الأحد 04/مايو/2025

أسرلة المنهاج بالقدس.. تخطيط متصاعد يستهدف الذاكرة الفلسطينية

أسرلة المنهاج بالقدس.. تخطيط متصاعد يستهدف الذاكرة الفلسطينية

صعدت سلطات الاحتلال من مخططاتها لـ”أسرلة” المنهاج التعليمي الفلسطيني في مدينة القدس  بشكل كامل، وذلك لخدمة سياساتها القائمة على استهداف الذاكرة الفلسطينية وكي وعي الطلاب في تلك المرحلة العمرية.

ويشرح الباحث المختص في شؤون التعليم راسم عبيدات بالأرقام والإحصائيات لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” وضع التعليم في المدينة المقدسة والحلول للرد على أسرلة التعليم في القدس.

5 مظلات تعليمية

يقول عبيدات “يوجد في القدس 5 مظلات تعليمية أكبرها التابعة لمظلة وزارة التربية والتعليم الصهيونية ممثلة بدائرة المعارف التابعة لبلدية الاحتلال، يبلغ عددها 56 مدرسة يدرس فيها 42 ألف طالب وطالبة يشكلون 48.5% من مجموع الطلاب في القدس”.

ويشير إلى أن “المظلة التعليمية الثانية وهي المدارس الخاصة والأهلية، يبلغ عددها 69 مدرسة، يدرس فيها حوالي 30 ألفا و350 طالبا تشكل نسبة 32% من مجموع طلاب القدس”.

ويتابع عبيدات “أما المظلة الثالثة فهي التي تتبع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بحيث يبلغ عددها 43 مدرسة في مدينة القدس يتعلم فيها حوالي 13 ألف طالب وطالبة يشكلون ما نسبته حوالي 12.9% من مجموع طلاب القدس”.

والمظلة التعليمية الرابعة وهي المدارس شبه الرسمية التي تسمى بمدارس “المقاولات” يدرس فيها حوالي 7200 طالب وطالبة بنسبة 7.5% من مجموع طلاب المدينة”، مشيرا إلى أن المظلة الخامسة وهي مدارس وكالة الغوث وعددها سبع مدارس يتعلم فيها حوالي 2100 طالب بنسبة 2.30% من مجموع الطلاب”.

ويؤكد عبيدات أن الخطر الأساسي الذي يتهدد التعليم في مدينة القدس المحتلة هو إعادة تدريس المنهاج الصهيوني لطلاب القدس، موضحا أن المسألة ليست تشويهًا وتحريفًا للمنهاج الفلسطيني؛ بل استبداله بشكل كامل للمنهاج الصهيوني.

كي للوعي

ويشير إلى أن الحديث يتمحور اليوم بوجود مدرسة في بيت حنينا تنوي التعليم بالمنهاج الصهيوني، إضافة إلى أن عدد المدارس التي تدرس المنهاج الصهيوني يبلغ ثمانيًا، منها مدرسة ابن خلدون في بيت حنينا، ومدرسة البنات الإعدادية (عبد الله بن الحسين) سابقا، ومدرسة ابن رشد الشاملة في صور باهر، ومدرستا صور باهر الابتدائية بنين وصور باهر الابتدائية بنات.

ويؤكد الباحث عبيدات أن عدد الطلاب الذين يتلقون التعليم وفق المنهاج الصهيوني يبلغ  1800 طالب، إلا أن خطة وزير التربية والتعليم الصهيوني تتركز في رفع هذا العدد للعام الدراسي القادم إلى 2200 طالب.

ويوضح أن الخطر في تدريس المنهاج يكمن في شطب وحذف كل ما يتعلق بالتاريخ والانتماء والجغرافيا الفلسطينية، مؤكدا أن الحديث يدور عن كيٍّ للوعي الفلسطيني والسيطرة على الذاكرة، وفرض الرواية الصهيونية التلمودية، ليس فقط على المسار التعليمي بل على المسار التاريخي.

ويقول إن “تدريس المنهاج الصهيوني سيمكن الطلاب الفلسطينيين من التعرف على شخصيات صهيونية لعبت دورا أساسيا في نكبة وتهجير الشعب الفلسطيني مثل “بن غوريون” و”مناحيم بيغن”، موضحا أن “المنهاج الصهيوني يشير إلى أن هؤلاء هم الذين قاموا ببناء دولة الاحتلال، وخلقوا التسامح”.

وينبّه إلى أنه من المصطلحات التي تم شطبها مصطلح النكبة والحديث عن دولة الاحتلال؛ بحيث سيدرس الطلاب عن الأعياد والرموز الصهيونية، مثل عيد “الاستقلال” والكنيست وشخصيات دينية وصهيونية مثل الراب موشيه بن ميمون، وغيرهم من الشخصيات التاريخية الصهيونية.

ردود مطلوبة

ويؤكد الباحث عبيدات أن المقدسيين أمام عملية “أسرلة” كاملة للتعليم في مدينة القدس، وأن هناك خطرًا جدّيًّا وحقيقيًّا على التعليم في هذه المدينة.

ويرى أن الرد على مخططات الأسرلة يتمثل في أن يصبح المنهاج الوطني جزءًا من السيادة الوطنية، ويجب أن يكون هناك استراتيجية فلسطينية داعمة للعملية التعليمية في مدينة القدس، وهذا يأتي من خلال تخصيص ميزانيات كافية للتعليم في القدس.

ويضيف: “ينبغي تفعيل التصدي للعملية التعليمية في القدس سواء في الجانب الرسمي أو الشعبي،  وأن يكون هناك توزيع لكتب المنهاج الفلسطيني على أن يشمل أيضا المدارس التابعة لبلدية الاحتلال عن طريق اتحاد لجان أولياء الأمور”.

ويرى الباحث عبيدات أن الرد الآخر يتم من خلال إقامة أبنية مدرسية تخضع لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وتقديم دعم جدي وحقيقي للمدارس الخاصة التي أصبحت تهدد من بلدية الاحتلال في إيقاف الدعم المالي المشروط، والذي يقدم لتلك المدارس، ويشكل مدخلا لها للتحكم في المنهاج الذي يجري تعديله في كل المدارس.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...