمه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات