5 ملايين مشارك في تجمع الديمقراطية والشهداء بإسطنبول

شارك نحو 5 ملايين شخص في تجمع “الديمقراطية والشهداء” بإسطنبول، اليوم الأحد، بحسب تحليل ميداني أجرته الشرطة التركية.

وأفادت مصادر أمنية تركية، للأناضول، أن مروحيات الشرطة، أجرت تحليلا ميدانيا من الجو، عبر حساب عدد الأشخاص في المتر المربع الواحد بميدان “يني قابي” الذي احتضن التجمع.

وذكرت المصادر الأمنية أن التحليل شمل أيضاً، حساب الأشخاص الذين توجهوا إلى الميدان المذكور، من مركز مدينة إسطنبول والشوارع الفرعية المؤدية له، لافتة أن المشاركين في التجمع بلغ عددهم نحو 5 ملايين شخص.

وأظهرت الصور وصول الرئيس التركي أردوغان بعد دقائق من وصول الرئيس السابق عبد الله غل للمشاركة في المظاهرة.

وشارك في المظاهرة رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو، ورئيس حزب الحركة القومية المعارض دولت بهجلي، إضافة إلى رئيس الوزراء بن علي يلدرم ممثلا عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، وألقوا كلمات أمام الجماهير، قبل أن تختتم الفعالية بكلمة أردوغان.

وجاءت الملايين إلى الموقع من مدن بعيدة؛ حيث تم توفير وسائل نقل مجانية لتسهيل وصولهم، ولم تشهد الفعالية رفع أي أعلام حزبية، وكان العلم التركي هو الوحيد الذي يرفعه المشاركون.

وأشار رئيس مجلس إدارة الشركة المنظمة للتجمع إلى وجود 165 نقطة تفتيش أمني كإجراء احترازي، فيما أعلنت مديرية أمن إسطنبول أنه سيتولى مهمة حماية أمن التجمع 15 ألفًا من أفرادها، بالإضافة إلى زورقين لخفر السواحل ومروحيتين.

وأكد أردوغان أن الشعب التركي الذي ملأ الشوارع ليلة المحاولة الانقلابية نال شرف الكفاح والشهادة وكتب اسمه بحروف من ذهب، مشددًا على أن هذا المشهد (مشاركة الملايين) “قهر وبثّ الحزن في نفوس الأعداء كصبيحة 16 يوليو”.

وشدد على أن “البرلمان التركي هو المخوّل بإصدار قرار إعادة تطبيق عقوبة الإعدام، وفي حال صدر قرار من هذا القبيل سأصادق عليه”.

من جهته، قال رئيس البرلمان التركي إسماعيل قهرمان، إن الشعب تصدى للانقلاب، وعاقب “خونة الوطن الذين تغلغلوا في مؤسسات الدولة، على أكمل وجه”.

وأضاف قهرمان في كلمة له أمام الحشود “نجتمع اليوم هنا لنبلغ العالم بأنّنا طوينا صفحة الانقلابات، وفتحنا صفحة العيش كأمة واحدة تحت علم واحد، وضمن وطن واحد، وفي ظل دولة متماسكة”.

وفي كلمة لرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، ممثلا عن حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، أكد أن 15 من تموز/ يوليو، كان حرب استقلال ثانية في البلاد.

وأردف قائلاً “لن نتنازل عن الديمقراطية، وسنوسّع الحريات، وسنُقلل من أعدائنا ونزيد أصدقاءنا، ولن نفرّط بالتوافق الحاصل في الساحة السياسية، وسنعمل على تعزيز مبدأ التعاون والتفاهم”.

زعيما المعارضة يدعمان الحكومة ضد الانقلاب
وأبدى زعيما أكبر حزبين معارضين في تركيا تأييدهما للحكومة في رفض محاولة الانقلاب الفاشلة؛ حيث عدّ زعيم حزب “الشعب الجمهوري” المعارض كمال قليجدار أوغلو، أن ما تعيشه تركيا اليوم مهمّ؛ “لأن الحياة السياسية فيها خطت خطوة مهمّة في تاريخها الديمقراطي”.

وأضاف في كلمة له خلال الفعالية الشعبية “شهداؤنا الـ 240 كُتبوا في تاريخ ديمقراطيتنا الذهبي، ولن ننساهم (…)، تركيا بدأت عهدًا جديدًا، وإذا تمكّنا من حماية ثقافة التفاهم والتصالح التي نشهدها اليوم نكون قد أنشأنا بلدًا جميلًا لأبنائنا”.

كما دعا قليجدار أوغلو إلى تطبيق نظام تعليمي قائم على التفكير والمساءلة؛ من أجل تعزيز ديمقراطية البلاد، حسب قوله.

بدوره، انتقد زعيم حزب “الحركة القومية” المعارض دولت باهجه لي، “اختلاق الولايات المتحدة الأمريكية الأعذار” لعدم تسليم فتح الله غولن، زعيم تنظيم “الكيان الموازي” الإرهابي لتركيا.

وقال “مسرور لأنني أشاهد بفخر انتفاضة تركيا، 15 تموز كانت محاولة احتلال جديدة وحملة دمار ومذبحة، لقد وقفنا بثبات وبشجاعة رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدنا، ولقنّا الخونة درساً، وأوقفنا الإرهابيين عند حدهم”.

وختم باهجه لي حديثه أمام الجماهير، بالتأكيد على أنه “لا توجد وسيلة للتخلص من عناصر منظمة الكيان الموازي وأسيادهم الذين استشروا كالسرطان في الدولة سوى تطهيرها منهم”.

خلوصي: الجيش تحت إمرة الرئيس والشعب
بدوره، أكد رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار، أن الجيش تحت إمرة رئيسالجمهورية والشعب، و”أنه لن يتساهل مع جماعة غولن الإرهابية التي اخترقت

رئيس الأركان خلوصي أكار

الجيش بشكل لا شبيه له محاوِلة الانقلاب الفاشلة الذي قامت بها منظمة “الكيان الموازي” الإرهابية منتصف الشهر الماضي، بالخيانة الكبيرة التي استهدفت الشعب والوطن”.

وأوضح أكار في كلمته خلال التظاهرة أنّ “مجموعة من عصابة غير قانونية تغلغلت داخل بنية القوات المسلحة التركية، ولطّخت تاريخ الجيش المجيد وجعلت البلاد تشهد هذا العار (المحاولة الانقلابية)”.